خطوة جريئة للخروج من الإطار المحلي

مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الخامسة

TT

افتتحت يوم الأربعاء الماضي الدورة الخامسة من مسابقة أفلام من الإمارات التي لا تزال تضيف إلى مسيرتها المزيد من التقدم والنجاح، يتجسد ذلك في جوانب عديدة يشهدها المهرجان سواء أكان ذلك في الزيادة الملحوظة في عدد الأفلام المشاركة والبرامج المدرجة أم الشريحة التي يستهدفها المهرجان التي تزداد يوما بعد يوم. وفي هذه الدورة خطا المهرجان خطوة جريئة في طريقه للخروج من الإطار المحلي وتوسيع دائرته، فالمسابقة التي كانت على مدى السنوات الأربع الماضية محصورة في الأعمال الإماراتية المحلية تشهد هذه السنة استحداث مسابقة خليجية هي الأكبر والأهم بين فروع المسابقة، حيث ستتنافس الأعمال الخليجية القصيرة والتسجيلية ولأول مرة دون فرض وجود الشريك الإماراتي في صناعة الفيلم كما كان يعمل به في السنوات الماضية.

وقد افتتحت فعاليات المسابقة بعرض خاص للفيلم التسجيلي الأسباني «شتاء في بغداد» الذي أخرجه المخرج الأسباني خافيير كوركويرا الذي يحكي بغداد على ألسنة ساكنيها، وعرض معاناة العراقيين التي تصورها الأحداث التي تواجهها شخصيات الفيلم بشكل يومي.

برنامج المسابقة لهذه السنة يتضمن العديد من الفعاليات التي تهدف منها إدارة المسابقة إلى رفع الذائقة السينمائية لدى السينمائيين المبتدئين، والتعرف على المدارس السينمائية المختلفة وتجارب فنية عرقية وربما تكون مثالية. ففي هذه السنة تواصل المسابقة تعاونها مع عدد من مهرجانات العالم الشهيرة لتبادل المشاركات السينمائية منها مهرجان كليرمون فيرن ومهرجان سيينا الدوليان. وكما هو المعتاد منذ الدورة الأولى للمهرجان باختياره لتظاهرة رئيسية للمسابقة، فقد كان اختياره هذه السنة لتكون حول الأفلام القصيرة جدا. واهم برامج هذه التظاهرة هي مجموعة من الأفلام التي تقل في مدتها عن الدقيقة الواحدة وقد تم التعاون فيها مع مهرجان الدقيقة الواحدة الذي يقام سنويا في تورنتو، كما انشأ المهرجان برنامجا خاصا بالأفلام التي تتجاوز مدتها عن خمس دقائق ولا تزيد عن عشر متعاونا فيه مع عدد من المهرجانات الأوروبية. أما ضمن المسابقة الرئيسية، التي تشهد هذه السنة مشاركة واسعة من داخل وخارج الإمارات، تشارك السعودية في فرع المسابقة الخليجية بعشرة أفلام أربعة منها تسجيلية. وتشارك المخرجة هيفاء المنصور بفيلمها التسجيلي الحائز على الخنجر الذهبي كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط الفائت «نساء بلا ظل» الذي أثار عند عرضه في عرض خاص الصيف الماضي داخل السعودية ضجة إعلاميه لحساسية الموضوع التي يتعرض له الفيلم اجتماعيا وثقافيا. الفيلم يتطرق إلى المرأة ووضعيتها في المجتمع السعودي الذي لا يزال ينظر إلى مثل هذه المواضيع بحذر وحساسية. المخرج «عبد الله العياف» يشارك بفيلمه التسجيلي الأول «السينما 500 كلم» وهذه هي التجربة السينمائية الأولى له، وهو الأخر يتعرض إلى موضوع لا يقل حساسية عن «نساء بلا ظل». كما ويشارك في فئة الأفلام الروائية المخرج بشير المحيشي في فيلم «رب ارجعون» ويقدم المخرج «محمد بازيد» أول تجربة سينمائية في فيلمه القصير «القطعة الأخيرة» الذي اقتبس فكرته من قصة انتشرت عبر مواقع منتديات الإنترنت وقد قامت الكاتبة ضياء يوسف بكتابة نصها الدرامي وصياغته بصياغة جديدة. ويشارك مصمم الجرافيكس خالد الدخيل بفيلم رسومي يعتمد في أحداثه على شخصية حقيقية ومدة الفيلم 4 دقائق. المخرج نضال الدمشقي الذي سبق ان درس الإخراج السينمائي وبالتحديد الأفلام التسجيلية يشارك بفيلمين تسجيليين «حالم الطريق» و«حجاب والكنوز الموروثة». وتمتد المشاركة الخليجية لتشمل كل دول المجلس البحرين الأكثر مشاركه باثني عشر فيلما وقطر وعمان بفيلمين والكويت التي تشارك بفيلم واحد فقط. أما بالنسبة للبلد المنظم لهذه المسابقة فيشارك بأكثر من 80 فيلما في كافة الفروع الخليجية والمحلية. احد ابرز الأفلام المشاركة في هذه الدورة هو فيلم «سماء صغيرة» الذي قام بإخراجه كل من عبد الله حسن وعمر إبراهيم ابرز المخرجين الإماراتيين الشباب في الوقت الحالي، اللذين سبق ان فاز كل منهما بجوائز المسابقة العام الفائت، حيث حصل عبدا لله حسن على جائزتي أفضل فيلم روائي ووثائقي، وحصل عمر إبراهيم على جائزة مهرجان دبي لأفضل موهبة إماراتية، كما يشارك المخرج وليد الشيحي بفيلمه الوثائقي «أحمد سليمان».