«رابطة حان وقتها»

TT

في الاسبوع الماضي قدمت قناة الاخبارية عبر برنامجها المميز «آفاق ثقافية» حلقة استثنائية وجديدة في طرحها على مستوى العرض التلفزيوني حيث تم استضافة ثلاثة من الشباب السعوديين المهتمين بالسينما كتابة واخراجا قدموا انفسهم وسط حضور جميل وتعبير واثق يعطي انطباعا رائعا عن مثل هؤلاء الشباب الشغوفين بالسينما خلافا لما قد يكون قد ترسخ في الاذهان عن «السينما عامة وأصحابها». ومن البداية فان تخصيص هذه الحلقة في «آفاق ثقافية» والتي امتدت على غير عادة البرنامج هو تعبير ضمني جميل لاعتبار السينما تشكل نوعا من النسيج الثقافي وفي النهاية هي خطوة جيدة من قناة الاخبارية تمثل امتدادا لخطوات سابقة تبنت فيها القناة لفت الانتباه الى جميع الانشطة الفنية في المجتمع بنوع من الحيادية والانصاف.

وما أثار الانتباه بشكل اكبر في تلك الحلقة هو ذلك السؤال الذكي من المقدم المتألق ياسر العمرو حينما قال متسائلا بعد حديث طويل مع الضيوف عن التجارب السينمائية السعودية الجديدة والاهتمام الشبابي المتزايد (ألم يحن الوقت لوجود رابطة سينمائية سعودية؟).

وربما مثل هذا السؤال بحد ذاته مناسب لحلقة اخرى للبحث عن مفهوم هذه الرابطة ومدى امكانيتها وقانونيتها والطريق الأفضل لانشائها ثم دورها الذي يمكن ان تضطلع به. وبعد الحلقة بأيام أتيحت لي الفرصة عبر أحد الاصدقاء للحصول على مذكرة كتبها وأعدها الاستاذ المنتج والمخرج صالح الفوزان بشكل موسع مستعينا بخبرته في هذا المجال وبحثه في مختلف الدول العريقة في السينما وأنديتها للوصول الى تصور كامل حول «جمعية سينمائية سعودية» من أجل تقديمها للمعنيين بهذا الأمر على أمل ان يتحقق هذا الحلم الذي ينتظره الكثير من الشباب السعودي المهتم.

والحقيقة انني لا ابالغ حينما اقول ان انشاء مثل هذه الجمعية أجدى بكثير حتى من وجود صالات عرض سينمائية ـ بالرغم من عدم تعارضهما ـ اذا ما كنا نهدف حقيقة لتكوين صناعة سينمائية ناشئة وبالتأكيد هو أقل جلبة وأخف صخبا من قضية صالات العرض التي ستواجه الكثير من الاعتراض والتحفظ بغض النظر عن تفاوت الدور ما بين صالات العرض ومثل هذه الجمعيات. واذا ما عدت مرة اخرى لسؤال الاستاذ المقدم فسأقول انه بالفعل هذا هو الوقت المناسب!