جورج قرداحي: برنامج من سيربح المليون هو رجوعي لحبي الأول وهذه شروط النجاح

TT

لعل النجاح الساحق لبرنامج من سيربح المليون يمكن تفسيره انه أتى بالتحديد في الفترة التي ظلت فيها الفضائيات مدة طويلة تمارس دور الاقتباس من بعضها بعضا، فما هو في هذه القناة ذاته الذي تبثه تلك مع تغيير اسم البرنامج والمذيع، لذا حين خرج جورج قرداحي، مدير عام اذاعة mbc-fm، من خلف الكواليس الى الشاشة، راح يدعو المشاهد العربي، لتحريك ذاكرته ويستدعي كل ما يذخر بداخله من شجاعة ويربط اعصابه بأحزمة وذلك ليزيح الستار عن مليون ريال ويقتنيه عبر جلسة في استديو ليس ككل الاستديوهات، استوديو مدجج بالمؤثرات التي تحبس الأنفاس.

* لنتبادل الادوار في هذا اللقاء ونسألك: من سيربح المليون، حتى لو كانت هناك اكثر من ثلاث وسائل مساعدة سيخرج المشارك من المسابقة بخفي حنين، فهذا ليس زمن القراءة لساعات في الموسوعات، فما تعليقك؟

ـ لماذا نفترض ذلك، ثم ان الامر لا يحتاج الى كل ذلك، فالانسان الذي لديه ثقافة عامة واسعة لا يحتاج للقراءة في الموسوعات، لأن الثقافة لا تكون بين عشية وضحاها، ولا تكون بالانكباب لمدة اسبوع او شهر على قراءة كتب المسابقات والموسوعات وغيرها، فالثقافة هي حصاد سنوات من العلم والقراءة والتحصيل والخبرة والمشاهدة الخ، لذا اعتقد ان الوصول الى المليون ليس مستحيلا ابدا، وهناك الكثير من المتفوقين في العالم العربي الذين يمكنهم الوصول الى المليون.

* إذن الثقافة الواسعة وحدها ليست قربانا كافيا للحصول على المليون؟

ـ طبعا لا، وهذا ما اكرره دائما، لأن الذي سيربح المليون يجب ان تكون عنده مواصفات أخرى الى جانب الثقافة الواسعة، فبالدرجة الاولى يجب ان يتحلى بأعصاب متينة، لأن الاعصاب الضعيفة وحالة الارتباك اثناء المسابقة تفقد المتسابق الكثير من حضوره الذهني فيقع في حالات النسيان ويضيع الاجابة الصحيحة فيتأثر مشواره الى المليون، ايضا يجب على المتسابق ان يتحلى بالشجاعة، بمعنى المجازفة في استمراره في المسابقة، وعدم الخوف من خسارة ما وصل اليه من مكسب حتى لو لم يكن متأكدا من الجواب، هذا ان كان يريد الوصول الى المليون، اما ان لم يكن هدفه المليون فيمكنه ان ينسحب ويأخذ الارباح التي حصل عليها، وللحظ دور كبير يدعم المشارك في مشواره للمليون، حين يختار الكومبيوتر اسئلة يعرفها المتسابق ولا يضطر لاستخدام وسائل المساعدة المتاحة فيصعد السلم الى المليون بسهولة.

* قلت في عام97 حينما كنت ضيفا على احد برامج الـ mbc ان اجواء الاستديو تذكرك بحبك الاول حينما كنت مذيع نشرة اخبار في تلفزيون لبنان من 73 ـ 79، فهل برنامج من سيربح المليون هو عودة الى الحب حقا؟

ـ نعم، اعادني الى حبي الاول ومن اوسع الابواب.

* هل طريقة اتعاب الاعصاب بعد سؤال الـ 8000 ريال هي لعمل اثارة في البرنامج (بهارات)، هل هي مقصودة؟

ـ افضل ان لا نسميها اتعاب اعصاب المتسابق، لكن بالتأكيد الاثارة والتشويق، وحبس الانفاس Suspense وهي جزء من مكونات البرنامج، لأنه من دونها يصبح برنامجا عاديا مثل جميع برامج المسابقات.

* حين تعرض على المشارك ان يستخدم وسائل المساعدة في الاسئلة الاولى هل يمكن اعتبار ذلك (كمين) ليصل المشارك الى اسئلة المرحلة الصعبة من دون ان تكون لديه وسائل مساعدة تنقذه حينها.

ـ بكل امانة لا، فأنا في الاساس احاول ان اساعد المشارك في رحلته الشاقة الى المليون، ولا اسمح لنفسي بأن اجعله يشكك في جوابه، او ان أؤثر فيه تأثيرا سلبيا كي يخسر، فإن اجاب خطأ على سؤال معين فماذا تنفعه بعد ذلك وسائل المساعدة الموضوعة بين يديه، لذلك من الافضل له ان يستخدم هذه الوسائل قبل اعطاء جواب خاطئ والخروج من المسابقة نهائيا.

* ألا يوجد حل في سؤال السرعة لتتاح الفرصة للمشارك البطيء؟

ـ لا يوجد أي حل، فهذا السؤال اسمه السرعة واسمه يدل عليه، لذلك على البطيء ان يمرن نفسه على السرعة، ثم ان السرعة وحدها ليست كافية، فهناك ايضا المعرفة وقبل السرعة يجب على المتسابق ان يعطي اجابة صحيحة.

* جورج قرداحي اصبح نجما لامعا بين عشية وضحاها في عالم البرامج (اقصد على مستوى العالم العربي كاملا)، فما تعليقك على هذه النجومية؟

ـ ليس لدي تعليق يخلو من النرجسية، فلا اريد ان اظهر كمادح نفسه.

* بعيدا عن تلك الحلقات الرائعة من برنامج من سيربح المليون، كيف تقرأ شخصية جورج قرداحي من البداية، ووصولا للعبة المليون، قراءة لكل المشاهدين الشغوفين؟

ـ يا سيدي انا اجاهد في مهنة الصحافة من اكثر من ربع قرن، بدأتها في لبنان في الصحافة المكتوبة، قبل ان انتقل الى تلفزيون لبنان، وتابعتها في اوروبا في اذاعة مونتي كارلو تحديدا حين استمرت تجربتي هناك زهاء 15 عاما، وانتقلت بعدها الى العمل في مركز تلفزيون الشرق الاوسط mbc في لندن، اذ اشغل منذ عام 1996 منصب المدير العام لاذاعة الـ mbc-fm.

* كلمة اخيرة تود قولها..

ـ اشكركم على اهتمامكم بهذا البرنامج وبي شخصيا، وارجو من الله ان يوفقني دائما في البقاء عند حسن ظن الناس بي، سواءً في عملي كمسؤول عن اذاعة الـ mbc-fm او في برنامج (من سيربح المليون) والف شكر.