أسامة الرحباني: نجوم الطرب مغرورون.. وأي «أُمي» باستطاعته أن يلحن

قال إنه لم يتقاض أجراً لقاء مشاركته مع إلـ «ال بي سي»

TT

لم يعد اسامة الرحباني مجرد اسم سطع في سماء الفن نتيجة ارتباطه المباشر بعائلة الرحبانية، وكونه نجل احد عمالقتها منصور الرحباني، فهو وجه معروف تلفزيونياً ينتظر المشاهدون اطلالته الاسبوعية عبر برنامج »ستار اكاديمي« فيمضون معه ساعة من الحقيقة في عالم الفن، يكشف فيها نقاط ضعف الطلاب، ويساهم خلالها في صناعة نجوميتهم.

اسامة الذي يعتمد اسلوباً قاسياً ومرحاً في انتقاد الطلاب، يقول: «لا احب المراوغة، افضل الكلام المباشر. والملاحظة اذا مارافقتها القسوة حفظها الشخص الآخر بشكل اسرع، وهكذا اعرف ان كلامي لا يذهب سدى». ويضيف: «هذا ما تعلمته من مدرسة الرحابنة الجدية، وتحديداً من والدي الذي يفاجئني حتى اليوم بملاحظاته المقتضبة على اعمال يشاهدها. وهو (على فكرة) لا يزال منكباً على المطالعة والقراءة ومتابعة كل ما هو جديد».

واشار الى «ان وجوده في ستار اكاديمي لم يأت بالصدفة، وانما عبر علاقة وثيقة تربط الرحابنة بهذه المؤسسة (ال بي سي). الاثنان يلتقيان عند هدف واحد وهو تقديم الاعمال الضخمة التي تتطلب الكمال». واضاف: «لقد ساهم البرنامج طبعاً في انتشار اسمي بشكل اكبر. اعطاني، كما اعطيته بدوري جزءاً من خبرتي الفنية وهو (على فكرة) احد اهم البرامج الاستعراضية الفنية في الشرق الاوسط». وعما اذا كان يتقاضى اجراً معيناً لقاء مشاركته به، رد اسامة بأن علاقته مع الـ «ال بي سي» هي ارقى من ذلك، وتقوم على اساس الاحترام المتبادل. واعتبر اسامة ان هذا النوع من البرامج من شأنه ان يسهل لقاء الحضارات العربية وتقريب وجهات النظر بين ابناء الامة الواحدة. ورأى انه من المبكر اطلاق التكهنات حول المواهب المشتركة حالياً في البرنامج او تقييمها، لان الوقت قد يكشف عن طاقات جديدة يتمتع بها المشتركون، ما يبدل في وجهات النظر، معتبراً ان الامور تتبلور ابتداء من الشهر الثالث لوجودهم في الاكاديمية.

والمعروف ان اسامة قد استعان بالطالبة التونسية اماني السويسي، التي شاركت في الموسم الثاني للبرنامج، فشاركت في احدى مسرحياته الغنائية »جبران والنبي«، واوضح ان اختياره لها ارتكز على مميزات صوتية تتمتع بها ولا نجدها عند كثيرين من المغنيين. اما النصيحة التي يوجهها دائماً الى الطلاب، فهي ان يبتعدوا عن الغرور وان لا يتوقفوا عن اكمال دراستهم والمثابرة على التعلم.

ويرى اسامة الذي كان وراء نجاح مسرحيات عدة رحبانية اخيرة، اذ شارك في إعدادها وانتاجها وبينها «الوصية» و«آخر ايام سقراط»، و«قام في اليوم الثالث» و«جبران والنبي» وغيرها، ان اكبر مشكلة يواجهها حالياً، سببها الخبرة التي راكمها منذ صغره حتى اليوم، خصوصاً وان تاريخه الفني يحمل تعاوناً مع شعراء عمالقة امثال جبران خليل جبران وابو الطيب المتنبي ومنصور الرحباني وشكسبير، فتساءل قائلاً: «بعدما لحنت لهؤلاء الشعراء اجد مشكلة في التعامل مع شعراء الاغنية اليوم».

ويضيف: «لدي التزام دائم مع مبادئ معينة وتربية رحبانية خاصة ونمط فني حازم ولا استطيع ان استبدل هذه التراكمات بأخرى. وعما اذا كان يشعر بالتفوق كونه تعامل دائماً مع النخبة وعايش مدرسة رائدة في عالم الموسيقى العربية وهي الرحبانية فأجاب: «لم اشعر يوماً بالعرض وتنتابني لحظات اجد نفسي فيها جاهلاً عدة اشياء فأغوص في لعبة الاكتساب والتعلم من جديد عندها يصبح التفوق من الماضي».

ويستطرد: «احب ان احقق النجاح في كل شيء وآسف احياناً لأني لم اركز على مادة الرياضيات في المدرسة مثلاً ولم اهتم بإجادة الانكليزية او التحدث بطلاقة بالفرنسية او عدم شغفي بالرياضة». وينهي: «في حياتي لم اكن راضياً على نفسي لا معنوياً ولا جسدياً».

وعما اذا كان ينوي التعاون قريباً مع احد المطربين اللبنانيين بعدما كانت له مثلاً تجربة مع كارول سماحة التي غنت له «صباح الالف الثالث» قال: «لا استبعد تنفيذ عمل غنائي مع بطلة مسرحيتي السابقة «آخر يوم» رودي داغر، فهي تملك خامة صوتية مميزة وتقنية غناء عالية. وعن رأيه بنجوم الطرب اليوم قال: «جميعهم مصابون بالغرور. واهملوا موهبتهم ولم يتنبهوا لمسيرتهم الفنية، والمتابعة هي اهم ما يجب ان يحققه الفنان».

ويرى اسامة ان التلحين اسهل من التأليف الموسيقي وأن اي «أمي» باستطاعته ان يلحن، مشيراً الى ان قلة من الموسيقيين اللبنانيين يجيدون التأليف والذي يرتكز على كتابة النوطة وليس على السمع.

ولكن ماذا اضاف اسامة الرحباني الى مدرسة الرحابنة؟ يقول: «لقد جددت الموسيقى التي تربيت عليها وطورتها، وبالتأكيد ينقصني الكثير لأتشبه بالاخوين عاصي ومنصور، فهما تجاوزا المجد وحققا عالماً ما يستطيع ان ينجزه موسيقيون آخرون طوال اجيال».

واكثر ما يوتره هو الشخص الجاهل اذ لا يستطيع تحمله او التحدث اليه. ورداً على سؤال عمن يختار للتعاون معه من ابناء عمه غسان او زياد اجاب: «تعاونت مع غسان ابن عمي الياس في مسرحية «وقام في اليوم الثالث» وفي اغنية «لازم غير النظام» فطبيعة عملنا تتوافق مع بعضها، الا ان ذلك لا يعني انه شخصياً اقرب لي من زياد ابن عمي عاصي. ولم يستبعد ايضاً فكرة اعادة اعداد احدى مسرحيات الرحابنة المعروفة كالـ «المحطة» او «جبال الصوان» وادخال توزيع موسيقى جديد عليها بمساعدة اوركسترا سمفونية مثلاً، وبالتعاون مع اخيه غدي الذي ألف معه ثنائياً فنياً معروفاً.

وأجاب اسامة بكلمات مقتضبة عن رأيه بالمذيعة التلفزيونية هيلدا خليفة، واصفاً اياها بخفيفة الظل وصاحبة روح مرحة تجعله يبتسم دائماً وهو بصحبتها. اما جاهدة وهبي فرأى ان لديها طاقات صوتية لافتة متمنياً ان يجمعهما تعاون فني في الايام القريبة، في حين قال: «هيفاء وهبي امرأة جميلة وعليها ان تبقى في هذا الاطار فقط».

اما بالنسبة الى مشاريعه المستقبلية فهو بصدد طرح شريط مصور في لندن يتضمن مقاطع موسيقية في حفل اقيم العام الماضي في متحف فيكتوريا والبرت البريطاني. وقد شارك فيه شخصياً بحضور الامير تشارلز فعزف ثلاث مقطوعات سمفونية، وجميعها تتضمن قصائد سمفونية فيها من روح الموسيقى الشرقية وتتناول لقاء الحضارات في تعاضد الاشياء المتناقضة واندماجها مع بعضها البعض. كما يحضر لمسرحية «زنوبيا» التي ستعرض في دولة الامارات العربية وهي من تأليف والده منصور الرحباني وبطولة المطربة التونسية لطيفة واللبناني غسان صليبا، اضافة الى مجموعة من الممثلين والراقصين والكومبارس ويصل عددهم نحو 200 عنصر.

اما احلامه المستقبلية فمحورها الاخراج السينمائي الذي يتمنى ان يمارسه يوماً ما ويقول: «لقد عملت في المسرح وفي شروط عالمية وبإنتاجات ضخمة واتمنى ان اقوم بأعمال مصورة في الاطار نفسه».