المخرج الكويتي زياد الحسيني: استعد حاليا لإنتاج فيلم بتمويل أميركي ـ خليجي

ترك دراسة القانون حبا في السينما

TT

زياد الحسيني، مخرج كويتي اختار العالمية منهجا له منذ البداية، فتوجه لدراسة الإخراج في جامعة بركلي في كاليفورنيا، وحاز على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف عمل بعدها مع شبكات عالمية مثل PBC وNBC وNew Horizon ليحضر لدرجة الدكتوراه في السينما والفلسفة، بعد حصوله على الماجستير بمرتبة الشرف في كلية السينما في جامعة كولومبيا.

كان لزياد العديد من الانجازات السينمائية على صعيد الأفلام القصيرة مثل فيلم (النقي) و(تماما كما تخيلت)، وهي الأفلام التي حازت على جوائز عدة في مهرجانات سينمائية عالمية، في أميركا وأوروبا. وعلى الصعيد العربي كان إخراجه المتميز لأغنية فرقة (ميامي) الكويتية (خلك إيزي) باباً تعرف من خلاله الجمهور العربي على زياد الحسيني.

«الشرق الأوسط» التقت المخرج زياد الحسيني، فكان هذا الحوار:

> كيف كانت بداياتك مع عالم السينما؟ وما أهم انجازاتك في هذا المجال؟

ـ بدأ حبي للشاشة الفضية منذ الصغر، حيث كان والدي منتجا وكنت أرافقه في بعض أعماله، لكنه للأسف لم يرغب في أن أدخل هذا العالم أو أن أكون جزءا منه، لكن عشقي لمهنة الإخراج السينمائي دفعني لسحب أوراقي من كلية القانون في جامعة الكويت، حيث كان أهلي يودون أن أكون محاميا، واتجه إلى الولايات المتحدة لدراسة الفنون السينمائية المختلفة. وخلال دراستي الجامعية خضت تجارب متعددة في العمل السينمائي، منها المونتاج والإضاءة والصوت وغيرها، وهو الأمر الذي أكسبني المزيد من الخبرات في هذا المجال بالإضافة إلى دراستي الجامعية، التي أنجزت خلالها 30 فيلما سينمائيا قصيرا فاز معظمها بعدة جوائز في مهرجاني «نيويورك» و«شيكاغو» السينمائيين، فضلا عن جائزة أفضل مونتاج في مهرجان كاليفورنيا السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور في مهرجان الأفلام في سيغوارو عام 1998.

> ما هو توجهك العام في عالم الإخراج؟ وما أهم الجوائز التي حصلت عليها في هذا المجال؟ ـ توجهي العام في عالم السينما هو الأكشن وأفلام الحركة، حيث أجد متعة خاصة عندما أشاهد هذا النوع من الأفلام منذ صغري، وفي أثناء دراستي الجامعية اطلعت أكثر على ما يسمى أفلام التفكير أوthinking cinema، ولهذا فقد فكرت أن أدمج هذين النوعين من السينما عبر أفلامي، ليصح التعبير عند وصف أفلامي بتسميتها Smart Action Film، وهو الأمر الذي تمكن الجمهور في الكويت من لمسه عندما شاهدوا فيلمي الأخير Just Like You Imagine، أو «تماما كما تخيلت»، وهو فيلم قصير امتد لمدة عشر دقائق لم يتخللها أي نص حواري بين الممثلين، بل اعتمد في مجمله على مشاهد الحركة السريعة والمدعمة بموسيقى تصويرية، تثري هذه المشاهد بمزيد من الإثارة والمغامرة. وعلى الرغم من أن إخراج مثل هذا النوع من الأفلام لا يخلو من الصعوبة، إلا أنني أحببت من خلال خوض هذه التجربة إلى إثبات نفسي لأجد موقعا بين المخرجين العالميين في هوليوود، وهو الأمر الذي انعكس واضحا من خلال استقبال الجمهور والنقاد الأميركيين للفيلم، فضلا عن الجمهور الأوروبي الذي اعتبر هذا الفيلم يندرج تحت مسمى أفلام الفن، وليس تحت أفلام الأكشن كما يصنف في أميركا.

> ما أهم المحطات السينمائية في حياة زياد الحسيني؟ وما هو مشروعك القادم؟

ـ امتدت سنوات خبرتي في هذا المجال إلى عشر سنوات، حتى الآن أخرجت خلالها العديد من الأفلام القصيرة، التي فازت بالعديد من الجوائز العالمية، وأذكر من أهمها فيلم (النقي) The pure، الذي فاز بثلاث جوائز ورشحني للقاء أحد المنتجين المشهورين في هوليوود، وهو منتج فيلم The Crow جيف موست، الذي كان بصدد البحث عن مخرجين شباب يمتلكون روح الإبداع، وقد حدد لي لقاء معه مدته عشرون دقيقة، لكننا بمجرد تباحثنا بشؤون السينما والأفلام امتد الحوار لثلاث ساعات متواصلة، أصبح بعدها جيف موست المنتج المساعد لفيلم (تماما كما تخيلت)، ونحن نعمل معا الآن، وبصدد إنتاج وإخراج فيلم عالمي ضخم بعنوان The Razor، وهو فيلم يحكي قصص أحد الأبطال الخارقين المأخوذة عن أحد أكثر الكتب مبيعا في التسعينات، التي كانت تهتم بنشر قصص الأبطال الخارقين مثل باتمان وسوبرمان.

وقد بدأت استعداداتي منذ الآن لإخراج فيلمي الروائي الطويل، حيث أعدت كتابة سيناريو الفيلم بعد تطعيمها بعدد كبير من المشاهد الحركية، كما اخترنا مصمم الديكور الذي بدأ في إعداد التصاميم الأولية، فضلا عن مصمم الملابس الذي صمم من قبل زي البطل الخارق سوبرمان. وعلى الرغم من أن الفيلم يحكي قصة أحد الأبطال الخارقين، إلا أن هدفي أن أجعل منه فيلما يصلح لكل الأعمار لا سيما فئة الشباب، وسيبدأ تصوير الفيلم مطلع العام المقبل في أوروبا الشرقية، ولم نحدد حتى الآن الأسماء التي ستحتل موقع البطولة في الفيلم، على الرغم من أننا قد أعددنا لائحة بأسماء المرشحين للبطولة، التي لن نحسم أي رأي بشأنها إلا بعد بدء عملية الإنتاج بشكل فعلي.

> لماذا اخترت أوروبا الشرقية تحديدا كمكان لتصوير الفيلم؟

ـ اخترنا أوروبا الشرقية تحديدا كمكان لتصوير مشاهد الفيلم، نظرا لأننا سنتفادى بذلك العديد من قوانين الضرائب التي تفرضها الاتحادات الأميركية في الولايات المتحدة، وبذلك سنوفر قدرا كبيرا من الميزانية المقررة للفيلم، بنسبة قد تصل إلى الضعف، وعلى الرغم من أن المنتج جيف موست قد وفر الميزانية المقررة للفيلم بأكملها، إلا أنني قد تلقيت أكثر من طلب من بعض رجال الأعمال الخليجيين، الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة الإنتاجية في الفيلم، وبالفعل أحاول حاليا التوفيق بين رأس المال الأميركي ورؤوس الأموال الخليجية، ليكون فيلم The Razor فيلما أميركيا بإنتاج أميركي ـ خليجي مشترك، وهذا هو سبب وجودي حاليا في المنطقة، وبإمكان من يريد الحصول على معلومات أخرى عن الفيلم الاتصال بي عن طريق بريدي الالكتروني: Z @ zeefilm.com، أو [email protected].

> هل عرضت أفلامك في مهرجانات عربية؟ وكيف كان استقبال الجمهور العربي لها؟

ـ لقد عرضت أفلامي فعلا في العديد من المهرجانات السينمائية العربية مثل مهرجان (أفلام من الإمارات)، عدا عن مهرجانات أخرى في البحرين وسوريا، ولقد لاقت هذه الأفلام استحسانا واسعا من الجمهور والنقاد على حد سواء، كما انني حاولت أن أعرض أفلامي في القاهرة، لكنني للأسف لم أتمكن من ذلك نظرا لأنهم في العادة لا يعرضون الأفلام القصيرة، وفي حال عرضها فإنهم يفضلونها عربية، لكن وعلى الرغم من أن صبغة أفلامي غربية، إلا أنني دائما أحاول أن أدخل فيها النكهة العربية، سواء من ناحية الموسيقى أو الديكور بشكل يساهم في نشر الثقافة العربية من دون فرضها على الآخر.

> هل تخطط لإنتاج فيلم عربي في المستقبل؟ وما هي أهم ملامحه؟

ـ امتلك فعلا قصة فيلم عربي انتظر الفرصة المناسبة لتحويلها إلى فيلم عربي إسلامي، لكنني أنوي حاليا أن اثبت نفسي على مدرجات السينما العالمية، حتى يعرفني العالم، وبالتالي يتقبل مني الصورة التي سأبرز فيها الصورة العربية من خلال الفيلم، لا سيما أن ثقة أي جمهور بالمخرج هي الرادع الوحيد لأي نوع من العنصرية أو التحيز، التي قد تستثيرها بعض الأطراف تجاه هذا المخرج أو فيلمه.

> ما هو تقييمك للسينما العربية حاليا؟ لا سيما مع اتهامات تطالها بكونها سينما تجارية بحتة؟

ـ السينما العربية تشهد تقدما ملحوظا، لكن للأسف بخطوات متثاقلة، لكن هذا الأمر لا يعني أن السينما العربية لا تمتلك أفلاما جيدة، بل ان هناك أفلاما تستحق الفوز بجوائز عالمية. وعلى الرغم من اتهامات العديد من النقاد للأفلام العربية بكونها أفلاما تجارية، فأنا لا اتفق معهم في هذا الرأي، لان عالم الأفلام بات عالما للمال والاستثمار، وبالتالي فإنني لا أهدف فقط لخلق فيلم جيد من الناحية الفنية، بل يجب أن يكون فيلما ناجحا على صعيد شباك التذاكر، ويحقق ربحا للمستثمرين.