أحمد زكي رفض معاملته كمريض في فيلم «حليم»

السوري جمال سليمان دعا المصريين للاستفادة من المغرب

TT

دعا الممثل السوري جمال سليمان المصريين الى الاستفادة من تجربة المغرب، الذي فتح قصوره واماكنه التاريخية في وجه المخرجين العرب والاجانب لتصوير اعمالهم السينمائية والتلفزيونية، وقدم لهم تسهيلات كبيرة جدا باهتمام من اعلى المرجعيات السياسية في البلاد، وهي تجربة وصفها بانها «مفيدة جدا»، خلافا لما يجري في مصر، حيث تحول التعقيدات البيروقراطية دون تحقيق غاية المنتجين والمخرجين العرب.

وتجنب سليمان خلال مؤتمر صحافي عقد في الرباط بمناسبة مشاركته عضوا في لجنة تحكيم «المهرجان الدولي لسينما المؤلف»، الحديث بشكل مباشر عن «تفوق» الدراما السورية على نظيرتها المصرية.

واوضح سليمان ان الدراما السورية حققت مكانة عند الجمهور العربي لسببين الأول سلبي جدا، والثاني ايجابي، اما الامر السلبي فهو غياب صناعة سينمائية في سورية، لذلك فان افضل الخبرات السينمائية تعمل حاليا في التلفزيون، فما يقدم في الدراما التلفزيونية تعبير عن حلم السينمائيين، فالمسلسل التلفزيوني السوري يصور بكاميرا واحدة على طريقة السينما، فكل لقطة فيه هي وحدة فنية بحد ذاتها تأخذ حقها من الاضاءة والصوت وزوايا التصوير، والممثل يجب ان يتقن عمله سواء اكان في السينما او في التلفزيون، ولبلوغ هذه النتائج قدم الممثلون السوريون كما قال، تضحيات كبيرة على مستوى الاجور، وعلى حساب حياتهم الشخصية.

اما السبب الايجابي، فهو عدم توفر استوديوهات للتصوير في سورية، الامر الذي دفع المخرجين الى الخروج للتصوير في البيوت الدمشقية والفضاءات الخارجية، فحصلوا على نتائج ايجابية.

واضاف سليمان ان في مصر كتاب ومخرجون وممثلون كبار، لكن عليهم تغيير طريقة العمل، والابتعاد عن التصوير بثلاث كاميرات، و«سيربحون على المستوى التقني والفني الكثير، ويعبرون عن مواهبهم الحقيقية بشكل جيد».

وقال سليمان ان السينما المصرية عاشت عصرا ذهبيا، وقدمت مخرجين وممثلين كبار، «وأثرت في وعينا ووجداننا وضميرنا»، لكنها اذا كانت قد عرفت تراجعا في فترة من الفترات، فهي الان تعود لتنهض من جديد، و«انا اغير من هذه النهضة غير الموجودة لا في المغرب ولا في سورية، ولا في الخليج العربي».

واوضح سليمان ان المنافسة بين الدراما التلفزيونية العربية كان لها تأثير ايجابي جدا، والجميع في مصر يطالبون حاليا بتغيير سياسة الانتاج، واصدرت الصحافة المصرية احكاما قاسية احيانا على الانتاج المصري كما قال، مشيرا الى ظهور بوادر التغيير، فمسلسل «حدائق الشيطان» الذي يلعب فيه جمال سليمان دور رجل صعيدي من مصر، وسيعرض خلال رمضان المقبل، صورت اكثر من 40 في المائة من مشاهده خارجيا للخروج من اجواء الاستوديوهات. وحول الهدف من تركيز الدراما السورية على الاعمال التاريخية، قال سليمان ان تطرق الدراما السورية للحقب التاريخية، لم يكن الغرض منه ابراز امجاد العرب كما هو شائع، عملا بالحديث النبوي الشريف «اذكروا محاسن موتاكم»، بل تعلم الدروس من الماضي، فالعرب برأيه، ما زالوا يعيشون نفس الصراعات الدائرة حول الشرعية السياسية والدينية.

ولا يتعدى رصيد النجم السوري من الاعمال السينمائية ثلاثة افلام، اخرها فيلم «حليم» الذي مثل فيه دور صحافي مع الراحل احمد زكي، وتجنب سليمان تقديم وجهة نظر نقدية حول الفيلم، وقال جوابا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، ان فيلم «حليم» يمثل بالنسبة اليه تجربة خاصة، حيث تلقى عرض المشاركة فيه من المنتج عماد الدين اديب، ثم من المخرج شريف عرفة، وقال انه كان على علم بالظروف الصحية للممثل احمد زكي، لذلك لم «اتردد في المساهمة في تحقيق حلم زميل احبه واحترمه »، موضحا ان جوا خاصا كان يسيطر على التصوير بسبب احمد زكي، الذي كان يصارع مرضا قد ينتصر عليه وقد ينهار في أي لحظة، لكن زكي كان يرفض مطلقا ان يتم التعامل معه على اساس انه مريض.

واشاد سليمان بمستوى الافلام التي شاركت في مسابقة مهرجان الرباط لسينما المؤلف، لانها عكست اهتماما بالشأن السياسي والاجتماعي، ونالت اهتمام الجمهور المغربي ايضا بالرغم من انها ليست على «النسق المشوق» الذي اعتاده الجمهور السينمائي.