تنوع جيد لمخرج مبدع

فهد الأسطاء

TT

اعلنت الثلاثاء الماضي ترشيحات جوائز الأوسكار وهي آخر استحقاقات العام السينمائي وأهمها بعد ان تم خلال الفترة الماضية توزيع أهم الجوائز وأصدر معظم النقاد والدوائر السينمائية ترشيحاتها لهذا العام. وجاء ضمن الترشيحات فيلم «جبل بروكباك» والذي كان قد حاز هو ومخرجه اضافة للسيناريو، على الغولدن غلوب قبل أيام وعدد من جوائز المهرجانات السينمائية المتنوعة قد جاء في أكثر من 314 لائحة من لوائح النقاد لأفضل أفلام العام تصدر منها ما يقارب 67 لائحة ليحتل المرتبة الأولى في أفضل الأفلام من خلال 640 لائحة من لوائح النقاد والدوائر السينمائية، وهو الفيلم الأخير للمخرج التايواني «انج لي» والذي يعد من أكثر المخرجين تنوعا حيث سبق وان رشح كأفضل مخرج عن فيلم اسطورة القتال الصيني «نمر رابض وتنين مختبئ». ثم أخرج فيلمه الناجح عن قصص الكوميكس الشهيرة «العملاق» ومن قبل كان قد اخرج الدراما الرومانسية «عقل وعاطفة» عن الرواية الشهير لجين اوستن. وأما فيلمه هذا العام فربما يكون أكثر أفلامه تعقيدا وخوضا في اعماق النفس وامتحانا للمشاعر، فهو يحكي قصة رجلين من الكاوبوي يدخلان في علاقة حميمة وهو ما يعتبر موضوعا مثيرا للجدل في الثقافة الأميركية ذاتها. وسيكون الفيلم ذا حظ كبير في الحصول على أوسكار أفضل فيلم لهذا العام وربما أفضل مخرج ايضا، وهذا ما يمكن اعتباره مجرد عرفان وتقدير لمثل هذا المخرج المتنوع الذي فرض نفسه على هوليوود بقدرته الاخراجية وعمق الطرح والتناول.

والحقيقة انه يمكننا النظر لمثل هذا الموضوع من جهة أخرى وهو ما يتعلق بالتأكيد على صحة من يذهب الى ان فيلم المخرج الجيد هو فيلم جيد بذاته، وليس هناك من فصل بين عمل مخرج وعمل آخر وانما ينظر الى كل عمل بحسب غرضه ورؤية مخرجه. فليس من المقبول ان يعتقد البعض ان فيلم «العملاق» هو فيلم طفولي فانتازي وفيلم «نمر رابض وتنين مختبئ» هو فيلم قتال أو حركة ومغامرة بينما «جبل بروكباك» هو الفيلم الدرامي الجيد. فحتى كلمة «أكشن» هي مجرد تعبير وصف وتصنيفي للفيلم لا يعطي دلالة على مستوى الفيلم او تعبير انتقادي له كما هو الحال في الاستعمال الدارج لدى الكثير. فالفيلم هو في الأخير فكرة ثم تأتي قدرة المخرج في اختيار القالب للتعبير عنها وهذا ما يمكن ان نشاهده عند عدد كبير من المخرجين المبدعين ومنهم انج لي بالتأكيد.