تفاعل جماهيري مصري مع مسرح سعودي تجريبي وبلا امرأة على خشبته

«خلف البرواز» و«ارتكاس» و«طرفة على الجسر» ضمن الأيام الثقافية السعودية

TT

«أنا مندهشة، لم أتوقع أن في السعودية فعلا مسرحيا، لعدم السماح للمرأة بالتواجد على خشبة المسرح» هذا ما قالته سحر عبد الحميد إحدى المتفرجات تعليقا على العرض المسرحي السعودي (خلف البرواز) الذي تم عرضه ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية في مصر لمدة 14 يوما واختتمت فعالياتها يوم الاثنين الماضي 27 نوفمبر على مسرح سيد درويش بالإسكندرية.

وكانت العروض المسرحية السعودية المشاركة وتمثلت في ثلاث مسرحيات تجريبية هي خلف البرواز وطرفة على الجسر وارتكاس قد حققت حضورا جماهيريا متفاعلا مع العروض بالتصفيق والصفير إعجابا واندهاشا بالمستوى الدرامي المتقن الذي قدمه الممثلون السعوديون بمهارة كما وصفت سحر وإخوتها الذين حضروا العروض بالقاهرة.

ويتحدث بدهشة أشرف عاصم ممن شاهدوا مسرحية ارتكاس قائلا «رغم أنها مسرحية تجريبية إلا أنها بسيطة وقريبة إلى إدراكنا كمتفرجين وهي عميقة وتحمل مضامين عالية من فلسفة الواقع والحياة المحيطة بنا» مؤكدا أن سر اندهاشه هو عدم احتياج المسرحيات السعودية إلى عنصر نسائي يشارك في التمثيل على منصة المسرح وعدم شعور المتفرج بالملل لغيابها عنه.

ويقول أشرف «كثير من الحضور المصري توقعوا أنهم لن يتابعوا المسرحية وسيشعرون بالملل، لكنهم بقوا في مقاعدهم حتى النهاية بمتعة وتعجب من وصول المستوى المسرحي السعودي إلى هذا الحد من القدرة والإمكانية الدرامية» مشيرا إلى أن المسرح السعودي استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة في ظل ظروفه الاجتماعية القامعة كما وصفها.

وكان المخرج المسرحي السعودي علي دعبوش قد أكد تفاعل الجمهور المصري مع العروض المسرحية السعودية التي تم عرضها في أربع محافظات مصرية هي القاهرة والفيوم والبحيرة والإسماعيلية، وقال للشرق الأوسط «سر اندهاشهم أن المسرحيات حققت نجاحا كبيرا رغم عدم مشاركة المرأة كعنصر مشارك على منصة المسرح».

وأوضح دعبوش أن المسرحيات المشاركة في الأيام الثقافية السعودية من ثلاث مناطق في المملكة، وهي المنطقة الشرقية والرياض والمنطقة الغربية وقال «استطعنا أن نخبر الجمهور المصري أن لدينا مسرحاً سعودياً قادراً على التواجد بقوة رغم عدم وجود مسرح سعودي كمكان في ظل الامكانات الاجتماعية الضعيفة المقدمة له في المجتمع».

وسر التجريبية التي طغت على المسرحيات السعودية المعاصرة والتي جاءت جميعها بعيدة عن الواقعية الاجتماعية يقول عبد الله الجفال ممثل سعودي مسرحي شارك في مسرحية خلف البرواز «إن المسرح يحتاج إلى وعي ثقافي اجتماعي وإلى سقف من الحرية الفكرية خاصة المسرح الاجتماعي الذي يتناول الواقع بالنقد وهذا الأمر ليس متاحاً في المجتمع السعودي، ولهذا اتجهت التجربة المسرحية السعودية إلى المسرح التجريبي، لأنه غير مباشر وقادر على تجاوز السقف الرقابي الاجتماعي بشكل مناسب كونه يعمل بشكل رمزي لا واقعي مباشر».

وفيما بدت التجارب المسرحية السعودية المشاركة في الأيام الثقافية السعودية بمصر قوية أدهشت الحضور المصري المتفرج إلا أنها كما قال جبران سعيد الجبران كاتب مسرحي سعودي اعتمدت على مجهود ذاتي وتطوير فردي، وقال «نحن حتى الآن ليس لدينا ممثلون ولا كتاب مسرحيون محترفون يعملون فقط للمسرح، فهم جميعهم موظفون في أعمال أخرى». وأضاف «هذا بجانب عدم توفر الدراسة الأكاديمية المتخصصة التي نفتقر إليها، ولكن ولله الحمد استطعنا أن نثبت أن لدينا مسرحاً وأن الظروف الصعبة التي يواجهها المسرح السعودي استطاعت أن تحقق التحدي المطلوب لنحقق النجاح في الوصول إلى المعادلة الصعبة في إيجاد مسرح درامي متماسك دون الحاجة إلى العنصر النسائي وفي ظل ظروف اجتماعية لاذعة».

جدير بالذكر أن الأيام الثقافية السعودية أقيمت في خمس محافظات مصرية، بدأت في محافظة القاهرة على مسرح دار الأوبرا المصرية وانتقلت منها إلى البحيرة والإسماعيلية والفيوم واختتمت فعالياتها على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وضمت الفعاليات أمسيات موسيقية وشعرية وقصصية ومسرحيات وعروضاً سينمائية بجانب أمسيات اعتنت بثقافة وأدب الطفل.