«قراصنة الكاريبي».. مغامرة جديدة لا تختلف في جوهرها عن القديمة

TT

إذا عدنا إلى عام 2003، عندما صدر الجزء الأول من مسلسل قراصنة الكاريبي، لم يكن خبراء صناعة السينما في الولايات المتحدة الأميركية أو حتى معظم النقاد يتوقع من الفيلم أن يفعل شيئا على شباك التذاكر أو حتى بالكاد ينجح ويخرج بميزانيته. مع وجود قصته كلعبة في مدينة ديزني، كونه نوعا من الأفلام التي احتضرت ولم تبصر أي نجاح لها منذ عقود، وكذلك عدم وجود نجم حركة ذي شعبية على شباك التذاكر، فإن كل توقعاتهم كانت منطقية ومحسوبة بدقة. إلا أن أداء مرح غريب الأطوار وساحر للجماهير من ممثل ماهر يدعى جوني ديب بدور القرصان المتهور المتطفل خفيف الدم جاك سبارو حول الموضوع إلى شيء آخر أكثر أهمية وأكثر مفاجأة. أيضاً، الإنتاج كان ضخما مع مشاهد حركة ومغامرة وفيرة، ووجود ممثلين وسيمين صاعدين مثل أورلاندو بلوم وكيرا نايتلي، وخبير حائز على جائزة الأوسكار مثل جيفري راش لن يضر. المحصلة كانت 300 مليون دولار! مخرج العمل هو غور فيربينكسي، صاحب فكاهة وكوميديا ساخرة بأفلام مثل (صيد فأر والمكسيكي ورجل الطقس)، يعود بالجزء الثاني بميزانية أكبر وبثقة أكثر، لكنه للأسف يكرر نفس المشاكل. السرد وبناء يعد مشكلة كبيرة في هذه السلسلة، وجزء (صندوق الرجل الميت) هو دليل جديد عليها. خلال 155 دقيقة يحكيها الفيلم، تطلب الأمر حوالي 60 منها كي يدخل في الموضوع والحبكة الفعلية له، الوقت الذي يأخذه المخرج يجعل من القصة تبدو أعقد من مما هي عليه وبالتالي المشاهد يفقد الحماس الذي يكون مشحون به عند البداية. الفيلم أولاً وآخراً هو فيلم مهمة بسيطة: اعثر على المفتاح وصندوق رجل الميت، واستخدم الأول لتفتح الثاني. بالطبع، هناك جهات عدة تريد ما يوجد في هذا الصندوق، وبهذا يبدأ الصراع. في اللحظة التي تتطور الأمور وتبلغ الذروة، الفيلم يقدم كل ما جعل الجزء الأول ذا شعبية كبيرة، لكن الشعور أن الفيلم أطول من اللازم بالتأكيد لن يفارقك. تقريباً كل الشخصيات المفضلة وغير المفضلة عند الجميع عادت. ويل تيرنر (أورلاندو بلوم) وإيلازبيث سوان (كيرا نايتلي) على وشك أن يتزوجا عندما يتم اعتقالهما بتهم تحريض الكابتن سيئ السمعة جاك سبارو (جوني ديب) على الهرب. (تفاصيل أكثر تجدها في الجزء الأول). اللورد كاتير بيكيت (توم هولاندر)، الرجل المسؤول عن المفاوضات لا يريد أن يرى ويل وإيلازبيث ميتين، يريد إبرام صفقة، إذا وافقوا على مساعدته سيعمل على تفاديهم عقوبة حبل المشنقة. كل الذي عليهم فعله هو العثور على مكان جاك ودفعه لإعطائهم البوصلة السحرية. يذهب ويل أولاً، يعثر على جاك، ينتهي به الأمر مقبوضاً من مجموعة أكلة لحوم يقدسون هذا الكابتن الطيب وكأنه إلههم، ومن ثم يهرب مع جاك ومجموعة أخرى إلى اللؤلؤة السوداء. جاك يبحث حالياً عن مفتاح غامض وصندوق حتى أكثر غموضاً، لكنه ليس الوحيد الذي يبحث عنه. دايفي جونز (بيل نايه)، عبارة عن مخلوق نصف بشري ونصف سمك صبار أيضاً يريد هذا الصندوق، وإن كان لأسباب مختلفة. العثور على الصندوق يصبح مثل السباق، بينما ويل عالق في المنتصف، إيلازبيث تحرر نفسها من مخالب اللورد بيكيت بهدف إنقاذ ويل، تكتشف في طريقها مرعوبة أنها قد تكون منجذبة عاطفياً أكثر إلى القرصان جاك المخادع من خطيبها الوسيم اللطيف النبيل. بشكل أساسي، هذا الجزء يعطينا فرصة للانضمام بأصدقاء قدامى تحت عنوان مغامرة لا تختلف في جوهرها عن القديمة. العديد من نفس العناصر موجودة هنا ـ سفن الأشباح، كنز مخفي، الموتى الأحياء، وهذا كله متوقع وصحيح لأنه جزء مما يجب استنباطه من أجواء «قراصنة الكاريبي» التي أصبحت معروفة للجمهور الوفي. البداية البطيئة غير المنسقة تعوضها الساعة الثانية المثيرة، والمشهد الأخير يعد بأشياء عظيمة أكثر في الجزء الثالث العام المقبل.