معطف قصير وبنطلون جينز وحذاء رياضي وحقيبة كبيرة من قماش ملون وضفيرة في نهاية شعرها. تلك هي ملامح آمال ماهر التي تعيش بها بعيدا عن الحفلات وكاميرات التصوير، حيث اعتاد الناس على ظهورها بشكل كلاسيكي هادئ يختلف كثيراً عن واقعها. فخطواتها الرشيقة وابتساماتها المرحة المصاحبة لخفة ظلها غالباً ما تختفي أمام الأضواء إلى الحد الذي قد تظهر فيه انفعالات لافتة تثير الانتقادات، كما حدث مؤخراً في مهرجان الدوحة الذي بدأ في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، واشترك في إحياء حفلاته عدد من الفنانين العرب كانت بينهم آمال ماهر، التي رافقت الفنان محمد عبده في حفل ختام المهرجان.
وبدت آمال مع أول ظهور لها على المسرح مرتبكة، وبعد وصلة غناء لم تتجاوز الأغنيتين انسحبت من على خشبة المسرح في حالة انهيار لم يتفهمه أحد، حتى أن الفنان محمد عبده تساءل عن سبب انسحابها بعد أن اتفقا على أن يشتركا معاً في أداء أغنية «شبيه الريح» وهي من كلمات الشاعر الامير عبد الرحمن بن مساعد. وفي الوقت الذي حامت الاشاعات حول فنان العرب محمد عبده، وبدأت بعض الاقلام الصحافية في السعودية بالهجوم عليه بسبب ماحصل في مهرجان الدوحة الثامن للأغنية، ولتوضيح ملابسات هذه القضية، «الشرق الأوسط» التقت آمال عقب عودتها من الدوحة في حوار صريح لمعرفة أبعاد ما حدث وبخاصة بعدما تردد عن غضبها من الفنان محمد عبده الذي لم يمنحها فرصة عمل بروفة قبل الحفل. > ما حقيقة ما حدث بينك وبين الفنان محمد عبده في مهرجان الدوحة الاخير؟
ـ في البداية يجب ان أعترف أن مشاركتي بالغناء في حفل يغني فيه الفنان القدير محمد عبده يمثل بالنسبة لي شرفا كبيرا. فمكانة هذا الفنان معروفة في الوطن العربي ولن يزيدها حديثي عنها شيئا، ولا صحة لرفض الفنان محمد عبد الغناء معي أو رفضي الغناء معه، ولكن ما حصل هو أنني شعرت بمسؤولية مضاعفة بعد اتفاقي معه على غناء دويتو «شبيه الريح»، ولكن وقعت المشكلة بسبب قائد الفرقة عماد عاشور، فقد طلبت منه مرات عديدة عمل بروفات قبل بدء الحفل، لكنه كان يتهرب، وبالتالي لم أشترك مع الفرقة في عمل البروفات النهائية مما أشعرني بالارتباك عند صعودي إلى المسرح، وبخاصة أن الكورال كان في وادٍ وأنا في وادٍ، فانسحبت من الحفل لإحساسي بالظلم، فالفنان محمد عبده أقام له قائد الفرقة بروفة استمرت ثماني ساعات، ولا أعرف لماذا لم يفعل ذلك معي رغم أني أعددت نفسي لغناء 12 أغنية من بينها أغنيات لوردة وفيروز وأم كلثوم؟
> البعض يرى أنك شخصية مثيرة للمشاكل والامثلة عديدة منها ما حدث العام الماضي عقب تفجيرات دهب بشرم الشيخ حينما تأخرت عن موعد إقلاع الطائرة لمدة 4 ساعات؟
ـ هذا غير صحيح فقد ساهمت في هذا الأوبريت متطوعة دون أجر وكان من المفترض أن أذهب الى المطار في الموعد المحدد ولكن لظروف خاصة اعتذرت عن الحضور قبل ميعاد إقلاع الطائرة بـنحو 11 ساعة. الا ان القائمين على تنفيذ العمل ألحوا عليّ في الحضور فأخبرتهم أنني سوف أتأخر لبعض الوقت فوافقوا وأجلوا موعد إقلاع الطائرة دون أن يخبروا باقي المشاركين. وبالتالي لا ذنب لي فيما حدث لأنني لم أقل لأحد أن ينتظرنى 4 ساعات.
> البعض يرى أن ألبومك الأخير يعد تمردا على منهج السيدة أم كلثوم الذي اشتهرت به. ما رأيك؟
ـ السيدة أم كلثوم مدرسة وعلامة مؤثرة في تاريخ الغناء العربي وقد تأثرت بها كثيرا الى الحد الذي كان البعض يظن فيه أنني أكبر من عمري لقدرتي على أداء أغنياتها بنجاح منذ بداية عملي في دار الأوبرا وهذا الأمر سبب لي كثيراً من الضيق، فأنا لا أريد أن أعيش خارج إطار عمري وأحب أن ينعكس ذلك على عملي فيبدو شبابياً وبسيطاً في نفس الوقت. ولهذا فأنا لم أتمرد على أغنيات أم كلثوم ولكنني أحسست أنها ظلمتني حينما أضافت لي سنوات كبيرة على عمري وقيدت مظهري بالكلاسيكية.
> هل هذا الاحساس سبب قرارك الأخير بالتعاون مع المخرج شريف صبري؟
ـ كل فنان يبحث عن الجديد الذي يقدمه الى الجمهور والمخرج شريف صبري أحد مبدعي الفيديو كليب ولا أرى عيبا في التعاون معه. وإذا كان البعض يرى أن شريف صبري هو مخرج أغنيات روبي والتي تظهر في معظمها عارية، فروبي هي التي اختارت ذلك. أما أنا فلي منهج وقيم لن أتنازل عنهما أياً كان المخرج الذي أتعامل معه.
> ولماذا تركت فكرة التعاون مع المخرج طارق العريان رغم نجاح كليب »فيه إيه بينك وبينها« الذي أخرجه لك؟
ـ كنت أعتقد أن المخرج طارق العريان سيتفهم رغبتي في الظهور على الناس بمظهر جديد يعبر عن عمري وسني الحقيقي ولكنه لم يضف لي شيئاً وأحسست أنني ظهرت بصورة رديئة على مستوى الماكياج والملابس رغم ثقتي الكبيرة فيه، حتى أنني لم أكن أعترض على أي شيء أثناء التصوير. ولهذا كان قراري بعدم التعاون معه مرة أخرى. > ماذا عن الجديد الذي ستقدمه آمال ماهر في الفترة القادمة؟
ـ أستعد لإصدار ألبوم جديد في الصيف المقبل وسيتضمن 10 أغنيات أفضل عدم الحديث عنها لحين الانتهاء من الالبوم فلازلت في مرحلة الإعداد له. كما أشعر برغبة حقيقية تجاه التمثيل. فما لا يعرفه الكثيرون أنني أتقن تمثيل الأدوار وأحب الرقص لكنني الى الآن لم أجد الفرصة السينمائية الملائمة لشخصيتي كما أحلم بالوقوف أمام المخرج يوسف شاهين أو المخرج خالد يوسف فهما في رأيي من أكثر المخرجين احترافاً وجدية. > وماذا عن علاقتك بالفنانة وردة الجزائرية؟
ـ علاقة يسودها كل الود والاحترام من جانبي لموهبة كبيرة في حجمها، وكل التشجيع والنصح من قبلها. فقد دعتني لزيارتها في بيتها وكان أول ما قالته لي أن أحسن اختيار أغنياتي بعناية بالغة ولا أنظر الى الماضي مهما كان فيه من أخطاء. كما طلبت مني التركيز على أهدافي المستقبلية. ومن الرائع ان تمنحني تلك الفنانة العظيمة بعضا من وقتها.