بطل مسلسل «نزار قباني»: أعتقد أننا أنجزنا عملا يكرم الشاعر الراحل

تيم الحسن: قلت لزينب قباني إنني لن أؤدي أي مشهد يسيء لأبيها

TT

أدى الفنان تيم حسن البطولة المطلقة لمسلسل نزار قباني ووقع على عاتقه تجسيد الشخصية في 21 حلقة، فكيف استطاع تيم حسن اداء شخصية نزار نزار قباني وعلى ماذا اعتمد حتى نجح في الدور؟ وما هي كواليس العمل؟ وكيف يرد على من ينتقد اداءه لشخصية نزار؟ كل هذه الأسئلة وغيرها ناقشناها في حوارنا مع تيم حسن في دمشق.

> أديت اخيرا شخصية نزار قباني في مرحلة الشباب فهل تعتقد أنك نجحت في تجسيد شخصية هذا الشاعر الكبير؟

ـ الاجابة عن هذا السؤال ليست سهلة، وفي نظري يجب توجيهه للمشاهد العربي الذي تابع العمل. بذلت جهدي في أداء شخصية نزار قباني وقبلها بحثت في عوالم هذه الشخصية، وتقصيت كل ما يمكنني من النجاح فيها. كل من عمل في المسلسل بذل جهداً مضاعفا لإنجاح العمل، بدءا من الشركة المنتجة وصولاً بطاقم الإخراج وكل من شارك بالعمل من فنيين وتقنيين وفنانين. في نظري قدمنا عملا يفتخر به. بذل فيه الكثير من المال والجهد، بحثنا في كل لقاءاته وفي كل آثاره من شعر ونثر وصورنا في كل مكان ذهب إليه لنقارب الحقيقة وبذلنا جهدنا لمحاولة تقديم هذه الشخصية بما تستحق وبالصورة المناسبة.

> عندما عرض عليك أداء الدور ماذا صنعت وبماذا فكرت للنجاح فيه؟

ـ مباشرة طلبت معرفة من يوجد من عائلته في دمشق لأتواصل معهم، ولمعرفة كيف كان يعيش وكيف كان يتصرف وما هي عاداته وطباعه العامة. ثم طلبت مشاهدة أفلام عن اللقاءات والمقابلات التي أجراها، وبالفعل شاهدت معظم لقاءاته التلفزيونية، وركزت على حركاته العامة وحركة وجهه وكيفية أدائه وحديثه، ثم قرأت كتباً عديدة مما كتب عنه، كما قرأت ديوانه كاملاً بأجزائه التسعة. وكان هذا مهماً لي لأستطيع تجسيد هذه الشخصية بالشكل الأفضل.

> ألم يراودك شعور الخوف من الفشل وأنت ستؤدي شخصية مهمة أحبها الناس وربما عرفوا الكثير عنها؟

ـ شعرت بتهيب من الدور خاصة أنه لا يزال بيننا ولم ينسه الناس بعد. لا أكون مخطئاً ان قلت أن الناس تحفظ سيرته وأشعاره، فهذا الرجل كان نجما، ربما أهم من كل نجوم السينما، تابع الناس كل تفاصيل حياته كيف كان يدخن وبمن كان يلتقي وماذا كان يحب وماذا كان يكره. > قيل بأنه كان من المبكر القيام بمسلسل يتحدث عن نزار قباني خاصة انه لا يزال في الذاكرة فهل أنت مع هذا الرأي؟

ـ أعتقد أن مفاجأة التفكير بعمل عن نزار قباني هو من جعل البعض يتحدثون بهذا الكلام ولو قرر اقامة هذا العمل بعد 20 عاماً لقيل نفس الكلام. ربما لأن الناس تعودوا ان تقدم الدراما أعمالاً عن شخصيات عامة مضى على وفاتها ربع قرن وأكثر.

> هل قابلت أحداً من أقاربه قبل أدائك للدور وهل زرت منزله وهل سألت عنه لتتمكن من أداء الدور بمصداقية أكبر؟

ـ الحقيقة انني لم أقابل أحداً من عائلته لأن وتيرة الخلاف كانت قد تسارعت بين عائلة نزار قباني والجهة المنتجة، خاصة أن الأمر أصبح بيد القضاء. فضلت أن أكون بعيداً عن الأمر لكن جرى بيني وبين زينب قباني ابنة الشاعر حديث على الهاتف طرح كل منا وجهة نظره في العمل، وأتمنى أنهم بعد مشاهدتهم للعمل أن يكونوا قد غيروا موقفهم وأن يكون العمل قد نال استحسانهم.

> هل تفاجأت من موقف ورثة نزار قباني الرافض لمبدأ تصوير عمل يتحدث عن حياة والدهم؟

ـ من الناحية المنطقية أنا متعاطف معهم فوالدهم نزار قباني هز الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، وكان حديث الناس طول حياته وحتى بعد غيابه. والذي أتمناه منهم أن ينظروا إلينا على أساس أننا أقرباء للشاعر ومن محبيه، وأن نيتنا كانت صادقة تجاه عطاء هذا الرجل.

> أثنى أحد أبناء نزار قباني على أدائك في العمل كيف تلقيت هذه الشهادة؟

ـ هذا شيء طيب ومفرح جداً لي وعندما يشهد أحدهم بأن أدائي كان جيداً فهذا يسرنا وإقرار بأن جهدنا كان في مكانه. وأتمنى أن يعذرونا على ما قد يوجد من نقاط ضعف في العمل فقد بذلنا جهدنا للنجاح وجل من لا يخطئ.

> من السلبيات التي رفضها أبناء الشاعر تلك المشاهد الكثيرة التي امتلأ بها العمل وهو يدخن السيجارة تلو الأخرى حتى ظهر وكأنه مدمن للتدخين كيف ترد على هذه التهمة؟

ـ معلوماتنا أن نزار كان مدخناً منذ أن كان طالباً في الجامعة وكان مدخناً شرهاً. حاولت معرفة تفاصيل هذه العادة لديه وأعتقد أن معلوماتنا عنه صحيحة. وعموماً هذه قضية بسيطة في العمل لا تحتاج للنقاش وللأخذ والرد. التدخين في العمل من أدوات نزار قباني/ الإكثار منها خطأ والإقلال منها خطأ طالما عرفنا أن نزار كان مدخناً شرهاً، من المضحك أنني عدت للتدخين في العمل بعد أن كنت مقلعاً عنه قبل العمل.

> من الأشياء التي انتقد فيها العمل كونه صور نزار قباني شاعر النساء، وأنه لا يكتب الشعر إلا حين تحرضه امرأة ما على كتابته كيف ترد على هذا الانتقاد؟

ـ بالتأكيد نزار قباني كتب الشعر في كل الأحوال وفي كل شيء، ولا أنكر أن الجانب الرومانسي قد طغى على العمل وهذا السؤال من الأفضل توجيهه للكاتبة وليس لي. من وجهة نظري النفحة الرومانسية التي جسدتها في حياة الشاعر فترة شبابه جميلة.

> من الاتهامات التي واجهت العمل أنه أغفل كثيراً من مواقف وآراء نزار قباني السياسية وغلب الجانب العاطفي في حياته على الجانب السياسي الهام؟

ـ العمل ناقش جوانب كثيرة في حياته وهل تتوقع أن مسلسلاً في 30 حلقة يمكن أن يلم بكل تفاصيل حياة هذا الرجل العظيم. الإلمام بحياته يحتاج لمسلسل من مئات الحلقات. صدقني أن حياة نزار قباني في مصر لو أردت تجسيدها بكل مراحلها لاحتاجت عملاً كاملاً من بداية علاقته بالبواب والشغالة إلى علاقاته الكثيرة بتوفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل إلى جمال عبد الناصر. هذا في مصر لوحدها فما بالك بعلاقاته الهائلة في البلدان التي عاش فيها أو زارها.

> انتقد العمل كذلك بأنه يحتوي على أشياء مغلوطة في حياة الشاعر ومن عاشوا معه كيف ترى هذا؟

ـ قد يكون هناك زلات وقع فيها العمل وجل من لا يخطيء لقد حاولنا جهدنا ولكل مجتهد نصيب.

> ألا تعتقد أن جميع من عملوا في المسلسل هم من خارج بيئة نزار قباني التي عاش فيها وليسوا دمشقيين وهذا يقلل من دقة أدائهم لأدوارهم؟

ـ هذا شيء مضحك ووجهة النظر هذه ضعيفة تجاه العمل، وعلى هذه الحالة كان علينا رفض دور أنتوني كوين في فيلم (عمر المختار) لأنه ليس ليبياً وليس عربياً، ولن ينجح في تجسيد الدور مع أنه نجح بكل المعايير وأحبه الناس. > ما هو أصعب شيء مررت به أثناء أدائك للدور؟

ـ «أوووه» أصعب شيء مررت به هو العدسات اللاصقة التي لا أطيقها، والتي كان يتوجب علي وضعها على عيني لساعات طويلة ولا تتخيل كم كان صعباً أن أضع جسماً غريباً في عيني لمدة 10 ساعات يومياً، ولمدة 4 أشهر من التصوير المتواصل.