حمى التنافس بين أهل الفن تتحول إلى سرقة علنية

TT

لوحظ في الفترة الأخيرة تهافت بعض المطربين على الغرف من معين شهرة مطربين آخرين، من خلال وضع اليد على أغنية يحضّرها هذا المطرب أو ذاك، أو على الأقل استعمال مقطع منها أو عنوانها ليكون العنوان نفسه لأغنية يطلقها قريباً.

ولعل ما حصل أخيراً بين الفنانتين هيفاء وهبي ودومينيك حوراني هو خير دليل على هذه الظاهرة، التي باتت بمثابة عادة سيئة لمطربين صاعدين يسعون للوصول الى الشهرة بأي وسيلة. فأغنية «واوا آح» التي كتبت لهيفاء وهبي ولحنها وسام الأمير ووزعها روجيه خوري طرحت فجأة في الاسواق بعدما رافقتها حملة ترويجية لدعمها في الاذاعات والمرابع الليلية. وسبب استعمال هيفاء يعود الى معرفتها ان دومينيك حوراني صاحبة اغنية «فرفورة انا» علمت من حيث لا تدري هيفاء بعنوان الاغنية الجديدة بعدما تسربت الى مسمعها عبر صديق مشترك لها وللملحن. وقامت الدنيا ولم تقعد الا بعد ان انزلت هيفاء الأغنية الاصل ولحقت بها دومينيك بالأغنية النسخة تحمل العنوان نفسه وان بفكرة مختلفة. واخذ كل طرف يدعي ان الآخر سرقها منه. ولم تهدأ الامور الا بعدما صرّح الملحن وسام الأمير بأنه اعطاها لهيفاء قبل اكثر من سنة.

وما حصل مع هيفاء سبق أن حصل مع المطربة اليسا، ولكن بشكل مختلف. فقد فوجئت قبل اطلاق شريطها الجديد «بستناك» بأيام بالمنتج المنفذ لأعمال المغنية المغربية اميرة يروج لها اغنية «كرمالك»، وهي نسخة طبق الاصل عن الأغنية التي يتضمنها شريط اليسا الجديد، وهي من كلمات مروان خوري والحانه، وبعد اتصالات مكثفة بين اليسا والملحن المؤلف للاغنية علمت «الشرق الاوسط» ان الأخير سبق ان اعطاها لأميرة منذ فترة وعندما علم باعتزالها الفن اثر تحجبها تجرأ واعطاها لاليسا. وتبين ان المنتج المنفذ للمطربة المعتزلة اراد ان يشتهر على حساب اليسا فقرر اطلاق الاغنية بعد تسريبات وصلت اليه مفادها ان «كرمالك» موجودة في عمل اليسا الجديد.

وغالباً ما يطرح السؤال البديهي حول هذا الموضوع، اذ لمن تعود مسؤولية اعطاء الكلام نفسه او اللحن نفسه لمطربين مختلفين؟ ويؤكد الملحن وسام الأمير ان الأمور تحصل احياناً دون علم صاحب اللحن او الكلام، واحياناً اخرى تكون وسيلة لخدش شهرة مطرب ما. ولكن في النهاية الفائز هو المغني نفسه لأنه يتم التداول بأغنيته لمدة اطول.

وما قاله الأمير ينطبق على ما حصل في الثمانينات بين المطربتين العملاقتين سميرة توفيق وصباح عندما حملت الاولى كلمات وألحان أغنية «ايام اللولو» لمؤلفها ايلي شويري لتسجيلها في استوديو بودي نعوم، فيما حملتها ايضاً الثانية لتضع صوتها عليها في استوديو آخر. وعندما علمت كل من المطربتين الفخ الذي وقعتا فيه وبعد اجراء الاتصالات اللازمة، اكتشفتا ان ايلي شويري لعب لعبته واعطاها للمطربتين دون علم الواحدة بالاخرى. وبعدما «اكلتا الضرب» ظهرتا في مقابلات تلفزيونية مختلفة تؤكدان فيها ان لكل مطربة لونها وجمهورها، ولأن الاغنية ستحصل النجاح.

اما ايلي شويري فقال يومها انه لم يشأ رفض طلب اي منهما ولذلك اعطاهما الاغنية معاً. ولم تشأ المطربتان ذمّ ايلي شويري او القدح به بل اكتفيا بالقول «سامحه الله».

وكان الموقف نفسه قد عاشته المغنية تانيا عندما ادت اغنية «وعدني» وفوجئت قبيل طرحها في الاسواق بالمطرب الناشئ ايوان يبثها في الاذاعات تحت عنوان «قول انشالله»، وكانت السبب في انطلاقته الفنية.