ما هو جديد توم كروز المستحيل؟ Mission: Impossible III

TT

على مدى 10 سنوات، ومسلسل المهمة المستحيلة السينمائي أصبح بشكل رسمي صاحب أكثر ثلاثة أفلام الصيف توسطاً في المستوى. ففي الجزء الأول عام 1996 المخرج براين دي بالما بقي وفياً لخصال المسلسل التلفزيوني، لكن الحبكة المعقدة أزعجت الكثير من الجمهور. ثم استدعي المخرج جون وو وهو أستاذ التفجير من هونغ كونغ كي يصنع الجزء الثاني عام 2000، الذي لم يملك أي قصة بل الكثير من العرض البطيء والألعاب الهوائية المضحكة. ثم بعد ستة أعوام يصدر الجزء الثالث من إخراج جي. جي. ابرامز، صاحب اخراج تلفزيوني حركي مشوق لامع بمشاريع مثل Lost وAlias. على الرغم من أن مشاريعه تعتبر من القلة التي تحافظ على رونقها، المؤسف أن إخراجه السينمائي الطويل الأول بعيد قليلاً عن منطق أعماله التلفزيونية (وإن كان أفضل منها تقنياً وبصرياً) وقريب مما قدمته من قبل مسلسلات ناجحة مثل مسلسل 24 .

إيثان هانت (توم كروز) محطم، يتوسل من أجل حياة زوجته. يعد بأي شيء. وفعل كل شيء. أوين ديفيان (فيليب سيمور هوفمان) ينظر في عينيه مباشرةً، يوجه مسدسا الى وجه زوجته بدون اكتراث. هذه اللحظات هي أفضل ما يضيفه جي. جي. ابرامز على المهمة المستحيلة التي تعد بتجربة أكثر قسوة. هذه المهمة الجديدة ترينا العميل ايثان هانت شبه متقاعد وعلى مشارف الزواج. ترك عمله الجاسوسي البطولي وتسلم وظيفة تدريبية، في حين أن زوجته تعتقد أنه يدرس نماذج المرور. وفي يوم ما يستقبل رسالة تدمر ذاتياً كحال الرسائل السابقة التي رأيناها في الجزءين السابقين تعيده إلى أيام خدمته. مع صديقه القديم لوثير (فينغ رايمز)، يجمع طاقما جديدا، ويخرج بحثاً عن هدفه: تاجر أسلحة شرير اسمه ديفيان قام باختطاف احد العملاء العميلة (كيري راسل) في برلين أثناء قيامها بالتحقيق عنه وهو يحاول بيع سلاح مدمر جديد يدعى «قدم الأرنب». (المهمة: المستحيلة 3) يقدم عدة أمور بشكل صحيح، لكن كذلك عدة أمور بشكل خاطئ. للبدء بالأمور الإيجابية، من الصعب تخيل شخصية شريرة مقدمة بشكل أفضل أو أبرع من الذي يقدمها الرائع دوماً فيليب سيمور هوفمان، الحاصل للتو على جائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم (كابوتي). شخصية أوين ديفيان ليست عبارة عن حبر على الورق أو مخبول صاحب فم كبير بدون فعل. إنه جاد حتى الموت، وحشي دموي لا يوجد عنده ندم قتل شخصا بريئا. صحيح أن ديفيان ربما لا يصل إلى مستوى أهم الأشخاص الشريرين المعاصرين، إلا انه أبرع بمراحل مما نراه عادةً في هذا النوع من الإثارة. كما أن المخرج حاول ادراج فاعلية أكبر للفريق الذي يعمل مع إيثان هانت مما يجعله أكثر شمولية من سابقيه. بالإضافة إلى أن كتاب السيناريو قاموا بتطوير ملامح شخصية إيثان هانت وعالمه الخاص. الجانب المحبط أن محاولة تطوير الشخصيات تبوء بالفشل. تزويد إيثان بخطيبة (تصبح زوجته مع مضي الأحداث) من المفترض أن يعطيه جانبا عاطفيا أكبر، لكنه لا ينجح. بشكل أساسي لأن المشاهد بن كروز وخطيبته جوليا (ميشيل موناغان) مملة. لا تحصل لنا فرصة التعرف على جوليا، وهذه الرومانسية بينهما تبقى باردة. الموضوع ليس قلة تفاهم وانسجام بقدر ما أن الشخصيتين لم تشتركا معاً بمشاهد كفاية كي يصبح هناك تفاعل ذو مغزى. من الصعب تكوين علاقات انسانية عندما لا يرغب صانع الفيلم بتخفيف حدة الإثارة حتى ولو للحظة. لكن 90% من الجمهور الذي سيدخل لمشاهدة هذا الفيلم لن يكترث لهذا، الجميع يريد أن يشاهد ما هو جديد توم كروز المستحيل. الجيد أن الفيلم لا يفتقد للحماسة والتفجيرات المبهرة (عليك تخيل ميزانيته) التي تمتاز بها هذه السلسلة. المشكلة الأكبر هو أنك لن تشاهد البطل إيثان هانت، توم كروز يفشل بالظهور كإنسان، بل يبدو كصورة بطل خارقة ويلعب دور نفسه وهو يجري من الفاتيكان إلى شانغهاي بعضلاته المناسبة وتكشيرته الشهيرة. لقد بات أكثر صعوبة مع كل فيلم يصدره أن تفصل ما بين شخصيته العامة وبين الشخصية التي يجسدها في الفيلم (وهذا شيء سيىء للممثل). ولهذا، لن تتفاجأ عندما تشاهد هوفمان يسرق كل الأضواء وينقذ الفيلم من السقوط، بهذا الأداء الملتوي، الدقيق، الشيطاني المبهر.