سنة الأفلام الصغيرة؟

TT

منذ أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر، والحديث يدور في كثير من الأوساط السينمائية الأميركية حول موسم الجوائز الذي نقترب من نهايته مع إعلان جوائز الأوسكار الاثنين القادم. منذ البداية، وحتى قبل أن تعرض أفلام مثل «طفلة المليون دولار» Million Dollar Baby الذي دخل السباق بشكل مفاجئ أو «البحث عن نيفرلاند» Finding Neverland الذي مر بصالات العرض بهدوء، اتفق بعض المحللين على أن سباق الأوسكار لجائزة أفضل فيلم بالذات كان غامضا بعض الشيء، ليس هناك «سيد الخواتم» أو «المجالد» Gladiator أو «الحاسة السادسة» The Sixth Sense أو «تايتانك» أو «إنقاذ الجندي ريان» وهي أفلام عرض معظمها في منتصف السنة وحقق أرقاما كبيرة في مبيعات التذاكر، ولهذا أثارت الكلام والتوقعات مبكرا. الآن وبعد نهاية السنة الماضية نستطيع أن نفهم سبب الغموض الذي تكلم عنه المحللون حينها، فالأفلام الخمسة المرشحة لهذا العام لم يستطع أي منها جمع أكثر من 100 مليون دولار (وهو رقم اعتادت هوليوود أن تجعله معيارا لنجاح الفيلم ماديا) وهو الشيء الذي يحدث لأول مرة منذ 15 عاما، فقد اعتادت الأكاديمية أن ترشح فيلما واحدا على الأقل تخطى حاجز المائة مليون دولار كل سنة، لا أحاول هنا الربط بين مبيعات شباك التذاكر والمستوى الفني للفيلم، لكن أعضاء الأكاديمية الذين يتجاوز عددهم أكثر من 5800 عضو من مختلف التخصصات السينمائية أظهروا ومنذ سنين عدة ميلا ملحوظا تجاه «الأفلام الكبيرة»، وليس المقصود هنا أفلام المائة مليون دولار فما فوق وحسب، بل حتى الأفلام ذات الحس الملحمي الضخم مثل «القلب الشجاع» أو «المريض الإنجليزي».

حسناً، ما الذي تغير إذن هذه السنة ؟ وما الذي جعل الأفلام الخمسة المرشحة تحصد مجتمعة 315 مليون دولار فقط حتى الآن؟ وهو ما يكافئ 51 مليون تذكرة تقريبا، بينما لم تقل عدد التذاكر المباعة للأفلام المرشحة للأعوام الخمسة الماضية عن 100 مليون تذكرة ؟ هناك من سيقول إن الأكاديمية تغيرت، وأنها أصبحت بالفعل تهتم أكثر بما تنتجه السينما المستقلة والأجنبية أكثر من ذي قبل، وهو أمر مستبعد. في رأيي أن هذه السنة بالذات شهدت غيابا كبيرا للأفلام «الكبيرة» التي عرضت منتصف العام، ابتداء من فشل «طروادة» Troy و«الاسكندر» Alexander ومرورا بمستوى متوسط إلى جيد ولكنه غير كاف لأفلام مثل The Terminal و Collateral، هذا بدون ذكر غياب سلسلة «سيد الخواتم» التي كانت حاضرة على الدوام خلال السنوات الثلاث الماضية. [email protected]