عصام بشيري: أحترم المختلفين معي .. وإخراج فيديو كليب بطريقة «حلال» يحتاج إلى مبدع

عضو فرقة «آوتلانديش» الدنماركية: أزمة الرسوم الكاريكاتيرية جعلت الناس يحترمون المتدين وتقاليده

TT

ماذا يحدث عندما يمزج فنان وشاعر أغاني وموسيقي مواهبهم وأصواتهم التي تحمل سمات اصول ثقافية مختلفة؟. في حالة مجموعة «آوتلانديش» الدنماركية أنتج هذا المزيج مجموعة من الأعمال الفنية البارزة، ذات الطابع المتفرد الذي يعكس ثراء تجارب ومواهب الثلاثي المكون للفرقة.

وساهم عدد من أعمال فرقة الهيب هوب في خلق مستمع خاص، أدى إلى تصنيف أغانيها ضمن الأغاني الأكثر رواجا في اوروبا. وفيما تعتزم الفرقة انتاج البوم جديد بعنوان Closer than Veins، تواصل الفرقة رسائلها الموسيقية مسلطة الضوء على قضايا تتعلق بالحياة الواقعية وتنأى بأسلوبها عن الصور والمواضيع المرتبطة تقليديا بموسيقى الراب مثل المال والسيارات والمجوهرات والنساء. «الشرق الأوسط» التقت عصام بشيري أحد اعضاء الفرقة، وتحدثت معه حول نشاطاتها الفنية، وموقفه الفني من الجدل الذي دار في الآونة الاخيرة حول الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دنماركية، إضافة إلى تأثير حول اصوله المغربية على موسيقاه. فكان هذا الحوار....

> كيف تصف الفرقة وموسيقاك؟

ـ كنا فرقة الهيب هوب في كوبنهاغن، وكلنا من خلفيات عرقية مختلفة، فلين من اميركا اللاتينية ووقاص من باكستان وانا مغربي، حيث التقينا في كوبنهاغن، وموسيقانا تعبر عن المجتمع الذي نعيش فيه، وكيف يمكن ان تكون مهاجرا من الجيل الثاني، وان تكون مسلما ودنماركيا في نفس الوقت.

> من اين اتيت من المغرب وهل تزور بلادكم؟

ـ اصلي من الناضور، شمال شرقي المغرب، وهي قريبة من الحدود الجزائرية. وعندما كنت اذهب مع اهلي للمغرب وانا صغير كنا نقيم في الناضور، حيث تعيش الأسرة هناك. وأحب السفر حول المغرب، حيث الانتقالات والطعام رخيص، والناس لطفاء. وأحاول دائما السفر سنويا.

> ماذا كان رد فعل اسرتك حول طموحاتك الموسيقية؟ ـ كان تأييد الأسرة يعتمد دائما على الطريقة التي تحاول بها تحقيق طموحاتك. فلم تكن لديهم أي مشكلة في الطريقة التي أعبر بها عن نفسي، لثقتهم فيما افعله وانني لن استغل الأمر ولن اتسبب في عدم الاحترام لنفسي ولهم. كما أنني لن اعد فيديو كليب مع الكثير من الفتيات كما هي فيديوهات الهيب هوب اليوم.

> تختلف اغانيك عن اغاني الهيب هوب، هل تشعر بوجود مسؤولية عليك للاشارة الى مزيد من الموضوعات الجادة في أغانيك؟

ـ أشعر بمسؤولية كل فنان. من حقك التعبير عن نفسك، ولكن يأتي ذلك مع المسؤولية. البوماتك ستنتشر بين افراد المجتمع وستؤثر عليه، لذا يجب التفكير فيما تقوله وكيفية رد فعل الناس عليه.

اعتقد أن الفنان كالصحافي يتحمل مسؤولية ما يكتبه، حيث يجب قول الحقيقة. ولكن الكثير من هذه الاغاني ليست عن الحقيقة، بل عن الافتنان، وهي تتعلق بذاتك وهو ما لا يجب.

وفي هذه الايام كل شيء يدور حول المال، وهو امر خطير بسبب وجود العديد من الشباب الذين يستمعون لتلك الموسيقى والاغاني ويقبلونها كما هي. ويريدون ان يصبحوا مثل هؤلاء المغنين والفرق، والبحث عن النساء.

> ولكن هل تشعر بالقلق من ان الموضوعات التي تتعامل معها في فيديوهاتك جدية للغاية بالنسبة لمثل هذا القطاع؟

ـ نعم. نستشير دائما شركات التسجيلات ونتحدث عن افكارنا لانهم يعلمون اننا لسنا بفرقة عادية، ويوجد مسلمون في الفريق، ويعلمون ايضا اننا لدينا رسالة ومبادئ. وفي بعض الاحيان افكر في ذلك، ولكني لا احب التفكير فيها كثيرا لان ذلك ما افعله واذا لم يعجب الناس، فلا يشتروه. > هل تتعرض لانتقادات من بعض المسلمين الذين ينظرون الى ما تفعله على انه غير اسلامي؟

ـ بالطبع، هناك دائما فكرة ان الموسيقى حرام. عليك احترام ذلك. لقد تحدث العديد من الاخوة المسلمين معي حول هذا الموضوع، وهذه وجهة نظرهم ولكن هناك وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع. اعتقد ان الامر يتعلق بالنوايا، هل تريد استخدام رسالتك للشهرة والحصول على الأموال او لابلاغ الناس بماهية الحياة او ما الذي يجب ان تكون عليه. انشر الحقيقة. هذا نشاط اقتصادي كبير وهناك عديد من المستمعين وهو مصدر الهام لعديد من الصبية، ولذا يعتمد الامر كله على ما الذي تنتجه. احب انتاج كليبات الفيديو. الاعلام وسيلة وانا شخصيا اعتقد انه يمكنك استخدامها بطريقة حلال او حرام. ومن السهل استخدامها بطريقة حرام، ولكن من الصعب للغاية استخدامها بطريقة حلال، لانك في حاجة ان تكون مبدعا للغاية.

> اصبحت الدنمارك تحت دائرة الضوء في الاسابيع الاخيرة لاسباب واضحة ما هو رأيك حول هذا الموضوع؟

ـ اعتقد ان الحكومة اخطأت. كان عليها الالتقاء بسفراء الدول الاسلامية في الدنمارك. وكان يجب عليهم الاستماع الى الدنماركيين الذين قدموا شكاوى بخصوص تلك الصحيفة.

الناس هنا لا يحترمون الدين، ويريدون معاملة المسلمين بنفس الطريقة التي يعاملون بها المسيحيين. ولكن صدقيني لقد تعلموا الكثير من هذه القضية، والشيء الايجابي بخصوص ذلك هو ان الناس سيذهبون لشراء السيرة النبوية، ويستعلمون بعض الاشياء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

كونك مسلما في الدنمارك في العقد الأخير ليس بالأمر الهين. هناك الكثير من الجدل غير المحترم تجاه الاسلام، لذا عندما شاهدت الرسوم الكاريكاتورية فكرت بأن «يوم آخر سيكون في الدنمارك».

ولكني اعتقد ان الامر له ايجابياته، حيث بدأنا حوارا، وسيبدأ الناس في احترام الشخص المتدين، وقيمه وتقاليده.

> كيف كانت نشأتك في الدنمارك؟

ـ لا بأس بها. لا اعتقد ان الدنمارك مجتمع متعدد الاعراق. لقد ذهبت الى ماليزيا قبل ثلاثة اسابيع وهناك تجد الجميع من بوذيين ومسلمين وهندوس والصينيين والاوروبيين يعيشون معا. والمساجد مزدحمة والكنائس والمعابد مزدحمة هي الاخرى. والجميع يحترم الآخر وكان ذلك لطيفا. لقد احببت الحياة هناك. في غاية الجمال. إحساس آخر.

> هل تؤدي اغاني راب عربية؟

ـ لا. لا يمكنني. العربية لغة في غاية الخصوصية، واذا لم تتمكن من اجادتها، فلا تقترب من هذا المجال.

> هل تحب الموسيقى العربية؟

ـ أكره الاغاني العربية الحديثة. فكلما ذهبت الى المغرب اشاهد العديد من القنوات الموسيقية والجميع ولا سيما المطربات يتنافسن على اظهار مفاتنهن على الكليبات.

> ما هو جديد آوتلانديش؟

ـ البوم closer than veins ظهر في الدنمارك وسيطرح قريبا في اوروبا. وسيطرح قريبا في الشرق الأوسط.