ديما بياعة: عائلتي الفنية لم تشجعني على التمثيل

ابنة مها المصري: تزوجت تيم لأنه فارس أحلامي

TT

عرفت الممثلة السورية ديما بياعة من خلال أدوار عديدة قدمتها في مسلسلات اجتماعية معاصرة وكوميدية. وديما التي انطلقت في مسيرتها الفنية قبل ثماني سنوات تنتمي لعائلة فنية معروفة، فوالدتها الممثلة المتألقة مها المصري وخالتها الفنانة سلمى المصري. ولذلك لم يكن عالم الفن غريباً على ديما فدخلته بقوة وإرادة. وفي حوار معها تتحدث ديما عن آخر أعمالها وعن بعض القضايا الفنية قائلة لـ«الشرق الأوسط»: أصور حالياً دوري في مسلسل اجتماعي معاصر بعنوان «غزلان في غابة الذئاب» للمخرجة رشا شربتجي، ودوري فيه طالبة مدرسة تدعى غيداء تنتمي لعائلة فقيرة تسكن الأحياء السكنية العشوائية قرب دمشق، وهي البنت الصغرى للعائلة، ولذلك تكون متمردة على واقعها وتحاول أن تحقق طموحها بالخروج من حياة الفقر والبيئة التعيسة التي تعيشها، ولكن هل تستطيع تحقيق حلمها؟ هذا أتركه للمشاهد الذي سيشاهد المسلسل على الشاشة!. وتضيف، أقرأ حالياً نصاً لمسلسل تلفزيوني بعنوان «صدى الروح» للمخرج محمد شيخ نجيب، وتأليف حافظ قرقوط، وهو يتحدث عن مشفى المجانين وحياة المرضى النفسيين، ولم أقرّر بعد إن كنت سأشارك فيه أم لا؟ وكنت قد اعتذرت أخيراً عن عملين يتم تصويرهما حالياً للمخرجين ناجي طعمي ومحمد العوالي واعتذاري هنا ليس لموقف من النص والمسلسل بل لأنني لا أحب أن أرتبط بعملين في نفس الوقت ولذلك عرض علي هذين المسلسلين وأنا أصور دوري في مسلسل «غزلان في غابة الذئاب»، فاعتذرت عنهما وحول انتقائها للدور وتفضيلها لدور على آخر تقول ديما منذ دخولي عالم الفن في عام 1998 أخذت قراراً شخصياً أن لا أقدم سوى عملين في العام الواحد (مثل طلاب المدارس فصلين دراسيين في السنة أول وثان)!. وتعلق ديما ضاحكة، لا يهم هنا إن كان الدور اجتماعي معاصر أو تاريخي فلا أفضل دوراً على آخر لأن المسألة عندي والمبدأ هنا هو تفرغي بشكل كامل للدور الذي أصوره فلا يمكن للإنسان أن يحمل عدة بطيخات في يد واحدة خاصة أن العمل على الشخصية متعب ويحتاج لجهد وتفكير واستنفار نفسي وجسدي لإنجاح الدور والشخصية.

وتتابع، أنا لا أبحث في الحقيقة عن الكم هنا والتواجد في عدد من المسلسلات في الموسم الواحد، لا تشغلني أبداً هذه القضية، ولست ـ والحمد لله ـ مضطرة مادياً لذلك وخاصة أن عائلتي بحاجة إلي أيضاً وطفلي الصغير الرضيع (ورد) يأخذ الكثير من وقتي. كذلك من شروط قبول الدور عندي هو أن يضيف لرصيدي الفني وأن لا تتكرر الشخصية وكذلك يهمني أيضاً مخرج العمل كثيراً والكادر التمثيلي والشركة المنتجة فهؤلاء سأعمل معهم ومن الضروري أن تكون لي وجهة نظري هنا. وعن تأثير أسرتها الفنية على دخولها عالم الفن قالت ديما: أهلي لم يكونوا راغبين دخولي عالم الفن والتمثيل وكانوا يفضلون أن أدرس وأتعلم حتى الجامعة ولكن طموحي منذ الصغر أن أكون ممثلة، خاصة أن والدتي ممثلة وخالتي كذلك، وكما هو معروف فإن الأطفال دائماً يقلدون آبائهم وأمهاتهم، وحتى أرضي طموحي وأرضي أهلي بنفس الوقت أكملت دراستي وتعليمي وحصلت على الشهادة الجامعية في اختصاص اللغة الانجليزية بكلية الآداب، وتفرغت للفن والتمثيل، وبذلك استطعت تحقيق رغبة أهلي من جهة ورغبتي الشخصية من جهة أخرى. ورداً على سؤال عن أسباب عدم تشجيع أهله لها للعمل في مجال التمثيل قالت ديما: السبب يعود إلى حرصهم على أن أحصّل تعليماً حيداً والسبب الآخر أن الحياة أصبحت صعبة حالياً بالنسبة لمن يعمل في مجال الفن، ففي السابق كان ما ينتج في سورية في موسم فني واحد ولا يتعدى المسلسل أو المسلسلين، فكان الأمر سهلاً والعمل أقل حيث عدد المخرجين قليل وكذلك الجهات المنتجة، حالياً كثر المخرجون وأصبح هناك عشرات المسلسلات التي تصور في الموسم الواحد وهذا كله مجهد ومتعب للمثل ولو أنه حقق له الانتشار الكبير ولكن ـ برأيي ـ على حساب صحة الممثل وحياته الشخصية. وكذلك هناك العديد من الممثلين الذين قرروا التخلي عن التمثيل بعد دخولهم عالم الفن بسبب ـ كما ذكرت ـ الصعوبة حالياً في العمل بهذا الميدان. وأصبح هناك نوع من الغربلة الفنية فلم يبق سوى الفنان القادر على الاستمرارية وتقديم الوقت والجهد والتعب والسهر وعلى حساب نفسه وأسرته وحياته. وحول رأيها بأدوار زوجها الفنان المعروف تيم الحسن في أعماله الأخرى وخاصة دور الشاعر نزار قباني في المسلسل عن حياته قالت ديما: أدى تيم الدور بشكل ممتاز والمسلسل أعجبني كثيراً فهو عمل مهم وكان من أفضل الأعمال التي قدمت في الموسم السابق، والعالم العربي يرغب بمشاهدة سير حياة المشاهير والاحتفاء بعضهم الشخصية، وليس العرب فقط فالعالم كله يرغب بذلك، ومع ذلك أنا أتفهّم الاشكالات التي حصلت واعتراض أسرة الشاعر الراحل نزار قباني على تقديم مسلسل عن حياته، فلو كان والدي مثلاً يريدان تقديم حياته في مسلسل تلفزيوني قد لا أوافق في الوقت الحالي. وأسرة قباني لديها رأيها بهذا الخصوص وقناعاتها في هذا المجال ومن حقها أن تعترض على تقديم مسلسل عن والدهم حالياً وأن يعترضوا على الطريقة والنص وغير ذلك ـ أنا أقدر اعتراضهم ـ وعن حياتها العائلية واختيارها الزوج من الوسط الفني وما يقال عن فشل الزواج بين الفنانين والفنانات ـ كما حصل سابقاً مع الممثلة سلاف فواخرجي والممثل وائل رمضان وطلاقهما ومن ثم عودتهما لبعض تقول ديما: أنا لست مع القائلين بحتمية فشل الزواج الفني مطلقاً خاصة أن البعض يروج إلى مقولة أن الفنانة المتزوجة من فنان إذا نجحت وتألقت أكثر منه تكون هناك غيرة منها فيضطر للانفصال عنها.. هذا الكلام غير صحيح وباعتقادي أن السبب هنا هو خلافات تحصل في الحياة الزوجية مثل أي شخصين متزوجين وتصل الأمور ـ للأسف ـ لحد الانفصال ـ هذا ما أعتقد حصل مع سلاف ووائل وليس الغيرة مطلقاً فالاثنان متألقان في العمل الفني ولكن عندما سويت الخلافات بينهما عادا وارتبطا وعادت المياه إلى مجاريها. وبالنسبة لي فالحمد لله أنني (وتيم) تزوجنا عن قناعة وشاهدت فيه الشاب الذي أطمح بالارتباط به وأعيش حياتي معه خاصة أنه رفيقي الوحيد في الوسط الفني وأعود له دائماً وأستشيره في أدواري الفنية، وبرأي هنا أن أهم شيء في الحياة الزوجية هو أن تحل الخلافات بين الزوجين وأن لا يتدخل أحد بينهما فهذا يساعد على حل الخلافات أما التدخل فإنه يؤجج هذه الخلافات ولا يحلها. ولذاك أنا لست مطلقاً مع مقولة إن زواج الفنانين مصيره الفشل والطلاق. وحول طموحها للانطلاق نحو العالمية خاصة أنها تجيد اللغة الانجليزية ومتخصصة بها في الجامعة تقول ديما: لا ليس هذا طموحي مطلقاً في الوقت الحالي والمهم عندي حالياً هو التواجد في الساحة الفنية السورية والعربية، خاصة أن الدراما السورية حققت مكانة كبيرة في الخريطة الفنية العربية.