الفيلم الأميركي «شفرة دافينشي» يفتتح المهرجان .. ومشاركة بفيلمين عربيين

نظرة سريعة على أهم الأفلام المشاركة في مهرجان كان السينمائي في دورته الحالية

TT

تشهد مدينة «كان» الفرنسية ـ الواقعة على ضفاف البحر المتوسط ـ يوم الأربعاء القادم 17 من شهر مايو (ايار) افتتاح مهرجانها وكرنفالها السينمائي الدولي، الأكبر والأضخم على المستوى العالمي. مهرجان «كان» الذي هو احد أهم الملتقيات السينمائية منذ أكثر من 80 عاما، حيث يلتقي في هذه المدينة الساحلية الصغيرة وتحت سقف قصر مهرجاناتها وطوال أيامه العشرة ما يفوق على 30 ألفا من رواد السينما وصناعها والنقاد والصحافيين.

وسيكون فيلم الافتتاح من نصيب الفيلم الأميركي «شفرة دافينشي» THE DA VINCI CODE للمخرج الأميركي رون هاورد وبطولة توم هانكس والذي أثار ـ كما هي الرواية الشهيرة التي تم اقتباسه منها ـ في الفترة الماضية العديد من الجدل لتعرضه المباشر واللاذع للكنيسة الكاثوليكية الإيطالية. وسيتزامن عرضه في المهرجان مع عروضه الأولى عالميا في صالات السينما التجارية. وعلى الرغم من أن عراقة المهرجان التي قد تستوجب منه البقاء على نمطية ثابتة نسبيا، إلا انه يشهد سنة بعد سنة بعض التغييرات النوعية أو حتى الشكلية والتي تتواكب والتطور السينمائي المطرد في السنوات القليلة الماضية والسباق المحموم لاستحداث طرائق جديدة لصنع سينما ذات تقنية متقدمة وذات ميزانيات محدودة، وهو الذي جعل من الأفلام المتقدمة إلى المسابقة تزداد كل سنة بحسب ما تذكره مديرة المهرجان كاثرين ديمير والتي خلفت ثيري فيرماكس في إدارته. ومن الملاحظ، عند النظرة الأولى لبرنامج المهرجان في دورته الحالية، خلوه من أي تغييرات شكلية أو استحداث لبرامج جديدة كما أصبح معتادا في الدورات القليلة الماضية، وكذلك الحال بالنسبة لعدد الأفلام المشاركة والتي تم اختيارها ضمن العروض الرسمية، مما يلفت الانتباه إلى رغبة إدارة المهرجان ممثلة برئيسه جيل جاكوب في التركيز على النوعية والمضمون في ظل التظاهرات العديدة التي استحدثت وبشكل متسارع. ولأجل ذلك سيعرض المهرجان حوالي 55 فيلما من أكثر من 30 دولة، 20 فيلما منها ستدخل المسابقة الرسمية. وسنلقى نظره سريعة على أهم الأفلام المشاركة في المهرجان في دورته الحالية بكافة تظاهراتها وفروعها. على العكس من الدورة السابقة التي كان لرواد السينما الحضور الأكبر في المسابقة الرسمية، فإن اختيارات الدورة الحالية تبدو متوازنة معطية بذلك فرصة اكبر للجيل الشاب والصاعد. ويأتي الإسباني بيدرو الموديفار كأحد أهم الأسماء المشاركة في المسابقة الرسمية وذلك في فيلم «VOLVER»، فبعد أفلامه الأخيرة الثلاثة ذات النظرة السوداوية وذات النزعة المليودرامية، يعود الموديفار مجددا إلى منطقته، التي غادرها منذ ما يقرب العشر سنوات حيث الكوميديا السوداء وخفيفة الظل في هذا الفيلم، وقد لقي ثناء واسعا عند عرضه في صالات السينما الإسبانية وقد كانت آخر مشاركة للمخرج الشهير في المسابقة الرسمية عام 99 وذلك عن فيلمه «All About My Mother» «كل شيء عن أمي» الحائز جائزة أفضل مخرج في المهرجان كما حاز اوسكار أفضل فيلم أجنبي في تلك السنة. تدور أحداث VOLVER حول مورا التي تعود إلى بلدتها الأم بعد موتها وذلك لإصلاح أمور لم يكن باستطاعتها إصلاحها في حياتها. كما يشارك المخرج والممثل الإيطالي الشهير ناني موريتي بفيلم The Caiman«التمساح» حيث السياسة والإعلام ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني. وهذا الفيلم الكوميدي الطابع يتحدث عن الأحداث والصعوبات التي صاحبت محاوله المخرج الإيطالي المغمور بورنو بونومو لإخراج فلم ينتقد بشكل أساسي الرئيس برلسكوني السياسي الثري وإمبراطور الإعلام الإيطالي. أخر أفلام مورتي المشاركة في «كان» فيلم The Son"s Room «غرفة الابن» عام 2001 الذي نال عنه جائزته الكبرى. وضمن الأسماء السينمائية الرائدة والمشاركة في هذه الدورة المخرج الفنلندي اكي كوريسماكي الذي أثار عدم فوزه بسعفة «كان» واكتفاؤه بجائزة لجنة التحكيم عام 2002 عن فيلمه الرائع The Man Without a Past «رجل بلا ماض» الكثير من الجدل حول أحقيته والمفاضلة بينه وبين فيلم The Pianist «عازف البيانو» للمخرج رومان بولانسكي. يشارك اكي هذه السنة بفيلم Lights of the Suburb «أضواء الضاحية» الذي يكمل ما ابتدأه في ثلاثيته حول الكساد الفنلندي حول الوحدة والخيانة والتضحية. المخرج الإنجليزي كينيث لاوتش الذي لا يزال بعد تجازه السبعين من عمره يواصل عطاءاته وانجازاته السينمائية المتلاحقة، وهو يشارك في المسابقة الكبرى عن فلم الحرب The Wind That Shakes the Barley «الريح التي حركت أغصان الشعير» الذي يلقى الضوء حول ايرلندا في عشرينات القرن الماضي. وفي المقابل فهناك العديد من الأسماء الجديدة والشابة التي تدخل المسابقة لأول مرة أبرزها المخرجة الأميركية سوفيا كوبولا ابنة المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، والتي قدمت في السنوات الماضية عددا من التجارب الناجحة التي حازت على إعجاب نقدي واسع أخرها في فيلمها الشهيرLost in Translation «ضائع في الترجمة»، وهي تشارك لأول مرة في «كان» عن فلمها Marie-Antoinette الذي يعتمد على سيرة ذاتية لماري انطوانيت الأميرة النمساوية وملكة فرنسا التي أثارت حياتها الكثير من الشبهات والشكوك. كما سيشارك مواطنها الأميركي ريتشارد كيلي بفيلم Southland Tales الذي يعد اصغر المخرجين المشاركين في مسابقة هذا العام. المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر الذي سبق ان اخرج عددا من الأفلام الناجحة أهما فيلما Before Sunrise «قبل شروق الشمس» وBefore Sunset «قبل مغيب الشمس» يستعرض في فيلمه Fast Food Nation «امة الوجبات السريعة» نمط الوجبات السريعة وذات القيم الغذائية المنخفضة وتأثيراتها التي لا تقتصر فقط على العواقب الصحية وإنما الاجتماعية والقومية كذلك. من الشرق الأقصى تشارك الصين بفلم Summer Palace «قصر الصيف» للمخرج الصيني لي يو الذي يسلط الضوء على بعض المحرمات الاجتماعية من خلال فتاة تغادر بلدتها لإكمال دراستها الجامعية لتنكشف لديها بعض الرغبات والممارسات التي تداعب مخيلتها ولم يتسن لها ممارستها قبل ذلك. أما بخصوص المشاركة العربية فقد تم اختيار الفيلمين التونسيين «الخشخاش» للمخرجة التونسية سلمى بكار و«خرمة» للجيلاني السعدي ضمن الاختيارات الرسمية وستعرض في برنامج «سينما كل العالم». يرأس لجنة التحكيم لأفلام المسابقة الرئيسية هذا العام المخرج الصيني الشهير ونغ كار واي الحائز جائزة أفضل مخرج عن فلم Happy Together «سعداء معا» كما شارك لاحقا بفيلميه الشهيرين In the Mood for Love «في حالة حب» و«2046»، ويشاركه اللجنة مواطنته النجمة الصينية زانغ زيي التي اشتهرت العام الفائت عن فيلم Memoirs of a Geisha «مذكرات الجيشا» والتي ترشحت عنه لجائزة أفضل ممثلة ضمن جوائز الجولدن جلوب. كما سيشارك ضمن اللجنة المخرج الفلسطيني اليا سليمان الذي نال جائزة لجنة التحكيم عام 2002 عن فلمه «يد الهية». ويختتم المهرجان فعالياته بعرض فيلم مخرجي أفلام الحركة والإثارة الأخوين الصينيين بانق Gwai wik وذلك يوم 28 من شهر مايو بحضور العديد من نجوم السينما العالمية من أمثال توم هانكس وجين دايفس وبينيلوب كروز ونيك نولتي وغيرهم من النجوم الذين اعتاد المهرجان حضورهم كل سنة.