ألبرت بروكس يبحث عن الأشياء التي تضحك المسلمين والسويد تختار فيلما عن حرب لبنان الأهلية للأوسكار

من أفلام ما بعد 11 سبتمبر

TT

أنهى الممثل والمخرج الأميركي الكوميدي ألبرت بروكس، آخر أفلامه «بحثا عن الكوميديا في العالم الإسلامي» Looking for Comedy in the Muslim World، حيث يظهر بشخصيته الحقيقية كممثل كوميدي ترسله الإدارة الأميركية في مهمة دبلوماسية إلى الهند وباكستان من أجل معرفة نوع الكوميديا الذي يروق للمسلمين، رغبة في تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.

الفيلم الذي سيعرض في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، كانت شركة سوني قد رفضت توزيعه خوفا من الضجة التي قد يحدثها الفيلم، وبالذات عنوانه الغريب بين المسلمين، وهو ما اضطر ألبرت بروكس إلى اللجوء إلى شركة وارنر اندبندنت بكتشرز (الفرع المتخصص بالأفلام المستقلة ضمن الشركة الأم وارنر برذرز)، التي قبلت بعرض الفيلم من دون تعديل في العنوان.

وفي مقابلة مع بروكس، الذي اشتهر بعدة أفلام كوميدية منذ نهاية السبعينات، مثل «رومانسية حديثة» Modern Romance، و«تائه في أميركا» Lost in America، و«الملهمة» The Muse. يقول بروكس عن الفيلم: «ان الكوميديا فيه تسخر من الأميركيين»، وأنه حاول الابتعاد عن أية إشارات إلى الدين الإسلامي. ويقول أيضا بأنه سمح له بالتصوير في أكبر مساجد الهند، وأن إمام المسجد ضحك عندما أخبره بقصة الفيلم. ويضيف بروكس بأن «أحد المديرين التنفيذيين في شركة سوني، قال لي بأنه لو شاهد أحد الملالي في إيران ملصق الفيلم وفهمه بطريقة خاطئة، فسيتسبّب هذا لي بمشكلة كبيرة، فقلت له بأني الآن أجد صعوبة في تعليق ملصقاتي في شيرمان أوكز (أحد ضواحي لوس أنجلس)».

فيلم بروكس ليس الوحيد الذي يتحدث عن عالم ما بعد 11 سبتمبر، ومصير علاقات المسلمين بالغرب، حيث عرض في مهرجان تورنتو الماضي فيلم دراما وإثارة نفسية بعنوان «عذرا أيها الكارهون» Sorry، Haters، من إخراج جيف ستانلزر وبطولة روبن رايت بن (زوجة الممثل شون بن)، والتونسي عبد اللطيف كشيشي (أخرج فيلم «مراوغة»، الذي فاز بعدة جوائز سيزار هذا العام، كما ظهر ممثلا في الفيلم التونسي «صندوق عجب» قبل 3 سنوات). الفيلم الذي صور بكاميرا رقمية لقي ردود فعل متباينة للغاية في تورتنو في سبتمبر (أيلول) الماضي، لم يحدد له عرض تجاري حتى الآن، وهو يحكي قصة سائق تاكسي عربي في نيويورك (كشيشي)، يقوم بتوصيل سيدة أعمال بيضاء، تبدي اهتماما بإطلاق سراح شقيق السائق المسجون، وبعدها تتلاحق الأحداث ليتركنا الفيلم مع مفاجأة كبيرة.

وعبد اللطيف كشيشي، ليس سائق الأجرة العربي الوحيد الذي سيجد نفسه على الشاشة الكبيرة، إذ يقوم بشار دعاس بدور سائق تاكسي فلسطيني في لوس أنجلس في الفيلم المستقل «القيادة إلى زغ زاغ لاند» Driving to Zigzigland، من إخراج نيكول باليفيان، والفيلم في طور الإنتاج الآن حسب الموقع الرسمي للشركة، التي لم تحدد موعد عرض الفيلم الكوميدي، الذي يقص يوميات سائق التاكسي وأنواع الركاب الذي يصادفهم، وحواراتهم حول العمليات الانتحارية وجورج بوش وكات ستيفنز والحرب في العراق وحتى عن جغرافيا العالم.

أما أكثر الأفلام جدية، فربما يكون الفيلم السويدي زوزو Zozo، الذي رشحته الجهات الرسمية في السويد ليكون مرشحها الرسمي لدخول مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهي المسابقة التي سبق وفازت بها السويد 3 مرات، ورشحت لنيلها 10 مرات في السابق. مخرج الفيلم هو جوزيف فارس، لبناني الأصل، والفيلم يحكي قصة الطفل زوزو الذي يعيش أهوال الحرب الأهلية اللبنانية ويحلم بالسفر إلى السويد، الجنة التي يراها من خلال الصور التي يرسلها إليه جده. (المخرج نفسه انتقل من لبنان إلى السويد عندما كان في العاشرة)، ويقوم بدور البطولة الطفل اللبناني عماد كريدي.

وطبعا لا ننسى جميعا فيلم «الجنة الآن» Paradise Now، الذي حصد 3 من جوائز مهرجان برلين في دورته الأخيرة، الفيلم الذي أخرجه الفلسطيني هاني أبو أسد (صاحب «القدس في يوم آخر»)، وكان من إنتاج اسرائيلي وأوروبي مشترك، ويحكي قصة الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في حياة صديقي طفولة على وشك القيام بعملية انتحارية. «الجنة الآن»، أثار الكثير من الانتقادات حول انحياز الفيلم لأحد الجانبين، وهو سيثير جدلا أكثر حين عرضه في الولايات المتحدة الأميركية في الحادي عشر من هذا الشهر.

[email protected]