الزواج نقمة على الفنانات ونعمة للفنانين

TT

تستقطب اخبار الحب والزواج الخاصة بالفنانين غالبية المعجبين بهم على مختلف اعمارهم. فكل ما يتعلق بحياتهم الخاصة يعتبر مادة دسمة يتناولونها في الجلسات والليالي الملاح التي يمضونها مع الاصدقاء. والفكرة السائدة لدى معظم الناس ان الفن والزواج لا يتفقان والامثلة على ذلك كثيرة اذ لا يكاد يعلن عن زواج احدهم حتى نسمع فيما بعد عن طلاقه.

وتعتبر النساء في هذا المجال الاكثر تضرراً من الزواج بشكل عام. وعندما تقترن الفنانة بزوج من خارج الوسط الفني، تصطدم بأن لديه عقدة «زوج الست» حتى يثبت العكس، وينفصل عنها، اما اذا كان زميلاً في المهنة فالمشاكل لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد. ويدور معظمها حول الامور المادية والغيرة والتنافس في العمل.

وتأتي المطربة صباح في مقدمة الفنانات، اللواتي ذقن الامرين عبر زيجاتها المتعددة ، من رجال بينهم من عمل في الفن او السياسة. وتؤكد المطربة التي تجاوزت اليوم الثمانين من عمرها بانها لطالما حلمت ببناء اسرة وتأسيس بيت زوجي كغيرها من النساء، الا انها فشلت في زيجاتها كلها، اما بسبب غيرة ازواجها منها او لعدم توفيقها ما بين الفن والمنزل الزوجي.

والمعروف ان صباح تزوجت سبع مرات وانجبت ولدين هما د. صباح وهويدا. فقد ارتبطت برجل من آل الشماس، هو والد ابنها صباح، ثم انور حسين والد هويدا واحمد فراج والنائب الراحل جو حمود والفنان الراحل رشدي اباظة والممثل وسيم طبارة والفنان فادي لبنان الذي كان آخر العنقود.

ومن بين الفنانات اللواتي فشلن ايضاً في الزواج وبعد اكثر من خمسة عشر عاماً مع زوجها ماجدة الرومي والتي انتشر خبر انفصالها عن زوجها انطوان دفوني منذ اكثر من سنة. وكان دفوني يدير اعمال زوجته كما ساهم في تحقيق شهرتها في لبنان والعالم انما عدم الانسجام بين الطرفين تحول الى نفور.

اما المطربة ميسم نحاس فقد فاجأت الساحة الفنية بخبر طلاقها من زوجها الموزع الموسيقي روجيه ابي عقل بعد ان انجبت منه طفلها رودي قبيل طلاقهما منه بحوالي العامين. ورغم ظهورها الدائم مع روجيه في السهرات ومرافقته لها في التسجيلات الصوتية والحفلات المحلية والخارجية، الا ان الخلاف وقع بين الاثنين. ويقال ان غياب التفاهم بين الطرفين هو السبب رغم انتماء الاثنين الى عالم الفن ومشاكله وتأثيرها على الحياة الزوجية عامة.

وتطول لائحة الفنانات المطلقات لتشمل عدداً كبيراً منهن، وبينهن نجوى كرم وسوزان تميم وهيام حمصي وغيرهن.

لكن ما يدور حول زواج الفنانات لا ينطبق على زملائهن الرجال الذين استطاعت غالبيتهم الحفاظ على الحياة الزوجية بشكل عام وطبعاً مع ملاحقاتهم بشائعات مغرضة من حين الى آخر تدعي عكس ذلك.

ويأتي المطرب وليد توفيق المتزوج من ملكة جمال الكون السابقة اللبنانية جورجينا رزق في مقدمة الفنانين الذين اثبتوا ان الزواج لا يحول دون نجاحهم الفني، وقد رزق بولدين ويعيش حياة زوجية سعيدة رغم بعض الاضطرابات التي سادتها في بداياتها.

اما المطرب عاصي الحلاني والمتزوج من ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس فقد استطاع ان يوفق بين الزواج والفن بشكل ملحوظ، حيث ان الزواج كان بالنسبة له فاتحة خير جديدة، حصد خلالها اهم الجوائز والالبومات والكليبات الناجحة. وهو من المرددين دائماً بان حياته الزوجية هنيئة، خصوصاً بوجود ثلاثة اطفال اكتملت معهم وبهم اجمل معاني الابوة والشراكة الزوجية.

ومن الفنانين الذين كان الزواج طالعه الحسن بالنسبة لهم جو اشقر، خصوصاً انه اختار شريكة لحياته لا تمت بالوسط الفني باي صلة، هي غريس ايانيان ابنة رجل اعمال لبناني معروف في مجال الاضاءة، ولان وجهها كان «حلواً» عليه فقد واكب هذا الزواج صدور البومين ناجحين له، ومنذ فترة قصيرة رزقا بفتاة هي ثمرة هذا الزواج.

وبعكس الفنانات، فلائحة الفنانين المتزوجين تطول لتشمل عدة اسماء معروفة على الساحة الفنية احتفظت بنجاحها المهني وحياتها الزوجية على مدى سنين طويلة وما زالت حتى اليوم، امثال هاني العمري وراغب علامة وطوني كيوان وجورج وسوف وصبحي توفيق وغيرهم، فزوجة المطرب، وعكس زوج المطربة تفتخر بارتباطها بفنان معروف وشهير فضلها عن غيرها من نساء العالم المعجبات به لتكون شريكة حياته.

وتوضح الاختصاصية في علم النفس الدكتورة منى شرباتي بان «زوج المرأة الفنانة يعيش في المرحلة الاولى نشوة الانتصار كونه ارتبط باحدى اهم النساء، ثم لا يلبث ان يتفاجأ بتحجيم دوره الحقيقي، كون شهرة زوجته تطغى على مسار زواجه فيصبح صاحب دور ثانوي في الحياة الزوجية، وهو امر يرفضه الرجل عامة لانه يفضل حصر القرار الاول والاخير بيده خصوصاً في الشراكة الزوجية».

وتضيف د. شرباتي ان «الثبات الذي يعيشه الفنان الرجل مع زوجته يعود الى الدور الطبيعي الذي يلعبه مع شريكته فيكون صاحب السلطة كونه ليس بحاجة الى عرض قدراته امام زوجة فخورة بارتباطها به».