الفضائيات اللبنانية تهتم بالفن الخليجي والعربي

بعد ركود الفن بسبب الأوضاع السياسية

TT

تستضيف الشاشات التلفزيونية اللبنانية في الفترة الاخيرة فنانين من الاقطار العربية وبشكل مكثف، بحيث صار ظهورهم في البرامج الفنية الغنائية او برامج الترفيه امراً بديهياً ترك علامات استفهام كثيرة لدى المشاهد اللبناني.

وهناك من فسّر هذه الظاهرة بأنها موقتة بسبب ركود السوق الفني في لبنان، فيما اعتبرت نسبة اخرى ان الامر ليس جديداً وهدفه جذب اكبر عدد ممكن من المشاهدين العرب.

ومن ابرز هؤلاء الفنانين الذين ظهروا في اكثر من برنامج نوال الكويتية، فلة الجزائرية، حسين الجسمي وشيرين عبد الوهاب التي لوحظ ظهورها على عدد من المحطات التلفزيونية وفي أوقات متقاربة.

وبعد برنامجي «أكيد مايسترو» على «النيو. تي. في» و«هذا أنا» على قناتي «النجوم» والـ«ال. بي. سي» اللذين طالعانا بمجموعة من الضيوف والفنانين العرب، تشهد برامج أخرى الوتيرة نفسها مع بداية الموسم التلفزيوني الجديد بعد انتهاء شهر رمضان وبينها «يا ليل يا عين» لمقدميه طوني وكارلا ابو جودة ومخرجه طوني قهوجي و«ايقاع» لمقدمته ميراي مزرعاني ومخرجه بودي معلولي.

ويؤكد قهوجي من ناحيته ان استضافة فنانين غير لبنانين ليست بالامر الجديد وان لا دخل لركود السوق الفني في لبنان بذلك، مشيراً الى ان هذه السياسة تتبعها محطة «ال. بي. سي» منذ فترة وان برنامج «يا ليل يا عين» الذي يتوجه الى شريحة كبرى من مشاهدي العالم العربي يرضي جميع الاذواق لأن المشاهد يرغب دون شك في مشاهدة فنانه المفضل اياً كانت جنسيته.

ويأتي استقرار بعض الفنانين العرب في لبنان ليساهم في انتشار هذه الظاهرة وليسهل امر استضافتهم اكثر من فنانين لبنانيين من الصعب وجودهم في بيروت احياناً عدة.

وتعتبر المطربة الجزائرية فلة التي استقرت اخيراً في لبنان منذ زواجها من عازف العود عمر بشير وكذلك المطربة السعودية وعد التي تملك منزلاً لها في بيروت منذ فترة طويلة من بين الفنانات العربيات الاكثر ظهوراً على الشاشات اللبنانية، اضافة الى نجوم آخرين يعيشون ايضاً في لبنان كأحمد الشريف ويترددون بصورة أكبر على المحطات اللبنانية حتى ان بعض البرامج الفنية مثل «ايقاع» وسع دائرة اتصالاته الفنية لتشمل مطربين من العراق امثال الهام المدفعي، وجاد المهندس وليلى غفران من المغرب العربي والذي اصبح يملك فنانوه جمهوراً واسعاً في لبنان او العالم العربي.

وتقول المذيعة العائدة الى الشاشة الصغيرة ميراي مزرعاني ان هؤلاء الفنانين لا يفرقهم الجمهور اللبناني عن غيرهم، والدليل على ذلك تفاعل الحضور في استوديو التصوير معهم بطريقة لافتة.

اما مدير الانتاج في محطة «المستقبل» محمد مسلماني فيؤكد ان الكرة الارضية اصبحت قرية عالمية وان اكبر تواصل يحصل في ايامنا هذه بين بلد وآخر هو نتيجة «كبسة زر»، فكيف الحال اذا في العالم العربي الذي صار أقرب لبعضه البعض عن السابق. ويضيف: «السوق المصري يعتبر الاكثر انتشاراً في عالمنا العربي، وبالتالي لا يسعنا التغاضي عن فنانيه كذلك الامر بالنسبة للسوق الخليجي الذي يتلوه مباشرة، مما يدفعنا الى اخذ كل هذه الامور بعين الاعتبار، لاسيما ان ذلك يدخل في السياسة التثقيفية الفنية التي تتبعها المحطة التلفزيونية». واعتبر مسلماني ان هذا التوسع لم يحصل بين ليلة وضحاها وان الركود الذي شهدته الساحة الفنية اللبنانية ليس هو العامل الاول لازدهاره.

وتلعب شركات الانتاج دوراً اساسياً في هذا الموضوع، اذ ان غالبيتها يهمها التسويق للائحة الفنانين الذين ينتمون الى صرحها، وأحياناً كثيرة تسلط الضوء على فنان أكثر من غيره للترويج لاعماله الجديدة ولتذكير الناس به خصوصاً ان تلك الشركات تتكل على مبيعات شريط هذا الفنان والحفلات الغنائية التي يحييها.