«هيتش» يثبت محبة الجمهور لويل سميث من يوم الاستقلال إلى يوم الحب

سيناريو الفيلم لا يتشبث بأي منطق مطلق من أجل إضحاك المشاهد

TT

قد لا تريد أو تحتاج أو تحيي الاحتفال بما يسمى «عيد العشاق» لكنك قد تريد مشاهدة هذا الفيلم. المخرج أندي تينانت، وهو لديه باع في أفلام الرومانسية الكوميدية مثل (Fools Rush In - Sweet Home Alabama) يستخدم ويل سميث الذي يبدو مرتاحاً ومستمتعاً كالعادة في هذه الكوميديا الجديدة، ومن الجميل أن لا نشاهده يقاتل وحوشاً أو رجالاً آليين. الممثل يعي ما يملك من روح عالية وملامح متهكمة، والمخرجون الذين تولوا إدارته حتى الآن (أفضلهم مايكل مان) استخدموا هبته هذه في كل فيلم قام ببطولته، فهي تربط المشاهدين بالشخصية التي يلعبها. المثال الأوضح على ذلك هي تجسيده الممتاز لأسطورة الملاكمة محمد علي كلاي في فيلم (كلاي). نتيجة لذلك وبالرغم من أن سيناريو «هيتش» لا يتشبث بأي منطق مطلق، فأنه سيجعلك تضحك طوال الوقت، وينسيك في ساعتين أية مساوئ واجهتها في يوم عملك الطويل.

العروض الدعائية لهذا الفيلم تعطينا فكرة عن تعليم ويل سميث لرجل سمين كيف يرقص، وأنت تقول لنفسك: «هل أريد مشاهدة ساعتين من هذا التهريج ؟». وهنا أنت مخطئ. فالمفاجأة أن الفيلم ذكي ومسل في كافة مجرياته، ولا يجتر التكرار من أفلام سابقة. ويل سميث يقوم بدور أليس (هيتش) هيتشنز. دكتور مختص في مساعدة الرجال في الحصول على مواعيد غرامية، حيث يأخذ رجالاً لا يملكون خبرة أو ثقة أمام الجنس الآخر، ويعلمهم كيف يكسبون قلوب نساء أحلامهم، أو كما يخبرنا هيتش في بداية الفيلم: «مهما كانت المسألة، مهما كان الوقت، مهما كان الرجل، أي شخص يستطيع أن يسحر أي فتاة. فقط يحتاج الإيقاع الصحيح».

الرجل الذي نتحدث عنه هنا هو المحاسب السمين الغريب ألبرت برينمان (كيفين جيمس)، والمرأة المطلوبة هي الأنيقة الغنية أليجرا كول (آمبر فاليتا). وعندما نقول «غريب» فنحن لا نقصد أنه فقط رجل ينعقد لسانه أمام النساء، بل أيضاً رجل يسكب على نفسه كل شيء يحمله في أي مرة ممكنة، يخرج من حمام عام من دون سرواله.

ونقول «أنيقة» فنحن لا نتكلم عن صورة لعارضة أزياء شقراء وبلهاء، بل امرأة لديها عاطفة، ذوق، أحساس، بالإضافة إلى الجمال والثروة. وإذا كان خبير العلاقات العاطفية الذي يدعى هيتش يحتاج لاختبار صعب، فهذا هو. فهل سينجح بجمع هذا الزوج المتناقض؟

الواضح على الأقل في هذا الفيلم هي حدة ووضوح الحوار، إنها الطريقة التي يتحدث بها الكثير من البشر هناك حالياً. المشكلة الرئيسية في هذا النوع من الأفلام، عدا سهولة توقع نهاياتها، أنك إذا شاهدت فيلماً منها، تعتبر نفسك كأنك شاهدت معظمها. مؤخراً شاهدنا أفلاما سيئة جداً من هذا النوع، (How to Lose a Guy in 10 Days وThe Wedding Date) هو أول ما يخطر لي. لكن هذا الفيلم يوازن أكثر بين الطابع الكوميدي والسخرية الرومانسية مما يجعله أقل جدية وأسهل وأمتع للمشاهدة. بأداء عذب ومتقن وشهي من طاقم الفيلم بأكمله، شخصيات نستطيع أن نحبها، ومواقع تصوير سهلة المأخذ وصحيحة الاختيار. وهو يثبت في النهاية، محبة الجمهور لويل سميث من يوم الاستقلال إلى يوم «عيد الحب».