س: ما رأيكم في فيلم «ميمينتو»، فقد شاهدته بعد أن قرأت عنه لكني لم أفهم أشياء كثيرة منه؟

TT

بداية فان فيلم « تذكار»MEMENTO المنتج عام 2000 يعد من أهم وأفضل الأفلام في السنوات الأخيرة وهو يحتل حاليا المرتبة الخامسة والعشرين في قائمة أفضل 250 فليما حسب تصويت الموقع السينمائي الشهيرIMDB.

وهذا يعود بطبيعة الحال الى التجديد الكبير والاضافة المهمة التي عملها المخرج كريستوفر نولان من خلال الفيلم في تحريره واخراجه والأبرز على مستوى السيناريو الذي كتبه كريستوفر عن قصة قصيرة لأخيه جوناثان ويعتبر البعض هذا الفيلم ثورة في سيناريوهات الغموض والاثارة والسرد الدرامي بشكل عام. وكان الفيلم قد حصل على عدد كبير من الترشيحات والجوائز وتقديرات الجمعيات والدوائر السينمائية خاصة على مستوى السيناريو ثم التحرير والاخراج واهمها ترشيحه لأوسكاري السيناريو والتحرير. وكريستوفر نولان كان قد اخرج فيلما بارزا في بريطانيا اسمهFOLLOWING لكنه اشتهر كثيرا حينما قدم هذا الفيلم الأميركي ميمنتو ثم اخرج من بعده فيلما رائعا كذلك هو «أرق» INSOMNIA بمشاركة النجوم: ال باشينو وروبن وليامز وهيلاري سوانك وهو إعادة لفيلم سابق. وينتظره المتابعون هذا الصيف لتقديم الجزء الرابع من السلسة الشهيرة «الرجل الوطواط» في فيلمBATMAB BEGINS.

الفيلم كما هو معروف يحكي قصة ليناردو شيلي (أدى دوره ببراعة غاي بيرس «لوس انجلو سري») في محاولته البحث عن قاتل زوجته والانتقام من أولئك اللصوص الذين قتلوها وتسببوا في اصابته المستدامة. لكنه يواجه مشكلة مرضه، فقدان الذاكرة قصيرة الأمد التي تجعله لا يتذكر ما حدث قبل أقل من دقيقة، أو حتى الشخصيات التي التقى بها وهذا ما سيصعب عليه مهمته مما يجعله يعتمد على ملاحظات مكتوبة وآلة تصوير فورية وأوشام على جسده تذكره بمهمته وأهم الملاحظات والمعلومات التي يحتاجها لإكمال هذه المهمة.

الجديد والمثير في هذا الفيلم هو السرد العكسي في مشاهده ـ والذي تكرر أيضا في فيلم فرنسي رائع هوIrreversible للمخرج غاسبار نوي لكن بطريقة أخرى حيث اعتمد على لقطة واحدة فقط لكل مشهد ـ ففي فيلم ميمنتو سيكون المشهد الافتتاحي الذي يراه المشاهد هو تحديدا آخر حدث في القصة. ثم المشهد الذي يليه هو الحدث السابق وهكذا يسير الفيلم بطريقة عكسية مبتديئا من النهاية وهذا ما يتطلب تركيزا شديدا في المشاهدة والتي كما يبدو لا تكفي مشاهدة واحدة للفيلم لاستيعابه كما يتطلب استذكارا حادا للأحداث عكس ما تعمل عليه ذاكرة بطل الفيلم ليوناردو!!. بينما سيكون آخر مشهد نراه في الفيلم هو أول القصة وكأننا كنا نقوم باعادة الفيلم من النهاية عبر زر الاعادة في جهاز الفيديو. ولكن من جهة أخرى فهناك مشاهد تأتي بسرد تقليدي متتالي الأحداث وهي المشاهد التي تكون باللونين الأبيض والأسود حينما كان ليوناردو في الفندق يهاتف شخصا ما.

ستكون لدى المشاهد مجموعة من الاسئلة مثل: هل كانت الضحية التي قتلها ليوناردو في أول الفيلم «مرافقه تيدي» هي أول ضحية؟ وهل كانت فعلا هي من تسبب بقتل زوجته؟ وهل قتلت زوجته في الأساس أم أنها هجرته بسبب مرضه؟ وهل كان ليوناردو ضحية استغلال لجهة معينة بسبب مرضه؟ وماذا عن القصة التي يرددها ليوناردو عن سامي جينكس المريض في المشفى بنفس مرض ليوناردو.. هل هي حقيقية أم من اختراع ليوناردو من دون أن يشعر لانه هو من كان يتعالج في مشفى؟ وهكذا اسئلة يمكن الاجابة عليها من خلال تكرار المشاهدة والتركيز. مثال ذلك: هناك لقطة خاطفة وسريعة جدا في آخر مشهد الذي هو أول القصة وليوناردو يتوقف عند محل الأوشام قبل أن يشم جسمه، هذه اللقطة هي صورة سريعة لليوناردو مستلقيا وقد وشم صدره وزوجته بجانبه مما يعطي تأكيدا على ان زوجته هجرته ولم تقتل في تلك الحادثة.