أسامة أنور عكاشة: لم أعتزل الكتابة ولكني أفسح الطريق لجيل جديد

مشروعه القادم الإشراف على كتابة مسلسل من 1000 حلقة

TT

المشربية، ليالي الحلمية، ضمير أبله حكمت، زيزينيا، وغيرها من الاعمال التي قدمها الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة نجحت في تغيير شكل الدراما التلفزيونية ومدى ارتباط المشاهد بها، ليس هذا فقط، بل ان هذه الاعمال نجحت في خلق جيل جديد من كتاب السيناريو القادرين على الإبداع وإمتاع المشاهد عوضا عن تقديم اعمال تلفزيونية لمجرد التسلية مثل مجدي صابر، ومحمد اشرف وغيرهما.

وعلى الرغم من النجاح الذي حققه أسامة أنور عكاشة في دعم الدراما التلفزيونية إلا انه أعلن مؤخرا قرارا آثار الكثير من علامات التعجب حينما صرح بأنه سيعتزل الكتابة، غير انه عاد وتراجع عن ذلك القرار مما زاد من حد التساؤلات عن سبب إعلان الاعتزال وسبب التراجع عنه؟ التقينا به في القاهرة وبدأناه بالسؤال عن أسباب تصريحه باعتزاله الكتابة؟

فأجاب: الواقع أنني عندما أعلنت اعتزالي الكتابة لم يكن في نيتي سوى الكتابة التلفزيونية، ولم اقصد الكتابة على وجه العموم. فقد قدمت الكثير من الاعمال التي لاقت النجاح لدى الجماهير والنقاد، وقلت فيها الكثير من آرائي وأفكاري كما أن العمر يتقدم بي فواتتني فكرة مسلسل «المصراوية» الذي يكتب بأسلوب مختلف، من خلال ورشة عمل لمجموعة من شباب كتاب السيناريو الذين اشرف عليهم. وانتهينا بالفعل من كتابة 30 حلقة من مجموع عدد الحلقات، الذي قد يصل الى الألف وننوي تقديمها لتحمل هموم وحياة المصريين في هذه الأيام.

وسوف يقدم العمل من خلال ستة مخرجين شباب، يشرف عليهم المخرج الكبير هاني لاشين. وفكرتي من ورشة العمل تلك نبعت من إيماني أن من حق جيل الشباب أن يعبر عن نفسه، وان يكون هناك عشرات من الكتاب على مستوى أسامة أنور عكاشة، ومجدي صابر، ومحمد جلال عبد القوي. ولدينا شباب موهوب فلماذا لا نتيح له الفرصة ونمنحه خبراتنا ونفسح له الطريق؟

> هل يعني هذا انك سوف تتوقف عن الكتابة بعد انتهاء مشروع المصراوية؟

ـ على الإطلاق، فالكتابة بالنسبة لي كالماء بالنسبة للسمك، أموت عندما ابتعد عنها ولكنني سوف أتفرغ للتأليف الأدبي لأرضي ذاتي، وعلى أمل أن اترك أعمالا تفيد الأجيال القادمة وتدفع الشباب للقراءة، كما سأقدم أعمالا مسرحية وشجعني على الاتجاه للمسرح نجاح أعمالي السابقة، وقدمتها على مسرح الدولة مثل «الناس اللي في الثالت» التي لاقت إعجاب الجمهور واستمر عرضها لفترات طويلة.

> ما تقييمك لما قدم من اعمال درامية هذا العام في رمضان؟

ـ على الرغم من وجود بعض التكرار في أفكار بعض الاعمال وتكرار نجوم تلك الاعمال، إلا أنني اعتبر دراما هذا العام افضل بعض الشيء من العام الماضي، ومن بين الاعمال التي لفتت نظري مسلسل «على نار هادئة»، ففي رأيي أن الهام شاهين نجحت في تقديم دور العانس بشكل موضوعي وجديد أيضا. مسلسل «المرسى والبحار» به جهد واضح، وشدتني فكرته اما مسلسل «أحلام عادية» ففي رأيي انه كان عملا دون المستوى، وأتعجب أن تقبل يسرا تقديم هذا العمل الذي لا يتناسب مع نجوميتها ونصيحتي لها أن ترفض تقديم أي عمل لمجرد الوجود كل عام. اما المسلسل الذي امنحه درجة فاشل جدا، فهو المسلسل التاريخي «الظاهر ببيرس» واعتقد انه أساء للشخصية التي كان من اللازم أن نقدمها بشكل افضل للجمهور. وهنا اقر بقدرة الدراما السورية على تقديم الدراما التاريخية بشكل وإمكانيات اكثر من رائعة تجعلك تعيش الأحداث وكأنك بداخلها.

> وماذا عن ريا وسكينة؟

ـ هذا العمل تحديدا به الكثير من الأخطاء لأنه على الأقل قدم الفترة الزمنية التي صاحبت ظهور هاتين السفاحتين على انها فترة انتشرت فيها البلطجة والدعارة وبنات الليل في الإسكندرية، على الرغم من أن فترة العشرينات كانت فترة ثرية في حياة مصر السياسية، كما أن السيناريو أخل بالخط الدرامي الذي كتبه المؤلف صلاح عيسى في قصته الأصلية ولهذا فشل العمل في جذب الجماهير له.