لارا الصفدي: وردة في أيام عصيبة

TT

من مقاعد الدراسة في كلية التجارة الى الشاشة الصغيرة، ولكن «المذاكرة» مستمرة، فالحوار ينبغي ان يحفظ عن ظهر قلب وكذلك كانت الواجبات الجامعية.

تربط النجمة الاردنية المتألقة لارا الصفدي بين الجامعة والفن بأكثر من رباط، فالحفظ والمذاكرة عامل مشترك والاهم منهما الوعي، وتتساءل لارا في الحوار التالي عما اذا كانت العملية الفنية قد جعلت منها «وردة» في «ايام عصيبة» حيث يميل الشوك بفعل الرياح على الورد الذي يحميه ويكاد احيانا من شدة العواصف ان يغرس رأسه المدبب في اوراقه!

* شاهدناك اخيرا عبر الفضائيات؟ لماذا تأخرت في الانتشار؟

ـ لعله الوقت المناسب، فانا لا ريث ولا عجل، السنوات السابقة كانت تجربة جادة ومهمة لانطلاقتي، والان دخلت مرحلة الانتشار.

* ايهما افضل ادوارك هذا الموسم، وردة في ايام عصيبة، ام زلفا مع البواسل؟

ـ لكل دور خصوصيته، فالعملان مختلفان، الاول ايام عصيبة من اخراج محمد يوسف العبادي، وهو رواية واقعية محلية تعبر عن مشكلات وهموم المجتمع، والاخر «البواسل» من اخراج نجدت انزور وهو من الاعمال التي اصطلح على تسميتها بالفانتازيا ولكن دوري فيه كان جيدا واحببته وفيه ملامح درامية كبيرة.

* يقال ان العمل مع نجدت انزور صعب؟

ـ هذا صحيح الى حد ما، ولكنه كمخرج جيد له رؤية اخراجية تقيد الممثل او الممثلة وتفيد العمل، كذلك لأنه يحرص على اكتمال ادواته وتكامل العمل، من هنا يبدو الامر صعبا لا سيما انه مهتم كثيرا بقضية الانتاج ومسؤول عن العمل بالكامل. ولكن من جهتي سعدت بالعمل معه وكانت مشاركتي في البواسل فرصة جيدة لي للانطلاق عبر الفضائيات، وامامي المزيد من الاعمال المقبلة.

* بعد نحو 20 عملا فنيا في المسرح والتلفزيون اين تضعين نفسك كممثلة؟

ـ لا اقول انني مبتدئة لكنني اقول بثقة وتواضع انني اسير على الدرب الصحيح، وفي الوقت نفسه لست في عجلة من امري، فالسنوات الاربع الماضية علمتني الكثير.

* ما هي ابرز الدروس التي علمتك اياها المرحلة الماضية؟

ـ اختيار النص، فالنص الجيد يدوم في الاذهان، كذلك كنت اشارك في اهم الاعمال التي عرضت عبر الشاشة الصغيرة ايا كان الدور الذي انيط بي. وفي العموم كانت ادوارا رئيسية ومهمة وادوار بطولة ايضا.

* اذن تبحثين عن ادوار البطولة؟

ـ ليس الامر كذلك، بل الدور الجيد قد يكون صغيرا لكنه عميق، كما انه قد لا تكون البطولة الاولى لكنه ذو اهمية كبيرة واساسية كما هو الحال في مسلسلي الاخير مثلا البواسل، فدور زلفا كان من احب الادوار واكثرها درامية رغم بعض الظروف.

* هذا يعود الى عملك مع مخرج مميز مثل نجدت انزور وصلاح ابو هنود أليس كذلك؟

ـ لا انكر فضل المخرج انزور وصلاح ابو هنود والمخرجين الاخرين، فالمخرج اسند لي الدور لانه يثق بقدراتي وامكانياتي كما يفعل بالنسبة لبقية الزملاء، وكل عمل يعتبر فرصة جديدة، وهؤلاء المخرجون لهم بصماتهم في الدراما التلفزيونية.

* ما هي اهم اعمالك في الفترة الماضية؟

ـ كانت بدايتي مسرحية برما للكاتب لوركا بمهرجان المسرح الاردني الخامس، اخراج حسين نافع وذلك عام 1997، ثم اول عمل تلفزيوني «الصغير» اخراج عروة زريقات وبطولة ساري الاسعد، وهناك مسلسل «قمر وسحر» مع صبا مبارك ورشيد ملحس وقمر الصفدي، اخراج محمد عزيزية، ومسلسل «جرح الغزالة» من اخراج عروة زريقات و«عرس الصقر» من اخراج احمد دعيبس، و«آن الاوان» من بطولة نادرة عمران، عبير عيسى، عاكف نجم، واخراج شعلان الدباس، ومسلسل «خيمة على الطريق» من اخراج فواز الزين وبطولة فيلدا سمور، محمد العبادي وناريمان عبد الكريم، والمسلسل البدوي «خلف» من بطولتي وجميل براعمة واخراج محمد عايش، وهناك سهرة «لقاء القلوب» من اخراج بكر قباني وقمت بالبطولة فيها مع رضوان عقيلي وباسم ياخور من سورية.

اما مسلسل «السحاب والشوك» فمن اخراج كمال اللحام وبطولة حسين ابو حمد وقمر الصفدي، وهناك مسلسل «السقاية» من اخراج سعود الفياض خليفات وهو من بطولة قمر الصفدي، نادرة عمران، ريم سعادة وعبد الكريم الجراح.

وشاركت في مسلسل «زهرة الجاردينيا» من اخراج فيصل الزعبي وبمشاركة ممثلين من لبنان ابرزهم كارول سماحة، وهناك مسلسل «نهيل» من اخراج محمد العوالي وهو عمل كوميدي ذو بطولة جماعية.

هذه الاعمال عرضت في السنوات الاخيرة وهناك اعمال لم تعرض بعد ابرزها مسلسل «دموع القمر» من اخراج سالم الكردي وبطولة ساري الاسعد، عبير شمس الدين، صباح بركات، ياسر المصري وهو عمل اردني سوري مشترك بنجومه.

* شاهدناك اخيرا عبر شاشة رمضان الماضي بدور «وردة» في مسلسل ايام عصيبة فكيف تقيمين نفسك في هذا المسلسل؟

ـ التقييم الحقيقي للجمهور والنقاد، لكن من خلال ما كتب ومن خلال الاتصالات، وشعوري انا كممثلة في هذا المسلسل، فانا راضية عن نفسي والحمد لله، وشعرت بان دور «وردة» مهم جدا ويناسبني وهو يمس شريحة كبيرة من فتيات مجتمعنا العربي اللواتي يجبرن على خوض تجارب زوجية فاشلة بسبب الظروف الاجتماعية. وهكذا كلما كان الدور له انعكاساته على الواقع الاجتماعي كان قريبا من الممثلة ومن الناس ايضا. وقد حظيت بثقة المخرج محمد يوسف العبادي وعملت الى جانب مجموعة من الممثلين الجيدين امثال نادرة عمران، شفيقة الطل، حابس العبادي، عبد الكريم الجراح، وغيرهم، والمسلسل يعالج باحداثه حقبة زمنية معينة في بدايات القرن الماضي عندما كان الاستعمار جاثما على صدر الوطن العربي وكانت مفاتيح الاقتصاد بيده واتباعه من الباشوات المستغلين لعرق الناس وجهودهم.

* من يقف وراء نجاحك وما هي طموحاتك؟

ـ الطموحات كبيرة، لكنني كما قلت لست متعجلة فانا اسير بخطى ثابتة على الدرب ومن سار على الدرب وصل.

اما من يقف وراء النجاح الذي اتمنى ان اكون بلغته فهم كثيرون، فالمخرجون يثقون بي وزملائي وزميلاتي اتعلم منهم واستفيد منهم، لكنني اود ان اخص بالذكر هنا رجلا وقف ويقف معي دائما ويشجعني وهو والدي الذي لولاه ولولا اسرتي وتفهم العائلة ودعمها لما نجحت.