شياملان.. الشاب الهندي الذي اخترق هوليوود

يهتم بمزج الغموض مع الدراما والعلاقات الأسرية والاجتماعية

TT

بعد نجاح فيلم The Sixth Sense/ «الحاسة السادسة» عام 1999 الذي حقق ما يقارب 294 مليون دولار والذي أنتج بتكلفة 55 مليون دولار فقط، ظهر للوجود اسم المخرج «إم نايت شياملان» الهندي الأصل على الساحة الفنية الأميركية والعالمية. إضافة الى ذلك النجاح الجماهيري الهائل، ترشح لأربع جوائز أوسكار من بينها أفضل مخرج وأفضل فيلم. يعد هذا الفيلم ثالث فيلم يخرجه «شياملان». ولد المخرج «إم نايت شياملان» واسمه الحقيقي «مانوج نيلياتو شياملان» في الهند، عام 1970 وذهب مع أبويه الطبيبين ليعيش في فيلادلفيا في سن مبكرة. عندما كان عمره ثماني سنوات اهداه والداه كاميرا (super-8)، وهكذا بدأ شغفه بالتصوير والاخراج، وعالم السينما وهو بهذه السن المبكرة. عنده بلوغه سن السابعة عشرة، كان قد عمل 45 فيلما منزليا. درس الاخراج بعد تخرجه من المدرسة الكاثوليكية وتخرج منها عام 1992. في نفس هذا العام عمل فيلمه الأول Praying With Anger الذي اعتمد على رحلته الى الهند مسقط رأسه.

بعد هذا الفيلم، قدم «شياملان» فيلمه الثاني Wide Awake عام 1998 الذي صور في المدرسة الكاثوليكية التي درس فيها. كان الفيلم خيبة أمل كبيرة بالنسبة له. ولكن في العام الذي تلاه وصل الى النجاح المدوي مع فيلم «الحاسة السادسة»، الذي يدور حول طفل «هالي جويل أوزمنت» يعاني من الوحدة والخوف لأنه يرى الموتى دائما مما يستدعي تدخل طبيب نفسي «بروس ويليس» لمحاولة الوقوف على تلك الحالة. ولكن حتى الطبيب النفسي لا يصدق كلام ذلك الطفل حتى يتيقن بنفسه أن ما يقوله الطفل صحيح تماما. من خلال هذا الفيلم عرف العالم مخرجا جديدا واعدا يدعى «شياملان». في نفس تلك السنة 1999 كان شياملان يحتفل كذلك بنجاح فيلم Stuart Little بعد ان كتب له السيناريو الظريف. بعد «الحاسة السادسة»، بدأ بالعمل في فيلم Unbreakable / «غير قابل للكسر» الذي يعتمد على القصص المصورة comics وهو من بطولة «بروس ويليس» و«سامويل جاكسون» في التعاون الثالث بينهما بعد فيلميPulp Fiction وDie Hard الجزء الثالث. تدور قصة هذا الفيلم الرائع حول رجل يخرج من حادث قطار عنيف حيا و...بدون أية رضوض أو كسور على الاطلاق. يسترعي هذا الخبر اهتمام شخص آخر يعاني من هشاشة العظام بشكل مأساوي. ويتساءل فيما لو كان هناك رجل هش وقابل للكسر في أية لحظة. فهل يوجد نقيضه؟ أي هل يوجد رجل صحيح ولا يمرض ولا يصاب بأية خدوش او جروح؟.

هذه الفكرة العظيمة التي يدور حولها الفيلم الذي لم يحقق نجاحا مثل «الحاسة السادسة» ولم يتقبله العديد من الجمهور، واختلفت حوله آراء النقاد. حقق الفيلم 95 مليون دولار فقط. رفض «شياملان» عرضا بإخراج الجزء الثالث من الفيلم الناجح Harry Potter، وعوضا عن ذلك بدأ بالعمل على كتابة سيناريو فيلم جديد كليا يدور حول عائلة تعيش في قرية تكتشف دوائر غريبة وهندسية في مزرعتهم. باع «شياملان» هذا السيناريو الى شركة «والت ديزني» بمبلغ 5 ملايين دولار وهو سعر عال للسيناريو. وأعلن الممثل «ميل غبسون» عن رغبته في القيام بدور البطولة في هذا الفيلم مما جعل «شياملان» يقوم بتعديلات طفيفة في السيناريو ليناسب عمر «ميل غبسون» حيث ان السيناريو كان عن شخص أكبر سنا. وكان من المفترض أن يقوم بدور الأخ الممثل «مارك روفالو» لكنه انسحب من الفيلم لمشاكل صحية مما أدى الى مشاركة الممثل «يواكين فينيكس» الذي قام بدور الامبراطور الشاب في فيلم Gladiator/ «المجالد». حقق هذا الفيلم Signs/ «علامات» عام 2002 نجاحا ممتازا في شباك التذاكر، 228 مليون دولار. بدأ «شياملان» بكتابة فيلم The Village/ «القرية» الذي خرج الى دور العرض العام الماضي . يدور الفيلم حول قرية صغيرة يخاف اهلها ويحذرون طوال الوقت من وحوش مخيفة تعيش في الغابة المجاورة لقريتهم ولكنها لا تغير على القرية الا اذا قاموا بإيذائهم بأي شكل من الأشكال، ومن ذلك أنه غير مسموح على أهل القرية بالدخول إلى الغابة. تبدأ المشكلة حين تحصل أول محاولة جريمة قتل داخل القرية مما يتطلب إحضار أدوية لإسعاف المصاب من المدينة. حقق الفيلم ما يقارب من 110 ملايين دولار، وتباينت فعلا آراء النقاد حول هذا الفيلم رغم أن أغلبهم لم يعجبه الفيلم كما ان معظم المشاهدين لم يعجبهم الفيلم الرائع على مستوى القصة تحديدا. عند مشاهدة هذا الفيلم تحديدا سيرى المشاهد أن الفيلم يعتبر من أكثر أفلام «شياملان» منطقية في الأحداث. قام ببطولة هذا الفيلم «برايس دالاس هاوارد» ابنة المخرج الأميركي الشهير «رون هاوارد» الذي اخرج من قبل فيلم «عقل جميل»/A Beautiful Mind ويعمل حاليا في إخراج الفيلم المرتقب «شفرة دافنشي»/ Da Vinci Code، ويمثل معها الممثلان «يواكين فينيكس» و«أدريان برودي». يعمل «شياملان» حاليا في إخراج فيلمLady In The Water/ «سيدة في الماء» من بطولة «برايس دالاس هوارد» و«بول جاماتي» الذي بزغ نجمه مع فيلميAmerican Splendor وSideways وسيتم عرضه عام 2006 . من العلامات الشهيرة التي تميز أفلام «شياملان» أن نهايتها غالبا ما تكون مفاجئة. كما أنه يحب تصوير انعكاسات صور الممثلين على أشياء كثيرة. ويكون البطل لديه ماض يكون مرتبطا بما يحدث من أحداث في الحاضر. ويحب «شياملان» الظهور في أفلامه في لقطة أو مشهد واحد كما كان يفعل مخرجه الشهير «ألفريد هتشكوك». يعبر الماء في أفلامه عن الضعف أو الموت. وأفلامه تحتوي مواضيع دينية، كما أنه يحب أن يرتدي بعض ممثليه رداء كالعباءة مع غطاء الرأس، عباءة تقارب رداء أهل المغرب. تلتقي أفلام «شياملان» وتحديدا الأربعة الأخيرة منها في الاثارة والغموض مع الدراما والعلاقات الأسرية والاجتماعية. وهو المخرج المعاصر المتخصص بتقديم هذه النوعية من الأفلام. كما يتميز بأنه هو من يكتب ويخرج وينتج ويظهر في خمسة من هذه الأفلام.