لمى إبراهيم: لم أسئ للمحجبات.. والتطرف ظاهرة موجودة في مجتمعنا

الفنانة السورية ترى أن نجدت أنزور اكتشفها من جديد

TT

خلال ثلاث سنوات فقط حققت الفنانة السورية لمى إبراهيم ما لم تحققه الأخريات في أضعاف هذه المدة، فقد عملت مع أهم مخرجي سورية، هادئة بطبعها لكنها جريئة وجدية في فنها تألقت عبر أدوار هامة مع مخرجين كبار أمثال نجدت أنزور وهشام شربتجي وحاتم علي وغسان جبري وباسل الخطيب فأبدعت ولفتت نظر الناس لها، فجسدت ادوار الراهبة والفتاة اليهودية والفتاة اللعوب ودور الفتاة المتطرفة وفي هذه المقابلة تتحدث عن تجربتها الهامة مع المخرج نجدت أنزور في ثلاثيتها التي أحدثت لغطاً كبيراً فماذا قالت لنا وكيف تصف لنا التجربة هذا ما سنعرفه من خلال الحوار التالي....

* ماذا حققت من خلال عملك في السنوات الثلاث الماضية؟

ـ بالنسبة لي على الرغم من تجربتي التي لا تزيد عن ثلاث سنوات شاركت في 15 عملاً تلفزيونياً وفيلماً قصيراً وهذا أعتبره إنجازا جميلا حتى بالنسبة إلى تجربتي القصيرة وبهذه الفترة قدمت عدة أدوار فنية وتعاملت خلالها مع أهم مخرجي سورية والحمد لله أنا راضية عما حققته حتى الآن من إنجازات فنية. فحاولت تقديم عدد من الأدوار المركبة والصعبة التي أوصلتني للجمهور.

* من المكتشف الحقيقي للفنانة لمى إبراهيم؟

ـ لا شك أنه المخرج المتألق نجدت أنزور الذي وضعني بالمكان الصحيح وأعطاني ثقة كبيرة وقدم لي فرصة كنت أحلم بها قبل دخولي لعالم التمثيل فمنذ البداية كان طموحي العمل مع هرم الإخراج في الوطن العربي وتحقق هذا مؤخراً من خلال مشاركتي في مسلسل (المارقون).

* هل تعتقدين بأنك وصلت لما كنت تحلمين به الآن؟

ـ لا أخفيك وصلت لجزء بسيط وطموحاتي كبيرة وأتمنى لعب المزيد من الأدوار مع كبار نجوم الدراما في سورية والوطن العربي.

* شاركت في مسلسل (المارقون) هذا العام فهل أنت راضية عما حققه من صدى جماهيري؟

ـ طبعاً راضية كل الرضا فالمسلسل حقق متابعة بنسبة كبيرة وصلت 86% في الوطن العربي حسب إحصائية قناة LBC الفضائية، وبالطبع راضية عن الثلاثيات التي شاركت بها والتي تابعها الناس فقد كانت من أهم الثلاثيات التي قدمت في (المارقون)، ولا شك بأن العمل كان واقعياً وناقش قضايا حقيقية في وطننا العربي وطرح مشكلة الإرهاب في مجتمعنا ومعاناته منه والذي بات يشكل أزمة حقيقية للجميع. بكل مصداقية العمل قدم واقعنا بشكل كامل.

* كنت بطلة لثلاثية المتحجبات التي أحدثت ضجة كبيرة في العالم العربي فماذا قدمت لك هذه الثلاثية؟ وهل أنت مع إدانة هذا النوع من التدين المتعصب؟

ـ في مسلسل (المارقون) كنت بطلة لثلاثية (البرزخ) وشاركت في ثلاثية (بين جبهتين) ولما قرأت شخصيتي في ثلاثية البرزخ على الورق أحببتها من البداية للنهاية. فقد جسدت فتاة من عائلة متحررة مرتبطة بشاب تحبه وتتعرف بطريق الصدفة إلى هؤلاء النسوة اللاتي يسحبنها لفكر المجموعة بحيث تبدأ باعتناقه وبالتالي تتغير حياتها فتتحجب وتترك خطيبها لأنه لا يحمل فكر الجماعة التي تنتمي لها وبالتالي أصبحت «سلمى» التي جسدت دورها في العمل تتدخل بتصرفات أهلها وفي تعاملهم وكأنهم كفار، وبالتالي فالثلاثية تركز على التطرف في العنصر النسائي والتي تؤدي لويلات في المجتمع، فقد قامت الجماعة بغسل أدمغة عدد من الفتيات بحيث أصبحن خارجات عن مجتمعهن وينظرن له على أنه مجموعة من المارقين على الدين، أما ثلاثية (بين جبهتين) فهي تتحدث عن المقاتلين العرب في أفغانستان ومعتقل (غوانتانامو) وجسدت فيه دور فتاة متزوجة من صحافي يكون ضحية لجبهتين ويقتل على يدي الإرهابيين من المتطرفين ومن الأميركيين.

* ألم تخشي من أبعاد الثلاثية عليك كونها وضعت المحجبات ضمن مسلسل يتحدث عن الإرهاب؟

ـ أردنا أن نري المشاهد من خلال هذه الثلاثية أننا مع الحجاب الذي ينبع عن قناعة والذي يأتي من كون الإسلام دين يسر وتسامح ولا إكراه للفتاة على شيء ليست مقتنعة به. وليس عن طريق غسيل دماغ من طرف جهات متطرفة، وبالنهاية الدين يسر ومحبة وسلام وليس عسرا وكراهية وتطرفا.

بالنسبة لي لا أخشى أحداً لأني أؤدي دوراً يتحدث عن ظاهرة موجودة في مجتمعنا وهي ظاهرة سلبية يجب أن تظهر سلبياتها ثم أنني فنانة ومن واجبي تقديم أي شخصية يتطلب الدور أداءها مهما كانت خطورتها وبالنهاية الفن رسالة موجهة للناس، وفي نظري الثلاثية لم توجه أي إساءة لأحد.

* أليس غريبا أن تؤدي دور الراهبة في موكب الإباء واليهودية في (نزار قباني) والفتاة المتزمتة في (المارقون).. هل أنت من محبي هذه الأدوار وتبحثين عنها؟

ـ أعشق الأدوار الغريبة وأحب الدور الذي يحتوي على سلبيات لأنه يترك عند الناس بصمة وأثرا يبقي الفنان في أذهانهم، والحقيقة تشدني هذه النوعية من الأدوار التي ذكرتها سابقاً، وكم أتمنى أن أجسد دور الفتاة السلبية المعقدة والمريضة نفسياً نتيجة ظروف المجتمع السيئة.

* ألم تخشي من البطولة المطلقة التي أسندها لك أنزور وألم تخفك هذه المسؤولية في (المارقون)؟

ـ لا لم تخفني البطولة والحقيقة أنها شكلت لي عامل تحد كبير ورغبة في النجاح بالدور خاصة أنني أعمل مع مخرج مهم يحفز من يعمل معه على الإبداع والتألق في الدور. وهذا الشيء حملني مسؤولية كبيرة، واستطعت إعطاء الدور حقه ونجحت بأدائه.

* لماذا لم تشاركي معه في عمله الآخر (المحروس)؟ ـ بالتأكيد نجدت مخرج يعرف ما يريد وهو بالتأكيد له رؤيته الخاصة لشخصيات العمل، مع العلم أن الشخصيات النسائية كانت محدودة في مسلسل المحروس.

* حدثينا عن أدوارك الأخرى هذا العام؟ هل تعتقدين بأن الجرأة باتت باباً للنجاح في عالم الفن؟

ـ شاركت هذا الموسم في أعمال أخرى كان منها (أعيدوا لي صباحي) مع النجم فراس إبراهيم وجسدت فيه دور فتاة تتزوج مجبرة من رجل طاعن في السن نتيجة ظروف معينة ثم يفشل زواجها ثم تخونه مع عدد من أصدقائه لتنتقم منه وفي النهاية تعود عن الخطيئة وترجع لزوجها وتبني معه حياة صحيحة.

المشاركة الثانية كانت في مسلسل (الواهمون) مع المخرج سمير حسين وعرض العمل على قناتي أبو ظبي والإمارات وجسدت فيه دور فتاة بريطانية تعمل في مجال الخطوط الساخنة وتتعرف على شاب عربي عن طريق الهاتف وتزوره في بلده فتقع في حبه وتتعرض للقتل على يدي جماعتها التي تتبع لها وهي عبدة الشيطان كما شاركت في مسلسلات (فسحة سماوية) مع المخرج سيف الدين السبيعي و(أحقاد خفية) مع مروان بركات و(ندى الأيام) مع المخرج حاتم علي.

وبالنسبه لهذه الأدوار مع أنها جريئة فإنها لا تخيفني ولا أخشى من أدائها ولا أخاف من أن يأخذ الجمهور صورة سلبية عني لأنني بالمحصلة أديت عدداً من الأدوار المتنوعة وهي كلها لنماذج موجودة في مجتمعنا ومنها ما هو جريء ومنها ما هو بسيط وعادي ولست ممن يطمح للشهرة والنجاح عن طريق الإثارة بل أبحث عن النجاح عن طريق الأدوار المميزة.

* هل لدراستك للتربية النفسية أثر في انتقائك لأدوارك التمثيلية؟

ـ طبعاً له أثر كبير فلدي إمكانية لتحليل وتركيب الشخصية التي أؤديها من ناحية الشكل والأسلوب والطباع.

* هل أنت مع الجرعة الزائدة من السفور الذي قدمته بعض المسلسلات السورية هذا الموسم؟

ـ لم لا إذا كان موظفاً لخدمة العمل وبالمحصلة كل المسلسلات التي قدمت هذا الموسم هي من الواقع وليس من الخيال وهذه الأنماط موجودة في المجتمع ومن الخطأ أن تعتقد أن المجتمع أبيض وإيجابي في مجمله وأعتقد أن الدراما مرآة للمجتمع كله وليس للظواهر الجيدة فقط.

* عدد من الفنانات السوريات شاركن في أعمال خليجية كمسلسل (طاش ما طاش) وغيرها هذا الموسم فهل تحلمين بالمشاركة في أعمال خليجية أو عربيه؟ ومن هم النجوم العرب الذين تطمحين للعمل معهم؟

ـ المشاركة مع الأخوة العرب في مصر أو الخليج جميلة وبالنهاية الفن ليس محصوراً في بلد ما وأتمنى المشاركة في أعمال خليجية، وأتمنى العمل مع النجمة زينب العسكري. ولدي طموح للعمل مع النجم عادل إمام ومع النجم محمود عبد العزيز ونور الشريف ومع المخرجة إيناس الدغيدي وفي سورية أتمنى العمل مع النجم بسام كوسا ومع النجم جمال سليمان.

* ظهورك الإعلامي المكثف في صحف عربية وغربية خلال العام الحالي ما سببه في نظرك؟

ـ لكل مجتهد نصيب ومع أنني فنانة أعتقد بأنني مبتدئة إلا أنني تقلدت عدداً من الأدوار التي كانت مميزة ومنوعة والتي لفتت نظر الإعلام إليها فأجريت عدداً من المقابلات لوسائل إعلامية عربية وغربية وكان أهمها مقابلة لي مع صحيفة (لندن تايمز) البريطانية وصحيفة (كريستيان مونيتور) الأميركية وتمت هذه المقابلات أثناء تصوير حلقات (المارقون). وهذا مكسب كبير لي أن أطل على القرّاء العرب في أميركا وأوروبا من خلال صحف عالمية.