الكلاسيكية صفة مشتركة جمعت تصاميم الطلاب لفستان العرس في لبنان

إيلي صعب يحضر بعد غياب أسبوعين

TT

بعيدا عن الغرابة والابهار عرضت يوم الجمعة الماضي تصاميم الطلاب، في «مدرسة الموضة 2006»، التي ارتكزت على مهمة تنفيذ فستان العرس، فاتصفت بسمة الكلاسيكية العصرية مع مراعاة عدم المبالغة ان من حيث تفاصيل القصات أو اللون الأبيض الذي لم يتخل عنه المشاركون رغم خروج بعض المصممين العالميين في الفترة الأخيرة عن هذه القاعدة واعتمادهم على ألوان مختلفة أو تطعيم الأبيض بألوان زاهية كالأحمر والزهري...

والكلاسيكية انسحبت أيضا على الأكتاف المكشوفة والطرحة المتدلية على الظهر التي لم يتخل عنها الطلاب ولم تختلف بين تصميم وآخر في معظم الفساتين الا من حيث الطول باستثناء ريان الحصري الذي اعتمد على تلك »الملفوفة« على الرأس فيما استعانت دانيا خان بقماش الدانتيل.

لكن التفاصيل الأخرى هي التي ميزت كل فستان على حدة واختلفت بين تصميم وآخر، انما بشكل عام لم تخرج عن اطار البساطة المرجوة مع المحافظة على الأناقة، ففي حين اتسم فستان العرس «البيج» الذي صممه ريان الحصري بالجرأة مقارنة بتصاميم زملائه واعتبره فيليب سكاف يحرر المرأة في يوم زفافها، لم ترَ مي منسى سببا لتعدد أنواع القماش، فالدمج برأيها لا يناسب فستان العرس.

أما دانيا خان التي ارتأت ابراز العروس بطلة هادئة وأنيقة بفستان يشبه الى حد كبير فستان السهرة، فحاولت كسر البساطة بمنديل من القماش الشفاف انسدل على صدر العارضة، ما لم يعجب مي منسى التي رأته عنصرا اضافيا لا حاجة اليه ساهم في تخفيف قيمة الفستان.

وسلافة التي مزجت في تصميمها بين نوعين من القماش كان لها بصمة خاصة من خلال فستان مؤلف من قطعتين، التنورة ضيقة وطويلة وواسعة عند الأسفل وسترة من القماش نفسه تكشف البطن المغطى بقماش من الدانتيل برز أنوثة راقية وناعمة. ورغم ابداء موريال اعجابها بالفستان لم تر ملاءمة القماش الجامد المستخدم لشخصية العارضة (ريم) المرحة والمليئة بالحياة.

أما الفستان الذي صممه محمد عبد الرحمن، فبدت طلته الأولى الاجمالية كلاسيكية انما امتاز بانسيابية ونعومة فريدة مع خامة القماش اللامع التي تلفت النظر بزخرفات بسيطة، وهذا ما اكدته مي منسى التي كادت تقول قصيدة في الفستان واصفة اياه بالأنيق والمهذب والبعيد عن الفصاحة والادعاء والغرور تلبسه العروس بثقة تامة لانه لا يحتمل اي انتقاد.

وبليغ المشارك الوحيد الذي حافظ على شكل فستان العرس القديم وتصميمه، لا سيما في حجم الجزء السفلي وضخامته أو اتساعه، لاقى معارضة عضو اللجنة فيليب سكاف الذي رأى أن الحجم الكبير يطغى على العروس ويضيعها في الفستان الذي سيخفف بريقها لا سيما في صور العرس التذكارية، ووافقته في ذلك مي منسى التي لوحظ الاصرار على اخذ رأيها بشأن معظم التصاميم واستثناء أعضاء آخرين من لجنة الحكم، اذ برأيها أن العروس التي سترتدي هذا الفستان ستتعثر بالتأكيد أثناء سيرها فيؤثر على جمال مظهرها وتألقها.

أما الفستان الذي كانت الآراء حوله متناقضة بين موريال ومي منسى واستدعى تدخلا من ايلي صعب، الذي حضر بعد غياب أسبوعين، فكان ذلك الذي صممته أيليان، ففي حين رفضت موريال فكرة ارتداء فستان كهذا واعتبرت تصميمه قديما يخرج عن الموضة العصرية لا سيما الشريط الساتان الذي زين به الصدر، عبرت مي منسى عن اعجابها بالفستان معتبرة اياه قصيدة حلوة مشيرة الى ان الساتان اللامع أضفى عليه أنوثة أنيقة. ورأي موريال أخرج ايلي صعب عن صمته، وهو الذي يقتصر دوره على المراقبة والاشراف، منتقدا اياها بشكل غير مباشر وطالبا من الأعضاء بشكل عام ابداء ملاحظاتهم على تصميم الفستان وليس اذا ما كان يناسب شخصيتهم أم لا، ومشددا على ضرورة اعتبار الطلاب هواة وليسوا محترفين وبالتالي تشجيعهم وعدم احباطهم.

ويذكر أن ريان الحصري (من لبنان) ومحمد عبد الرحمن (من مصر) كانا المشاركين اللذين سميا نوميني بناء على الزي الخاص بحفلة راقصة الذي نفذاه في الأسبوع الماضي فشكلت العلامة عندها 50% من المجموع العام، والنصف الثاني من العلامة كان نتيجة امتحان يوم الاثنين حين صمم الطلاب أزياء من فترة الخمسينات ونفذوها في مهلة محددة ب36 ساعة، وبرر الأساتذة تسمية الطالبين الى أن الحصري لم يعتمد على نفسه واستعان بزميله أنطوان فيما افتقد عبد الرحمن الذي سمي للمرة الثانية الى الابتكار. وفي نهاية السهرة أعلنت النتيجة بخروج ريان الحصري بنسبة 39.32 وبقاء عبد الرحمن بـ 60.68%.

وفي ما يتعلق بالعارضات «النوميني»، حصلت كريستال عون (من لبنان) على نسبة 67.62 من تصويت الجمهور ما خولها البقاء في البرنامج وخرجت فاطمة بوشيبة (من تونس) بنسبة 32.38%. وجاء اختيار هاتين المشاركتين بعد جمع علامات البرايم السابق مع العلامة التي وضعت على الامتحان الأسبوعي عندما خضعت المتباريات لجلسة تصوير محترفة حول موضوع «ممثلات من الهند».

أما في السهرة الأخيرة، فكان تقويم عمل العارضات بناء على عرض قدمنه لمجموعة ايلي صعب للملابس الجاهزة لربيع وصيف 2006 معتمدا فيها حصريا على اللون الأحمر ومرتكزا على خطوط راقية لفساتين حملت التجدد والاشراق والبساطة بأنواع قماش محددة مزينة بزخارف ناعمة وخفيفة، اضافة الى الحقائب والأحذية الحمراء.

وتقييم ايلي صعب لأداء هؤلاء العارضات كان مشجعا، اذ لاحظ تحسنا كبيرا سيساهم في النهاية بتحديد الطريق التي ستسلكها كل فتاة وتصنيفها بين التصوير الفوتوغرافي أو الاعلانات أو عرض الأزياء.

أما ملاحظات أعضاء لجنة الحكم بشكل عام فكانت إيجابية باستثناء يوسف سباهي الذي نصح العارضة فاتن بالمحاولة قدر الامكان التحكم في مشاعرها كي لا تعكس ملامح وجهها ما في داخلها لا سيما اذا كانت متضايقة، وهذا ما كررته أماندا عندما أبدت رأيها في العارضة كلثوم، فيما علق فيليب سكاف أنه من الصعب ملاحظة التحسن في أداء العارضات بشكل كبير بين حلقة وأخرى، لأن الأمر يحتاج الى وقت أطول.

وتخلل السهرة ريبورتاجات متعددة تتضمن النشاطات والأعمال التي قام بها الطلاب خلال أسبوع كامل، وحل ضيفا محببا الفنان وائل كفوري الذي أدى ثلاث أغنيات من ألبومه الأخير فأضفى أجواء مميزة مع فرقته الموسيقية المؤلفة فقط من الجنس اللطيف، مع الاشارة الى أن كفوري كان قد أمن حصانة للمشاركين اللبنانيين في فئة تصميم الأزياء أنطوان القارح وايليان زيادة بعد اختياره تصميميهما، علما أن هذه التجربة كانت الأولى من نوعها لهما في تصميم ملابس رجالية وتنفيذها.