نون النسوة وبصمات خلف الكاميرا السورية .. تحد أم مزاحمة؟

TT

أول مخرجة سينمائية في العالم، كانت امرأة عربية، بل ان بدايات السينما العربية في مصر كانت من خلال أربع نساء مخرجات حققن الريادة في ميدان الفن السابع، ليس في مصر والبلاد العربية فقط، بل وفي العالم، حيث كانت الفنانة عزيزة أمير بطلة فيلم «ليلى» كممثلة عام 1927 المخرجة الأولى في العالم بالنسبة للأفلام الروائية، إذ أخرجت عام 1929 فيلم (بنت النيل)، عن مسرحية (احسان بيك)، تأليف محمد عبد القدوس.

إلى جانب عزيزة أمير، كانت هناك مخرجات رائدات في السينما، مثل بهيجة حافظ، التي أخرجت فيلم (الضحايا) عام 1932، وفاطمة رشدي، التي أخرجت فيلم (الزواج) عام 1932، وأمينة محمد علي، التي أخرجت في تلك المرحلة فيلم (تينا وونغ).

هذا الظهور المبكر والمتألق للمرأة العربية المخرجة، تراجع في النصف الثاني من الثلاثينات وفي العقود التالية قبل أن تعاود المرأة العربية تأكيد ظهورها كمخرجة سينمائية وتلفزيونية ومسرحية وإذاعية، ورغم ذلك ما زال البعض يرى عملية الإخراج امتيازاً ذكورياً فقط.

* المخرجة المسرحية نائلة الأطرش:

تجاوزنا في هذا المجال المفهوم التقليدي عن (الحريم) و(الرجال)، ولا تزال المرأة منطلقة بقوة يحدوها السعي للتفوق أكثر مما يحركها التحدي، فوجودها هذا هو عملية تحد بذاتها، ولا أظن أن المخرج الرجل لا يرحب بزميلته المخرجة التي تدخل هذا المضمار مؤهلة بالموهبة والاستعداد والتحصيل والتخصص، وعندها تستطيع أن تحقق أعمالاً متقدمة. والأمثلة كثيرة، ويمكن أن نذكر في هذا المقال ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ تجربة المخرجة السينمائية التونسية مفيدة التلاتلي في فيلم (صمت القبور).

* المخرجة هند ميداني:

تشاء المصادفة أن تكون أعمالي لكاتبات دراميات مثل ريم حنا، وملاحت الخاتي ودلع الرحبي، لكنني خرجت من هذه التجارب بقناعة وهي أن المرأة، كاتبة كانت أم مخرجة، لا تقل مقدرة عن الرجل في تحقيق ذاتها وقدراتها، بل ان المخرجة المرأة تتميز عن المخرج الرجل في بعض الأعمال.

* المخرجة غادة مردم بك:

إذا كنا قد تعودنا أن نقرأ الاسم الذكوري على أفيشات الأعمال الفنية، فلأن المرأة ظلت فترة طويلة في الظل، وعندما أتيحت لها الفرص المناسبة، أخرجت مخرجة تقف مع المخرجين الرجال جنباً إلى جنب.

وأنا لا أرى التحدي في هذا المجال بين المرأة والرجل من الوجه السلبي، بل أراه نوعاً من إثارة الحوافز لعطاء أفضل بينهما.

* المخرجة هيام إبراهيم:

مَن قال إن الإخراج مهنة ذكورية!، ماذا إذن عن هذه الأعمال السينمائية والتلفزيونية المتميزة، التي هي من إخراج النساء، ونالت اهتماماً كبيراً وجوائز في المهرجانات؟ لقد ولّى الزمن الذي كان الناس فيه ينظرون باستهجان إلى دخول المرأة بعض ميادين العمل التي كان المجتمع يراها، خاصة بالرجال. لكننا اليوم، أمام واقع يؤكد أن هذه الميادين التي دخلتها المرأة، ومنها الإخراج، استطاعت أن تحقق فيها خطوات مهمة إلى الأمام.

اما موضوع التحدي فأنا انظر إليه من الجانب الإيجابي، وأنا معه ما دام يمكن أن يكون حافزاً لدى الطرفين لتقديم الأفضل.

* المخرجة واحة الراهب:

كنت دائماً أرفض أن يكون الإخراج مهمة الرجل فقط، وكنت ارفض ان تظل المرأة محدودة بإطار التمثيل، فذهبت إلى فرنسا، ودرست الإخراج السينمائي وعدت لأخوض تجربتي الأولى في فيلم (جداتنا)، الذي كرم في مهرجان دمشق السينمائي بجائزة. وتوجهت نحو الشاشة الصغيرة وحققت نتيجة مشابهة، وقد أسعدني أن أمثل بنات جنسي في هذا المجال، وأن أثبت أن المرأة العربية تستطيع أن تحقق حضوراً بادياً في أكثر المجالات، خاصة تلك التي كانوا يوهموننا بأنها مجالات ذكورية فقط.

* المخرجة أمل حنا:

في الإخراج هناك أعمال لا تستطيع المرأة المخرجة تحقيقها، كإخراج المعارك الكبيرة والحروب، وأفلام (الأكشن) والحيل السينمائية، والمشاهد العنيفة والمشاهد البوليسية، وغيرها. وإذا كان المخرج الرجل قد تحدى المرأة في هذه الأعمال، فالمرأة المخرجة تستطيع أن تتحداه في الموضوعات الأخرى، الاجتماعية مثلاً، خاصة التي تعالج قضايا المرأة وأحاسيسها. إنها بعض من المعادلات التي تفرضها الحياة، ولا مجال للقفز فوقها.

* المخرجة ثراء دبسي:

تجربتي كمخرجة إذاعية أكدت لي أهمية دخول المرأة عالم الإخراج إذا كانت مؤهلة لذلك، وعلى الرغم من أن جميع الذين عملت معهم كانوا من الذكور، فقد كانوا، جميعاً، عوناً لي في تجربتي الجديدة، التي حققت من خلالها نقلة نوعية في الإخراج الإذاعي. إن التفريق بين الأنوثة والذكورة بدأت تنحسر ما دام كل من الجنسين لديه الاستعداد للمشاركة في الإنتاج وفي بناء الوطن.

* المخرجة ليالي بدر:

تجربتي في هذا المجال ذات خصوصية معينة، فأنا مخرجة وتلميذة مخرج، إذ عملت مساعدة إخراج مع المخرج هيثم حقي، وتعلمت منه الكثير، ولا أظن أن الإخراج مهنة ذكورية، وأمامنا تجارب نادية حمزة، وإيناس الدغيدي، وإنعام محمد علي.

* المخرجة رويدة الجراح:

حققت ريادة مبكرة في الإخراج الدرامي وإخراج المنوعات، وكانت بصماتها واضحة في تاريخ الدراما السورية.. تقول: «لا أنظر إلى الموضوع من منطلق التحدي أو المزاحمة، بل من منطلق المشاركة، بعد أن أثبتت المرأة حضورها كمخرجة متمكنة على الشاشتين، ووجود عدد المخرجات المتزايد ظاهرة صحية تؤكد استعداد المرأة لدخول هذا الميدان بجدارة».