المنتجعات البحرية.. خيار أهالي جدة وزوارها

TT

تفتقد مدينة جدة التي تعتبر العاصمة التجارية والسياحية للسعودية الى المظاهر الاحتفالية في عيد الأضحى هذا العام، كما هو الحال في كل عام، والسبب هو انصراف قطاع واسع من اهالي جدة الى العمل لتمكين حجاج بيت الله الحرام من تأدية فريضتهم وفق ما يتطلبه «شرف خدمة الحاج» التي يفتخر بها السعوديون العاملون في مواسم الحج. وفي حين تعيش المنطقة الغربية (مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الطائف) عيد الاضحى بوتيرة مغايرة تماما عما يجري في مدن العالم الاسلامي الاخرى التي تحتفي بهذه المناسبة باحتفالات اكثر من احتفالات عيد الفطر تنسحب هذه الحالة على بقية المدن السعودية وان بشكل متفاوت. ولا يحظى خيار السفر إلى الخارج بالاقبال في هذه المناسبة تبعا لاسباب مختلفة يتقدمها غياب أرباب الأسر المكلفين العمل على استقبال الحجاج وتوديعهم في المنافذ البرية والبحرية والجوية.

وتظل فرصة خروج افراد الأسرة الى الشاليهات (منتجعات ترفيهية على شاطئ البحر الاحمر) اكثر جذبا لكثير من الأسر، سواء التي تقطن في جدة او القادمة من مناطق سعودية مختلفة، يتقدمهم سكان مدينة الرياض الذين يهربون في هذه المناسبة من المناخ الصحراوي شديد البرودة في مثل هذا الوقت من السنة.

وفي جدة ينحصر الاحتفال بالعيد في مغادرة المنازل لتمضية عدة ايام في الشاليهات حيث تتجمع هناك اعداد كبيرة من العوائل السعودية والمقيمة. وتحتوي الشاليهات على وحدات سكنية متراصة وخدمات ترفيهية مساندة تغني الساكن فيها عن الخروج من اسوار المنتجع. وتتفنن الكبائن ـ كما يحلو لاهالي جدة تسميتها ـ في جذب عملائها الذين يقضون في العادة بضعة ايام لا تقل عن أربعة. وبدورها، تتولى الادارة في كل منتجع اقامة برامج ترفيهية بسيطة اذا ما قورنت بالاحتفالات التي تحظـى بدعم رسمي من خلال اللجنة العليا لتنشيط وتطوير السياحة في جدة. ويتفق مدير الشاليه مع فرق شعبية او فنان مبتدئ مع فرقة مصاحبة لعزف الايقاعات تتشكل في الغالب من 5 اشخاص، يمضون ساعات الليل على شاطئ البحر بين الغناء والموسيقى.

ورغم انفراد الشاليهات بمظاهر العيد في جدة إلا ان هناك محاولات من القرى السياحية التي تضم مطاعم متنوعة ومساحات واسعة مزروعة بالعشب الاخضر وقسما كبيرا لألعاب الأطفال، فضلا عن اعتمادها على جلسات تشبه المقاهي الشعبية، هي الاخرى لها اجواء خاصة لجذب اهالي جدة والمقيمين فيها.

ويقول مصطفى ولي مسؤول التسويق في قرية «مرسال»، أشهر المنتجعات البرية في ضواحي جدة، ان ادارته استعدت لعيد الاضحى بعدة برامج ترفيهية للأسر ولصغارها تشمل محاكاة أجواء الواحات الطبيعية والغابات والأدغال مع تكريس مفاهيم مسابقات الأطفال وأسرهم وإذاعتها على الهواء بالتعاون مع إذاعةmbcfm عبر برنامج تقدمه المذيعة اميرة الفضل، يستمر طيلة ايام العيد، في محاولة طموحة لكسب اعلى نسبة من الزوار.

فيما اوضح عبد الخالق زعزع مدير منتجع النورس على كورنيش جدة، ان منتجعه سيستقدم عدة فرق موسيقية، ووضع برامج ترفيهية للأطفال تتضمنها مسابقات ثقافية، الى جانب فقرة الشخصيات الكارتونية المعروفة. وقال زعزع انهم يتوقعون اقبالا جيدا من الزوار «لكن ذلك لن يكون مثل الاقبال الذي شاهدناه في ايام عيد الفطر، او بعض ايام اجازة الصيف».