جوزف عطية لـ الشرق الاوسط : أنا وهناء وهاني النجوم فقط

بعدما تُوّج صاحب اللقب في ستار أكاديمي

TT

عندما أعلنت نتائج ستار اكاديمي 3، وحاز نسبة 55 في المائة من اصوات المشاهدين، قفز اللبناني جوزف عطية فرحاً صارخاً: «لبنان»، فركض اليه زميلاه المصري هاني حسين، والمغربية هناء الادريسي، يباركان له فوزه باللقب. في هذه اللحظات، كما قال، لم يستوعب ما حصل واصفاً الامر بالحلم، فالصورة الوحيدة التي لم تفارق خياله في تلك الدقائق هي جمهوره الصغير امامه في الاستوديو حاملاً صوره وهاتفاً باسمه.

وكان برنامج «ستار اكاديمي 3»، قد بدأ موسمه الثالث لهذه السنة في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي، مع تسعة عشر مشاركا، فيما تراوح العدد في الماضي بين 14 و16 مشاركاً، وتميز البرنامج بمواهب لافتة تمتع بها المشاركون، سواء لإجادتهم العزف أو الغناء أو الرقص. واشتد التنافس بين ستة مشاركين، ثم ما لبثوا أن اصبحوا ثلاثة بعد خروج الاماراتي خليفة والتونسية شيماء والفلسطيني فادي.

أما المصري هاني، واللبناني جوزف، والمغربية هناء، فقد تألقوا في الأشهر الاربعة لوجودهم داخل الاكاديمية وتطورت موهبتهم فأفلتوا من تسميات الاساتذة الاسبوعية. وحده هاني سمي مرة واحدة في الاسبوع ما قبل الاخير من البرنامج، الا ان شعبيته أنقذته وأعادته الى الاكاديمية فكان المرشح الثالث لنيل اللقب بعد هناء وجوزف.

واستنفرت مصر عبر جميع وسائل الاتصال لإنجاح ابنها، فيما كثف المغاربة اتصالاتهم لابنة بلدهم عبر المحمول، وفي بيروت أعلن وزير الاتصالات خفض تعرفة الاتصال مما ساهم في فوز جوزف.

وكان اللبنانيون، واثر اعلان فوز جوزف، جابوا الطرق في مختلف أحياء بيروت ومدينة جونيه يحملون صوره ويهتفون باسمه. فيما أقام أهل مدينته البترون في شمال لبنان المآدب داعين المهنئين من أي منطقة اتوا ليتناولوا الطعام مجاناً على شرف جوزف.

وكانت البترون قد خصصت ساحة كبرى نصبت فيها شاشة عملاقة، تجمهر حولها الشباب والصبايا من ابناء البلدة لمتابعة احداث الحلقة الاخيرة في «ستار اكاديمي 3».

«الشرق الأوسط» حاورت جوزف فسألته: > لماذا كنت متوتراً على المسرح، فيما كان زميلاك هناء وهاني يوزعان الابتسامات على الجمهور؟

ـ لم اكن خائفاً من النتيجة بقدر ما كنت أشعر بضغط كبير من حشد الجمهور امامي. فهذا المنظر لن انساه في حياتي. تأثرت وظهر ذلك جلياً على ملامحي.

> هل كنت خائفاً من الفشل؟

ـ النتيجة لم تكن تهمني، بقدر ما كنت أهتم للجمهور الذي اختارني ودعمني، الامر الذي انعكس توتراً علي.

> هل تعتقد ان النتيجة ظلمت أحد زميليك؟

ـ نحن الثلاثة كنا متفقين سلفاً على انه أياً يكن الفائز بيننا فهو يستحق اللقب وندعمه، ولذلك اعتبر اننا نحن الثلاثة نجوم.

> ما الذي جمعكم كطلاب تحت سقف الاكاديمية، رغم ان كل واحد من التسعة عشر له شخصيته المستقلة؟

ـ من الاساس كانت علاقة مميزة تجمعنا، هي لا شك ذات طبيعة مختلفة عن تلك التي جمعت طلاب الموسمين السابقين للبرنامج، واعتقد ان ذلك يعود الى الثقافة الفنية التي كنا نتمتع بها.

> بمن تأثرت من الاساتذة، وماذا يمثل كل منهم بالنسبة لك؟

ـ قد يعتقد البعض ان جوابي دبلوماسي، فالاساتذة جميعهم، وعلى رأسهم رئيسة الاكاديمية رلى سعد، تركوا اثراً كبيراً، ليس فيّ وحدي بل فينا كلنا.

> كيف تصف كلاً منهم؟

ـ غبريال يمين انسان واضح ومحب، احياناً كان يبكي معنا... اليسار كركلا امرأة ذات شخصية قوية وديناميكية ملحوظة. أما بيار سميا فيتمتع بطيبة قلب نادرة واسلوب عملي في الاداء.. أما وديع ابي رعد فأحمل له الكثير من المودة. > هل ستبقى على علاقة وطيدة مع جميع زملائك؟

ـ أعتقد ذلك، ولعل الجولة الفنية التي سنقوم بها نحن التسعة ستوطد هذه العلاقة بيننا.

> ماذا اكتشفت لديك اثر دخولك الاكاديمية، وهل من أمور فيها فاجأتك ولم تكن تتوقعها؟

ـ بالنسبة الى القسم الاول من السؤال، اعتبر ان الاكاديمية جعلتني اعرف حجمي الحقيقي، فأنا دخلتها معتقداً انني مطرب، واذا بي اكتشف انه ينقصني الكثير لأصبح مطرباً، فلقد اعتبرت ان من لديه صوتاً مقبولاً وخلفية ثقافية لا بأس بها في الموسيقى يستطيع ان يكون مطرباً ولكن هذا اعتقاد خاطىء فهناك عناصر كثيرة يجب ان تتوافر في هاوي الغناء للوصول الى اولى درجات سلم الاحتراف. اما الاكاديمية فليس هناك ما فاجأني فيها، فكما يراها المشاهد كذلك هي في الواقع. لم يتغير شيء ولكن ما لا تعرفونه هو قوة الضغط الذي نتعرض له في الداخل. كل ذلك اضاف الينا تجربة فريدة من نوعها.

> هناك الكثير من هواة برامج مشابهة لـ«ستار اكاديمي»، حتى بعض الحاصلين على اللقب فيها لم يحالفهم الحظ في الواقع. هل تملك خطة عملية لعدم الوقوع في الفشل؟

ـ حالياً لا هم لدي سوى استقبال المهنئين، فأنا لم أستيقظ بعد من الحلم. والناس ما زالت تتدفق الى منزلي في البترون، ولكني اعتقد اني محصن بفريق مميز من الـ«ال. بي. سي» يدعمني في مشواري، وخصوصاً رئيسة الاكاديمية والاساتذة.

> في زحمة أسماء المغنين على الساحة اللبنانية، هل تعتقد انك ستجد مكاناً لك؟

ـ انا على أتم استعداد لبناء مكان لي على الساحة والباقي أتركه للأيام.

> هل ستكمل دراستك؟

ـ طبعاً، ولكني أفكر في الانتقال الى التخصص في الغناء بعدما كنت منتسباً الى قسم المرئي والمسموع في احدى الجامعات اللبنانية.

> إذن انت تفكر في احتراف الفن على الاصول؟

ـ نعم ما دامت الفرصة سنحت امامي فلماذا لا أستغلها.

> أول كلمة تلفظت بها اثر اعلان النتيجة كانت «لبنان»، كيف ستكافىء غير اللبنانيين الذين دعموك وصوتوا لك من دون استثناء؟

ـ انها مسؤولية كبرى اضعها نصب عيني، ولكن في الوقت نفسه وعدت نفسي الا اخيب ظن هؤلاء الذين وضعوا في ثقتهم، واتمنى ان يقدرني الله وارد هذا الجميل لجمهوري اللبناني والعربي معاً.

> جوزف لمن انت مشتاق حاليا؟

ـ للأكاديمية، صحيح عندما كنا فيها تعبنا وكافحنا وقلقنا وانتظرنا بفارغ الصبر لحظة الخروج لمعانقة أهالينا، ولكن الغريب انني اليوم أتوق للعودة إليها.

> عندما دخلت منزلك بعد غياب عنه لأربعة اشهر بماذا شعرت؟

ـ يضحك ويجيب: شعرت انه اصبح صغيراً وضيقاً، فالمساحة في الاكاديمية اكبر.

> في تمرين سابق مع أستاذ المسرح غابريال يمين، طلب منكم انتم الثلاثة ان تغمضوا عيونكم وتتخيلوا انفسكم تودعون الاكاديمية، الآن لو طلبت منك الامر نفسه الى ماذا تحن؟

ـ الى سريري في الاكاديمية، لقد بدّل بعض زملائي اسرتهم اثر خروج عدد من الشباب. وحدي التزمت بعدم تغيير سريري وهو عزيز علي.

> من هو المطرب الضيف الذي ترك فيك بصمة لن تنساها في الاكاديمية؟

ـ لا مجال للتفكير في أي شخص آخر غير العملاق وديع الصافي، فأنا فخور بكوني وقفت الى جانبه على المسرح.