خالد أبو النجا: أحلم بالحصول على السعفة الذهبية والسير على السجادة الحمراء

بعد فوزه بجائزة أحسن ممثل

TT

علاقته بالتمثيل وعالم الاضواء والكاميرات بدأت منذ أن كان عمره لا يتجاوز العاشرة عندما مثل مع الفنانة نجلاء فتحي زوجة أخيه في ذلك الوقت فيلم روعة الحب الذي قدمته في نهاية السبعينات مع الفنان حسين فهمي. بعدها انقطع خالد ابو النجا عن التمثيل وليظهر مرة اخرى بعد وصوله إلى مرحلة الشباب كعارض أزياء لفت اليه الانظار بما امتلكه من روح جديدة في هذا المجال أهلته للعمل كمذيع في قناة النيل للمنوعات عند افتتاحها في عام 1998 وقتها نجح في تسليط الاضواء على موهبته كمذيع تمتع بخفة الظل والقدرة على المحاورة.

ومن النيل إلى المنوعات كانت انطلاقته إلى عالم السينما التي قدم من خلالها فيلمه الاول «رانديفو» ثم فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» وغيرها من الافلام من اشهرها «سهر الليالي». أحدث أعمال خالد والذي لم يعرض بعد هو فيلم «لعبة الحب» مع هند صبري والذي يعد أول بطولة مطلقة له واتسم أداؤه فيه بالعفوية والصدق بشكل مكنه من انتزاع جائزة أحسن ممثل من مهرجان الاسكندرية الدولي في دورته الثانية والعشرين، وكانت «الشرق الأوسط» أول المهنئين له في القاهرة وكان لنا هذا الحوار.. > كيف تصف شعورك في هذه اللحظة؟ ـ أشعر بأنني مصدوم. لم أتوقع أن أحصل على الجائزة خاصة أن لجنة التحكيم معظم اعضائها من الخارج وما أذهلني أنه قرار بالاجماع، لقد توقعت أن يحصل عليها بطل الفيلم الفرنسي «من شدة الخفقان توقف قلبي» لأنه ممثل متميز جدا. أسعدني جدا وصفهم لأدائي أنه تميز بالبساطة والصدق عند إعلان النتائج، توقعت فوز مخرج الفيلم محمد علي وحصوله على جائزة العمل الأول، وأنا بالفعل مدين له ولزملاء العمل وأهدي لهم هذه الجائزة.

> برأيك، هل مشاركة الفيلم في المهرجان ستؤثر على نجاحه جماهيريا؟ ـ في رأيي هو فيلم جماهيري، كنت خائفا عليه عند اشتراكه في المهرجان لأنه فيلم بسيط جدا على أن يصبح فيلم مهرجانات دولية. لكن الجائزة جاءت لبساطته. وأخاف أن يظن الجمهور أنه فيلم مهرجانات يحمل نظرة فلسفية معقدة فلا يقبل عليه. ولكنني أؤكد أن الفيلم رومانسي وبسيط يجذب المشاهد أبطاله هم عصام وليلي وهما شخصيتان متناقضتان. عصام شخصية محافظة وليلى متحررة إلا أنهما يحبان بعضهما دون علم منهما. ويجدا نفسيهما فجأة امام تساؤل هام هو: هل يمحو الحب الحقيقي ما بينهما من اختلافات؟ كما يسلط الفيلم الضوء على مشكلة الحيرة في اختيار شريك الحياة وهل نترك الاختيار للأهل أم لأنفسنا.

> كيف تعاملت مع شخصية عصام؟

ـ في البداية تخيلتها في عقلي وبعد ذلك جلست مع مصممة الملابس ناهد نصر الله وجربنا الشكل الكلاسيكي لشخصية عصام بعد ذلك قررنا ألا يكون شكله محافظا من أول وهلة، واقتنع المخرج بالفكرة خاصة وأن الفيلم يصور عصام في مرحلة ما بعد الزواج، كما أنه يعمل في تصميم الأزياء فهو يساير الموضة في ملابسه لكنه مازال يخاف من كلام الناس. فأصبح شخصية عادية جدا من الخارج ولكن عندما تتحدثين معه تجدينه متعلقا بكلام الناس ومتأثرا بمجتمعه، وهذا حال الكثير من الشباب. > تقرر عرض الفيلم في عيد الفطر المبارك الا تخشى المنافسة مع باقي الافلام؟

ـ أعتقد أن الفيلم متميز وله طريق مختلف عن باقي الأفلام الموجودة حاليا، كما أن إطاره الكوميدي مسل وترفيهي. ولا أخشى المنافسة لأنني أؤمن بالتنوع وحق الجمهور في رؤية أكثر من فيلم بأكثر من أسلوب.

> هل تأخرت في تقديم فيلم كبطولة مطلقة لك؟

ـ كنت أتلقى عروض البطولة المطلقة منذ بداياتي في السينما، ولكن السيناريوهات كانت ضعيفة وهو ما جعلني ارفضها. ولكن بدون قصد مني كل أفلامي القادمة بطولات مطلقة. وأعتقد أنني اصبحت موضع ثقة كممثل كما أنني أصبحت أشعر بمتعة أكبر في التمثيل، وعندما أنظر لنفسي أجد أنني أتوسع أفقيا وليس رأسيا فأنا لا أقدم نوعا واحدا من الأدوار وأكمل في نفس الخط ولكنني أقفز من دور لآخر من خلال العمل مع نماذج متعددة للمخرجين.

> ما هي الجائزة التي تنتظر الحصول عليها؟ ـ بيني وبين الجوائز حائل وذلك بسبب موقف تعرضت له في أحد المهرجانات المحلية، حيث كان من المفترض أن أتسلم جائزة وعندما ذهبت لاستلامها، فوجئت بشخص آخر يتسلمها، ومن لحظتها كرهت الجوائز حتى الجوائز التي حصلت عليها من قبل جمعتها كلها في أحد الصناديق لأنني لم أكن أريد رؤيتها، إلى أن غطاهم الصدأ. فعندما أتسلم جائزة أفرح بها وأطير من السعادة لكني لا أنتظرها ولا تؤثر على اختياراتي. الا أنني وكلما ذهبت لحضور مهرجان كان ورأيت السجادة الحمراء، أتمنى في قرارة نفسي أن أحصل على السعفة الذهبية وأسير على السجادة الحمراء وهو حلم كل الممثلين في العالم. > مشاركتك في بطولة الفيلم الأميركي «واجب وطني» بداية قوية للعالمية، حدثنا عن هذه التجربة؟

ـ سعدت جدا بهذه التجربة التي اتاحت لي التعرف على ممثل في قوة الممثل الأميركي «بيتر كراوس» لم أكن أعرفه ولكنه بهرني بأسلوبه الغريب جدا في التمثيل الذي اعتقدته لأول وهلة مملا لكنه بعد لحظة يأخذك في عالمه، هذه التجربة علمتني أن التمثيل بحره عميق جدا، الفيلم انتاج كندي أميركي مستقل، ومن اخراج جيف رينفرو، وتدور أحداثه كلها في حجرة واحدة أتقاسمها أنا وبيتر. التركيز كان على أدائنا معا وهو من أصعب الأدوار التي قمت بها وكان عليّ ان أقنع الجمهور بصدقي في أداء الدور. الفيلم عبارة عن إشارة تحذير للمشاهد الأميركي لمدى جهله بالأمور السياسية الخارجية وانسياقه التام لتأثير الاعلام الأميركي الذي اصبح الى حد كبير مشوها للعرب والمسلمين بطريقة ذكية جدا، الفيلم بوليسي وليس سياسيا، وقد نال اعجاب المشاهدين عند عرضه لأول مرة في مهرجان تروبيكا بنيو يورك.

> ماذا عن عملك في مجال تقديم البرامج التلفزيونية؟ ـ العمل كمذيع بالنسبة لي هو حالة خاصة أشتاق لها، وأحاول بين الحين والاخر العودة اليها.