سودربيرغ يتحدى النظام

TT

أعلن في أوائل الشهر الماضي، عن مشروع جديد وجريء للمخرج الأميركي ستيفن سودربيرغ، الفكرة كما أعلنت عنها شركة 2929 انترتيمنت، شريكة سودربيرغ في المشروع، هي إخراج ستة أفلام، تقوم الشركة بعرض كل واحد منها في صالات السينما وفي نفس الوقت تطرحه في أسواق الفيديو المنزليDVD وكذلك تقوم بعرضه على القنوات التلفزيونية في نفس اليوم، الفيلم الأول من هذه الستة سيكون بعنوانBubble «فقاعة»، وسيصوره سودربيرغ بكاميرات رقمية، وتدور قصته حول جريمة قتل غامضة في قرية صغيرة في ولاية أوهايو. الفيلم دخل مرحلة الإنتاج ومن المتوقع عرضه في وقت ما من العام المقبل. بينما لا توجد حتى الآن أي معلومات عن الأفلام الخمسة الأخرى.

سودربيرغ، بخطة مثل هذه، يكسر تقليدا هوليووديا بدأ منذ الثمانينات، حيث تعودت الاستديوهات الأميركية على عرض الفيلم في الصالات ثم بعده بفترة تمتد إلى أشهر يجد الفيلم طريقه إلى الفيديو المنزلي DVD أوVHS وبعد ذلك إلى القنوات التلفزيونية بأنواعها، وكل ذلك من أجل إلغاء المنافسة التي قد تواجهها الصالات السينمائية وتقلل من أرباحها.

مشروع سودربيرغ بدأ بالطبع في إثارة المخاوف لدى شركات سلاسل الصالات السينمائية الضخمة المنتشرة في أميركا الشمالية، حيث تتخوف مثل هذه الشركات، حيث أعلنت إحداها «بأنها لن تعرض أفلاما تعرض على الفيديو أو التلفزيون في نفس الوقت».

على أي حال، مشروع سودربيرغ رغم جرأته، لا يمثل حقيقة خطرا كبيرا على النظام القائم، ليس فقط لأنه مشروع تجريبي وصغير نسبيا وفيه مخاطرة مالية كبيرة، ولكن أيضا لأن هوليوود التي استطاعت أن تنجو منافسة شرسة في السابق مع التلفزيون والإنترنت، لن تقلقها ستة أفلام رقمية تجريبية مستقلة. ما يجعلنا نهتم بالموضوع حقيقة، هو هذا النفس الجريء والمشاكس الذي يمتاز به عدد من المخرجين الشباب الذين برزوا منذ التسعينات، وبدأوا في تحدي النظام بطريقة أو بأخرى، وهنا نتذكر الأميركي من أصل مكسيكي روبرت رودريغوز مخرج Spy Kids «الأطفال الجواسيس» و«مدينة الإثم»Sin City ومشاكساته التي لا تنتهي مع النقابات السينمائية حين ترك نقابة الكتاب والمخرجين لينضم بذلك إلى صديقه المخرج كونتن تارانتينو، والجدير بالملاحظة هنا، هو أن هؤلاء المخرجين الثلاثة (سودربيرغ، رودريغوز وتارانتينو)، رغم مشاكسات مثل هذه، إلا أنهم غالبا ما يصنعون أفلامهم من داخل الدائرة الهوليوودية، وهو الأمر الذي يجعل تأثيرهم على واقع السينما الأميركية أشد وقعا وأكثر انتشارا.