مصر تسترجع المرتبة الأولى في «العندليب.. من يكون؟»

بعد تراجع الأردن وخروج لبنان من التنافس

TT

شهدت الحلقة الثالثة من البرنامج التلفزيوني الذي تبثه محطة ام. بي. سي «العندليب.. من يكون؟» إعادة ترتيب المراكز الأولى بشكل لافت، فقد تقدم المصري شادي شامل من المرتبة الثالثة الأسبوع الماضي ليتصدر اللائحة، بمجموع 8.25 من تصويت الجمهور ولجنة التحكيم، وذلك بعدما حسّن أداءه خصوصا التمثيلي. فاتبع نصائح اللجنة التي أوصته منذ الحلقة الاولى بعدم تقليد العندليب انما العمل على تقديم روحه، فلوحظ انه خفّف المبالغة في استعمال يديه وتعابير وجهه مما عزّز حضوره. انما ما يتمتع به من مواصفات فيزيولوجية على قدر عال من الشبه بعبد الحليم، لا ينطبق على صوته. ولعل ما خفف مستوى أداء شامل الغنائي، ما فرضته اللوحة الراقصة في اغنية «دقوا الشماسي» من فيلم «ابي فوق الشجرة»، من تنقل على خشبة المسرح، وهذا ما لمحت اليه عضو اللجنة الفنانة هبة قواس. وتميّز حضور شامل بارتياحه، فقد تمكن من مواجهة الجمهور من دون توتر أو خوف، لاسيما حين أجاب على اسئلة المذيعة داليا البحيري وحين مَثُل امام لجنة التحكيم التي أجمع اعضاؤها على تقدمه.

وكانت المفاجأة توجهه الى ضيفة الحلقة صباح ليقدم لها مشهدا من فيلم «شارع الحب» الذي لعبت فيه الدور الرئيسي الى جانب عبد الحليم في عام 1958، مما نال اعجابها فمنحته علامة عالية: 9 من 10. والملاحظ أن درجة الشبه لم تظهر جلية خلال أدائه المشهد التمثيلي المتخذ من فيلم «ايام وليالي» على عكس ما ظهر في اطلالته على المسرح. أما الأردني يوسف كيوان الذي تراجع الى المرتبة الثانية فكان مسك ختام السهرة حين غنى «قارئة الفنجان»، فبرع في تطويع تعابير وجهه ليتراءى الحزن من نظراته المعبرة، لكن حماس الجمهور الذي تفاعل معه، جعله يندفع في الغناء وهذا ما لم يعجب اللجنة، فنصحه الموسيقار هاني مهنا بالتحكم في صوته وكذلك فعلت قواس.

وتميزت الحلقة الثالثة بعرض ريبورتاجات متنوعة قدمت لمحة سريعة عن المشاركين وعن الاماكن التي يفضلون زيارتها، محاولة بذلك الاستعانة بشيء من عناصر تلفزيون الواقع التي تقرّب الجمهور من المتنافسين الذين يطمحون الى الفوز بلقب العندليب، مما سيؤهلهم للعب دور البطولة في المسلسل الذي يروي حياة عبد الحليم والمقرر بثه على شاشة الـ«أم. بي. سي» والتلفزيون المصري خلال رمضان المقبل. وقال المنتج وعضو اللجنة الدكتور مدحت العدل إن التحضيرات قد بدأت عبر انتقاء عدد من الممثلين المشاركين، وتابع، أن طريق الفوز ببطولة هذا المسلسل شاقة لانها تتطلب مقدرة تمثيلية أكثر من الموهبة الغنائية ربما لانه ستتم الاستعانة بصوت العندليب الحقيقي، لذلك تعلّق اللجنة والجمهور اهمية كبيرة على المشاهد التي يمثلها المتنافسون الذين تألق من بينهم المصري أحمد عثمان حين لعب مشهدا رومانسيا الى جانب شادية في فيلم «معبودة الجماهير»، ولكن هذا لم يلغ ملاحظات اعضاء اللجنة الذين رأوا انه «جامد جدا» و«يغني خارج النوتات» فتراجع من المرتبة الرابعة الأسبوع الماضي الى المرتبة السادسة أي ما قبل الأخيرة. ولإضفاء جوّ من المرح على الحلقة، أطلت المذيعة بطرق مختلفة مرة عبر باب وضع على المسرح ومرة أخرى استعانت بعربة لنقلها الى الكواليس حين دخل شريف عبد المنعم ليقدم اغنية «الحلوة» من فيلم «الخطايا»، والى جانبه فتاة لعبت دور «سميحة» في المشهد التمثيلي، ربما ما حاولت البحيري القيام به التخفيف من التشنج الذي طبع الحلقة وأصاب المشاركين لاسيما التونسي اسامة القاسمي الذي كان يرتجف لدى الاجابة على احد الاسئلة وانتظاره حكم اللجنة التي لم تبخل بالملاحظات القاسية والمرفقة دوما بعبارة «لا تأخذوا ملاحظاتنا على محمل شخصي لأننا نبحث عن شخص يتمتع بمواصفات معينة».

وبدت هذه الملاحظات متقاربة، فقد شدد أعضاء اللجنة الثلاثة على ضرورة استخدام تعابير الوجه بشكل يتلاءم مع مضمون الاغنية، وهذا ما قاله بانفعال مدحت العدل للمشارك اللبناني جمال يونس لدى تقديمه أغنية «بعد إيه؟» من دون أن يظهر الحزن على ملامح وجهه، وربما هذا الخطأ الذي وقع فيه يونس لم يرحمه، مما أدى الى خروجه من البرنامج بعدما حاز 6.95 من تصويت اللجنة و6.09 من أصوات الجمهور، ليكون المجموع 6.52. أما الخطأ الآخر الذي ارتكبه يونس رغم تمتعه بصوت ميزه عن باقي المشاركين فهو تقليد العندليب بشكل واضح، اضافة الى ضعف ادائه التمثيلي، فقد ظهرت المبالغة جلية في المشهد الرومانسي الذي قدمه من فيلم «معبودة الجماهير»، وقدرته على التقليد تأكدت خلال بث أحد الريبورتاجات التي سمع فيها يونس يغني بشكل مختلف، وهذا ما لفت هبة قواس التي قالت له «قدرتك واضحة على تقليد الاصوات ولكن أفضّل صوتك كما بان في اللهجة اللبنانية مع تقديم روح العندليب».

وهذا الخطأ التقني الذي ارتكبه يونس انسحب على التونسي عبد العالي بالحربة الذي غنى «قلولو» من دون أن يبتسم، فبدا حزينا لا رومانسيا لكن التقدم الذي أحرزه كان لناحية تحسين لهجته لتقترب من اللهجة المصرية.

وهذه الهفوات لم تقتصر على المشاركين إنما تعدتهم الى القيمين على البرنامج فلم تخل الحلقة الثالثة من الأخطاء خصوصا في ما يتعلق بهندسة الصوت وبعض الأخطاء التي يمكن تفاديها مع قليل من التمرين الاضافي لئلا تظهر الحلقة كأحد العروض المدرسية.

اللافت ان البرنامج التزم منذ بدايته البساطة وكأنه بذلك يبرز العنصر الجمالي الذي طبع حقبة الستينات والسبعينات، فتخلى عن الزخرفة في الديكور والملابس وتصميم اللوحات الراقصة التي ترافق المتنافسين خلال ظهورهم، لكن هذه التوليفة خرقتها استضافة المغني خوسيه فيرنانديز الذي بدا كطير يغرّد خارج سربه حين غنى لعبد الحليم، مع انه غجري اسباني.