من غرائب نجوم الفن المصري

TT

أصبح أمراً عادياً أن نقرأ في الصحف عن تأخير عرض فيلم بالرغم من انتهاء مونتاجه بالكامل، بسبب أزمة في تصوير المشاهد المتبقية ليتم طبعه وتوزيعه، والأزمة لا تكمن في التصوير الذي قد لا يستغرق أكثر من يوم إضافي، ولكن الأزمة هم نجوم الفيلم أنفسهم، مثل رفض ارتداء فنانة نفس الفستان الذي كانت ترتديه قبل وقف التصوير، أو رفض فنانة أخرى التقبيل فجأة رغم أنها تظهر «بالمايو» طوال الفيلم. وربما أغرب الغرائب تغيير مسار أحداث الفيلم بالكامل، لأن نجمة الفيلم أصبحت محجبة ولن تستطيع الاستمرار في التصوير بدون حجاب. لكن أحدث وأغرب ما قرأناه في الصحف تعطيل فيلم وتغيير نهايته، بالرغم من أن عدد المشاهد المتبقية هو مشهد واحد بالفعل، والسبب هذه المرة هي عندما فوجئ مخرج العمل من فنان وصل لموقع التصوير وهو غير ملتح، بالرغم من ظهوره باللحية طوال أحداث الفيلم، المشكلة ليس في الوقت الذي قد تستغرقه اللحية لتنمو من جديد، وليس في عجز وجود فناني ماكياج محترفين في مصر يستطيعوا حل المشكلة، لكن المضحك أن الفنان نفسه يرفض التصوير باللحية لأنه ملتزم بأعمال أخرى حالياً لا تتطلب إطلاق لحيته. المدهش فعلاً أن يأتي تصرف هكذا من فنان محترم وملتزم والجميع يحترمه وهو عضو فاعل في نقابة الممثلين وفي الوسط الفني بشكل عام. وربما توجد هذه النوعية من المشاكل المخجلة بشكل طبيعي في أفلام الشباب المستقلة، التي تصل في أحيان كثيرة إلى عدم حضور الممثل لموقع التصوير من الأصل واختفائه بعدها، لكن هل يمكن أن يقبل أمر كهذا من فنانين محترفين وفي وسط سينمائي محترف؟ كيف يمكن أن نصل إلى مستوى العالمية التي ننشدها وقد أصبحت صفة الكثير من فناني مصر عدم الالتزام بمواعيد التصوير؟ وكيف يمكن أن نلاحق سينما يحترم فيها الفنانون مواعيدهم بالثانية الواحدة، ويصل اهتمامهم بأدق تفاصيل الشخصيات التي يؤدونها، بينما يرتكز جل اهتمام الكثير من فنانينا إلى إمكانية عمل «لوك» للشخصية التي تصغره بعشرات السنين والتي لا تناسبه من الأساس، وبعد ذلك تظهر مشكلة ترتيب الأسماء على ملصق الفيلم التي تصل أحياناً شن حرب شعواء لأسبقية نجومية فنان قبل آخر، هذا إذا مرت مشكلة توزيع الأجور بسلام.