العندليب والسندريلا.. هل بحاجة لأمجاد التلفزيون

TT

منذ أن أعلن المخرج مجدي أحمد علي في تصريح صحافي عن نيته في عمل مشروع فيلم عن السندريلا، توازى ذلك مع إعلان الفنان الراحل أحمد زكي عن نيته الفعلية في العمل على فيلم حليم بعدما وجد شركة الإنتاج، حتى أصاب الجميع لوثة العندليب والسندريلا، كما لو كانوا تذكروهم فجأة، فطالعتنا مئات التصاريح والتقارير عن أفلام ومسلسلات وبرامج لتحكي سير حليم وسعاد، منها تصريح السيناريست وحيد حامد أنه يعمل على سيناريو طويل لحليم، ومنها شراء العدل جروب حقوق العمل على مشروع السندريلا من أسرتها، ثم ظهور مسلسل آخر فجأة يتناول حياة سعاد، هذا غير برنامج «العندليب من يكون» الذي نتج عنه المسلسل الذي يعرض الآن، وبعدها نكتشف أن العدل جروب تصالحت مع طارق نور واشتركا في عمل المسلسل، وعن نية تحويل مشروع السندريلا الخاص بالعدل إلى فيلم سينمائي، ربما يصيب القارئ تشتت من كم التصريحات والنزعات التي حدثت في الأشهر الماضية، الكارثة المؤلمة أن مردود كل ذلك ذهب في الهواء، يكفي أن تشاهد حلقة واحدة من كلا المسلسلين، لتعرف أن اللعبة كلها تصفية حسابات بين الفنانين، يتبع ذلك الفشل الكبير على رهان تقمص شخصيتي العندليب والسندريلا، عبد الحليم حافظ قام بأداء شخصيته أربعة ممثلين دفعة واحدة هم أحمد زكي وهيثم أبنه في فيلم حليم، شادي شامل في مسلسل العندليب، ومدحت صالح في مسلسل السندريلا، ليس هناك مجال لعقد مقارنة ولكن ذلك لا يمنع القول أن مدحت صالح هو الأسوأ على الإطلاق حيث يقوم بتجسيد حليم خاص به لا يعرفه أحد، في حين أن المفاجأة أن هيثم كان الأقرب بينهم إلى روح الشخصية، أيضاً شخصية سعاد حسني التي ضاعت ملامحها إلى الأبد مع أداءات منى زكي وكلتا الممثلتين في فيلم حليم ومسلسل العندليب، لأن الأمر كان مبنيا على التشابه فقط، وفي نهاية الأمر ما الذي حصده المشاهد من فيلم ومسلسلين تتناول أسطورتي العندليب والسندريلا، أعمال يمكن القول عنها بنفس مطمئنة أنها رديئة فنياً ومليئة بالأخطاء التاريخية، أعمال لم تضف شيئا لا إلى رصيد الفن المصري ولا إلى الفنانين المشاركين بها إلا بعض الوجوه الجديدة التي حققت شهرة مؤقتة «إلا لو استغلتها بذكاء»، وهل قام التلفزيون بكل إمكانياته ما عجزت عنه السينما، أعتقد أن صورة العندليب والسندريلا كانت ستكون أجمل بكثير في ذاكرتنا بدون هذه الأعمال.