«إم بي سي» تنتج «كرتون طاش».. وأربعة مسلسلات أخرى من «دبي» الفضائية

الأعمال الكرتونية تهدد عرش المسلسلات التلفزيونية

TT

يعتزم مركز تلفزيون الشرق الأوسط «ام بي سي» بالتعاون مع شركة عيون الإعلام العالمي، انتاج مسلسل كرتوني جديد باسم «كرتون طاش»، مستوحى من البرنامج الرمضاني السعودي الشهير «طاش ما طاش».

وأبلغ «الشرق الأوسط» زاهر ريدان مدير شركة عيون الإعلام العالمية، الشركة المنفذة للمسلسل الكرتوني «يوميات مناحي» بالتعاون مع شركة آرا للإنتاج الفني وايماري تونز، أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «يوميات مناحي» عجل بانتاج رسوم متحركة مستوحاة من أعمال درامية، كما هو الحال في سلسلة «طاش ما طاش»، التي سيستوحى منها «كرتون طاش».

وأوضح ريدان أن «العمل سيكون من ثلاثين حلقة، كل حلقة مدتها 15 دقيقة، وقد بدأ العمل بهذا المسلسل منذ نحو شهر، وسوف يتم انجازه في صيف عام 2007». مبينا أن العمل سيقدم في أغلب حلقاته معالجات بناءة تناسب الاطفال وتعكس طبيعة البيئة العربية والشرقية بما فيما من عادات وتقاليد وقيم أصيلة مقدمة بذلك بديلا صحيحا للمسلسلات المدبلجة والتي تحمل بين طياتها تفاصيل بعيدة عن المحيط الاجتماعي للمجتمع العربي.

وكانت الفضائيات العربية هذا العام قد شهدت في رمضان المبارك تنافسا محموما على عرض مختلف الأعمال الدرامية الحصرية لكل فضائية على حدة، غير أن اللافت هذا العام هو بروز أعمال درامية كرتونية موجهة إلى جميع أفراد العائلة وليس الصغار كما هو السائد دوما، وهو ما طرح تساؤلات عن التحول الذي بدأ يظهر في إنتاج هذه القنوات الفضائية بإنتاج مسلسلات كارتونية بدلا من المسلسلات العادية.

وكان من أبرز الأعمال الدرامية الكرتونية تلك التي أطلت على شاشة «ام بي سي»، حيث أقدمت على طرح عمل كرتوني جديد هو «يوميات مناحي» كأول مسلسل سعودي كرتوني للكبار، تصدر بطولته الفنان فايز المالكي، وشاركته العمل الفنانة شكران مرتجى ومجموعة من الفنانين السعوديين والعرب. وكتب قصته الكاتب المعروف مازن طه، ولحن موسيقاه الفنان يحيى عبد الوهاب.

وتدور أحداث المسلسل المكون من 20 حلقة، مدة كل حلقة 10 دقائق حول نظرة الغرب للشعب العربي وأحكامه المسبقة التي يلقيها على أفراده، وكيفية معالجة «مناحي» لهذه المواقف بطريقته الفريدة والفكاهية التي تنم عن شخصيته البسيطة والطيبة.

ويتميز هذا العمل الكوميدي بأنه الأول من نوعه على عدة أصعدة، فهو أول مسلسل عربي كرتوني سعودي، كما انه الأول من حيث الطرح وطريقة التعاطي مع هذه المواضيع الحساسة التي قد تصادف أي واحد منا.

وقد لقي «يوميات مناحي» في بادئ الأمر بعض ردود الأفعال المعارضة إلا أنه وبعد عرض المسلسل كما أوضح زاهر ريدان «سرعان ما تبددت ردود الفعل تلك ليصبح هؤلاء المعارضون أكثر المهتمين بالمسلسل». ويقول «في الحقيقة ما يثلج القلب أن المشاهدة في الدول العربية مرتفعة جدا على الرغم من أن توقعاتنا كانت أن يتفاعل مع المسلسل الجمهور السعودي بشكل خاص، لكن الكثيرين فيما بعد طالبوا بزيادة مدة الحلقة وخاصة الفئات العمرية من 8 سنوات وحتى منتصف العشرينات».

وعلى شاشتي «دبي» و«سما دبي» شكل برنامج «شعبية الكرتون» إطلالة نوعية بالنسبة للكرتون المحلي في الإمارات مسلسل، وهو عبارة عن مسابقة رمضانية تقدم على شكل يوميات ومغامرات فكاهية أبطالها عدد من الشخصيات الكارتونية أبرزها: «شامبيه» و«سبتو» و«عصمان»، والسؤال الذي سيطرحه هؤلاء على المشاهدين ستكون الإجابة عنه متضمنة في ثلاثة خيارات، وعلى المشاهد إرسال الجواب في رسالة «اس ام اس».

ولعل المفاجأة الأهم كانت إنتاج أول مسلسل تلفزيوني ثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط اسمه «فريج»، ويحكي قصة أربع مواطنات عجائز يعشن في حي منعزل في مدينة دبي العصرية، وهن «أم سعيد» و«أم سلوى» و«أم خماس» و«أم علاوي». ويحمل المسلسل الجديد، الذي تم إنتاجه في مدينة مومباي الهندية اسم (فريج) وهي كلمة تعني باللهجة الخليجية المحلية حي سكني، والمسلسل من افكار الفنان محمد حرب الذي تم تحويل رسوماته المبدئية الاصلية للشخصيات الى صور متحركة متعددة الابعاد على يد متخصصين في مومباي، حيث يتابع المسلسل معاناة الشخصيات الرئيسية الاربع في الحي الشعبي الوحيد الباقي في دبي.

ونتيجة للإقبال الشديد من الجمهور على متابعة تلك الأعمال قال عبد اللطيف القرقاوي مدير قناة سما دبي لـ«الشرق الأوسط» إن رمضان القادم سيحفل بتقديم أربعة أعمال كرتونية دفعه واحدة «ضمن هذه الأعمال سيكون الجزء الثاني من مسلسل «فريج» كما سيكون هناك جزء ثان لمسلسل شعبية الكرتون، إضافة إلى عملين آخرين سيتم الكشف عن تفاصيل انتاجهما في وقت لاحق».

وأكد القرقاوي متفائلا أن «السنوات القادمة ستشهد طفرة في إنتاج الأعمال الدرامية الكرتونية الموجهة سواء للأطفال او للعائلة ككل». ويعتبر الدكتور حامد مرجان، أستاذ في كلية الإعلام بجامعة عجمان، أن تلك المسلسلات الكرتونية تتيح هامشا أكبر من الحرية لمعالجة المواضيع الاجتماعية المختلفة، ويؤكد الدكتور مرجان لـ«الشرق الاوسط» على الأثر الإيجابي الكبير الذي سيحدثه توظيف الكرتون في الإنتاج الدرامي مستقبلا، «فن الرسوم المتحركة لم يعد مجرد تسلية موجهة للأطفال وحدهم, بل أضحى ثقافة شعبية قائمة بذاتها، إلى جانب كونه وسيلة تواصل هائلة، تتيح للمرء تخطي الحدود لاقتحام آفاق أخرى، لذلك تعد المسلسلات الكرتونية الموجه للأسرة والتي بثت على الفضائيات العربية خلال رمضان بمثابة تحول جديد بالنسبة للمجتمع الخليجي المحافظ، وعلى هذا الأساس أعتقد أن المستقبل سيكون للمسلسلات الكرتونية بشكل أكبر من الأعمال الدرامية التقليدية ـ التي لا تسلم في معظم الأحيان من مقص الرقيب ـ لو تم توظيف عملية الإنتاج لتلك المسلسلات بالشكل الصحيح».

ويضيف الدكتور المرجان أن المثير في الأمر هو إقبال كافة الشرائح الاجتماعية على متابعة تلك المسلسلات الكرتونية «التي طالعتنا خلال شهر رمضان المبارك كيوميات مناحي وفريج وشعبية الكرتون سيسهل المجال للجرأة في طرح الكثير من المواضيع التي تعزف كثيرا من المسلسلات الدرامية عن الخوض فيها ولو تجرأت وتخطت كما يقولون الخطوط الحمراء العريضة هوجمت من قبل العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية، بالإضافة إلى أن الكرتون وسيلة المشاهد العربي للتنفيس عن وجهة نظره في كثير من القضايا».

ويلفت الدكتور مرجان في حديثه عن أثر المسلسلات الكرتونية إلى محور مهم وهو أن سينما الرسوم المتحركة عرفت تطورا نوعيا خلال العقدين الأخيرين، سواء على صعيد الأساليب، أو على مستوى الموضوعات التي تطرق إليها منذ الستينيات من القرن الماضي، «حيث انطلقت فيه مسلسلات الرسوم المتحركة، تسحر وتبهر، وتشد إليها الجمهور من مختلف الأعمار. في حين، ظل اهتمامنا كعرب بهذا الضرب من الفن متواضعا جدا حتى وقت قريب».