بوسيدون: كارثة.. وكفاح من أجل البقاء بصورة سطحية

وولفغانغ بيتيرسون مخرج أفلام الكوارث.. يقدم فيلما باهتا هذه المرة

TT

«ليس هناك عدل حول من يعيش أو يموت». هذا هو التفسير الوحيد الذي يستطيع روبيرت رمزي تقديمه إلى مجموعة فرقته التي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في فيلم وولفغانغ بيتيرسون «بوسيدون» Poseidon، الذي يعتبر إعادة تصوير لنسخة السبعينات من نفس القصة. مهما كانت التعزية التي ستأخذها المجموعة من كلمات روبيرت، فالجمهور لن يهتم كثيرا وهو يراقب هذا الطاقم الذي لم يتم التعرف عليه جيدا وهو يحاول الهرب من الغرق إلى قعر المحيط. وبعض النظر عمن سينجو منهم في النهاية، من غير العدل أن نشاهد موضوعا مؤلما مثل كفاح البقاء يتحول لعرض سطحي مثير باهظ التكلفة لكن رخيص المضمون حتى إن كان مصنوعا بحرفية عالية. الفيلم يفتتح بشيء يعد أفضل ما يحمله من جديد ومبتكر: المؤثرات البصرية. تمعن في اللحظات الأولى للقصة لأنك لن ترى هذه السفينة المبهرة بنفس هذا الجمال بعد ذلك. الطاقم والمسافرون على استعداد لبدء السنة الجديدة بعدد من الاحتفالات، من دون أن يعلموا أنهم على وشك مواجهة حدث بحري نادر معروف باسم «الموجة الخطرة»، وهي تقترب لإنهاء حفلاتهم، وربما حياتهم.

بعد هجوم الموجة التي يزيد علوها عن 150 قدما، تنقلب السفينة ويعم الهلع، ويصبح على الباقين مهمة أن يهربوا من السفينة قبل أن تغرق بالكامل. هذه المجموعة من الناجين، تشمل المقامر المحترف ديلن جونز (جوش لوكاس)، رجل الإطفاء السابق ورئيس بلدية نيويورك السابق، كذلك روبيرت رمزي (كيرت راسيل)، الأم ماجي جيمس (لوسيندا باريت)، وابنها كونر (جيمي بينيت)، ابنة رمزي جينفر (إيمي روسوم)، خطيبها كريستيان (مايك فوغل)، رجل أعمال محبط اسمه ريتشارد نلسون (ريتشارد درايفوس)، ومسافرة هاربة تدعى إلينا (مايا مايسترو). مع تركها لأمان صالة الرقص الكبيرة، حيث أغلب الناجين مكومون وراء الحواجز ينتظرون الإنقاذ، تواجه هذه المجموعة النار، والماء، وأخطارا أخرى ستعطل رحلتها في النجاة وتحدد مصيرها إلى الأبد. عندما تفكر في أفلام الكوارث، هناك اثنتان من سمات الإنتاج يتم تفحصهما بعناية. أولا: كم كانت هذه الكارثة مدهشة؟ ثانيا: كم عدد المفاجآت في عدد الجثث، وهل مشاهد الحركة المؤدية إلى الموت مقنعة ومثيرة؟ على الرغم أن الفيلم لا يحصل على درجات متفوقة عن كل سؤال، إلا أنه يقدم عملا محترما مسليا في المنطقتين. البعض من الضحايا والناجين واضحون من البداية، لكن هناك اثنان أو ثلاثة ليسوا كذلك. أهم لحظة للمؤثرات البصرية تقع عندما تحجب الموجة الضخمة القمر والسماء قبل أن تصطدم بالسفينة، تميلها قليلا قبل أن تقلبها كليا. لقد شاهدنا من قبل مناظر كارثة أكثر إقناعا من قبل، لكن هذه جيدة بما فيه الكفاية كي تكون مدهشة وحقيقية. الأمر المؤسف أن المؤثرات البصرية هي الشيء الوحيد الجديد في الفيلم. بالطبع المخرج وولفغانغ بيتيرسون ليس غريبا على الكوارث والمصاعب والبحار، وهو الذي صنع رائعة عام 1981 (المركب)، وأيضاً (العاصفة المثالية) عام 2000. تلك الأفلام حظيت على سيناريو وحوار وشخصيات ملموسة، وليس مجرد مياه جارفة وصياح جاف، (السيناريو هنا من توقيع مارك بروتوسفيتش صاحب فيلم «الخلية» الأكثر جودة مع جينفر لوبيز). أين المتعة في مشاهدة شخصيات لا تعرفها يجرفها التيار بلا رحمة؟ نعم هناك إنسانية عامة وطبيعية في كل مشهد، لكن الممثلين لا يملكون أدوارا ذات أبعاد تخدم كل هذا الزخم والأمواج من المؤثرات والعقبات التي يتقنها الفيلم. راجع أفلام المخرج السابقة التي كانت تميزه عن أفلام هوليوود الصيفية الحالية وستعلم ما هو العمق الذي برع به من قبل.