الانتاج الجيد عجلة سينمائية

فهد الاسطاء

TT

الانتاج الجيد لا يخرج أفلاما جيدة فحسب، وانما يعمل على تطوير السينما ويرتقي بمستوى التنافس الفني. فهو أشبه بإضافة عجلة جديدة لتدفع العربة السينمائية الى الامام والكثير من الأفلام العالمية والروائع السينمائية كان يقف خلفها منتجون أذكياء عرفوا كيف يختاروا نصوص أفلامهم ويوفروا لها أفضل طاقم فني دون ان يبخلوا بالدعم المادي الذي يحتاجه الفلم. وفي السينما العربية فان جزءا مهما من عوامل اخفاقها او تخلفها عن السينمات الأخرى يعود الى مستوى الانتاج ذاته والذهنية التي تدار بها شركات الانتاج السينمائية. وكل شركة انتاج عربية تعتمد معايير أكثر فنية وتوفر احتياجات الفلم فنيا وماديا هي بلا شك اضافة مهمة للسينما العربية وربما تشكل منعطفا في مسيرة الانتاج العربي الذي سينعكس في النهاية على مستوى السينما العربية ذاتها. ومؤخرا اصبحنا نرتقب بشيء من الأمل مثل هذه الشركات حينما اتجه الاعلامي اللامع عماد الدين أديب الى الانتاج السينمائي عبر شركة «غود نيوز» التي ستطرح باكورة انتاجها خلال الايام القادمة.

كانت الخطوات الكبيرة التي اتخذتها هذه الشركة على أكثر من صعيد حيث اختيار النص الرائع وتوفير المال المناسب للحصول على أفلام اذا ما نجحت فانها ستشكل انعطافة مهمة في مسيرة السينما العربية او هكذا نؤمل.

جاء الفلم الأول «عمارة يعقوبيان» وبميزانية تتجاوز الثلاثة ملايين دولار وعدد من الممثلين لا يقلون عن 160 ممثلا يتقدمهم اشهر النجوم العربية عادل امام ونور الشريف ويسرا وهند صبري واحمد راتب واحمد بدير وخالد صالح وغيرهم. واعتمد الفيلم على احدى اروع الروايات العربية التي صدرت مؤخرا الثرية بشخصياتها واحداثها «عمارة يعقوبيان» لعلاء الاسواني والتي كتبها بطريقة لن يجد فيها مشقة السيناريست المعروف وحيد حامد حينما يحولها لسيناريو من اخراج الشاب مروان حامد والذي تعول عليه الشركة الكثير لإنجاح هذه الخطوة.

اما الفيلم الآخر «حليم» والذي لا يقل أهمية عن عمارة يعقوبيان وربما يكتسب اهمية اخرى كونه آخر افلام الفنان الكبير الراحل أحمد زكي وعن احد رموز الأغنية العربية عبد الحليم حافظ فهو الآخر لم تبخل عليه الشركة المنتجة بتوفير كل الامكانيات واحضار افضل النجوم مثل منى زكي والممثل السوري جمال سليمان وسولاف فواخرجي وتحت اخراج شريف عرفة وسيناريو محفوظ عبد الرحمن والذي سبق وان كتب المسلسل الناجح ام كلثوم ليكون الفيلم بمستوى القيمة الفنية لزكي وعبد الحليم وخطوة كبيرة في افلام السير الشخصية العربية. ثم اخيرا هناك الفلم الثالث الذي اعلن عنه المخرج الكبير السوري حاتم علي صاحب مسلسل الزير سالم وثلاثية الاندلس حيث سيتولى اخراج فيلم عن حياة باني نهضة مصر الحديثة محمد علي باشا بطولة الفنان التلفزيوني الكبير يحيى الفخراني.

وبالفعل هي ثلاث خطوات كبيرة اعدت بشكل رائع من قبل الشركة المنتجة والمؤمل ان تنجح هذه الأفلام وتقابل ايضا بالحضور الجماهيري المقنع مما سيحفز شركات الانتاج الاخرى على اتخاذ مثل هذا الطريق في انتاج أفلام قوية تساعد في الاخير على تحقيق الهدف الأول وهو تطور السينما العربية.

[email protected]