يسرا: لست نادمة على فيلمي الأخير.. والرقص «حرية شخصية»

بعد هدوء العاصفة التي خلفها «ماتيجي نرقص»

TT

الذين يختلفون مع الفنانة يسرا والذين يوافقونها، يؤمنون بشيء واحد، هو أنها الوحيدة من بين فنانات جيلها التي ظلت محتفظة بمكانة مميزة في نفوس الجماهير عن باقي زميلاتها. والسبب هو قدرتها على الحفاظ على بريقها واشتياق الجمهور لها، فالابتعاد والتواجد لعبة تجيدها يسرا التي تعرف متى وكيف وأين تتواجد، ومتى تبتعد وتكتفي بأخبار تنشر عنها بين الحين والآخر في الصحف والقنوات التلفزيونية. وعلى الرغم من عدم تحقيق آخر أفلامها «ماتيجي نرقص» النجاح الجماهيري المتوقع له، الا أنها تؤكد أنها غير نادمة على بطولته، مشيرة الى أن رأيها في الرقص الذي أثار بعض نواب البرلمان هو «رأي شخصي» لا دخل لأحد فيه. يسرا تستعد خلال الايام المقبلة لبدء تصوير مسلسل «موجة عبير»، وهو مسلسل مقتبس عن قصة حقيقية لعملية اختطاف طفل فقير من أمه البسيطة، وقد عاش هذه القصة من خلال عمله المصور الصحافي عادل مبارز، وتجسد يسرا في المسلسل شخصية صحافية تحقق في الموضوع. المسلسل من انتاج شركة العدل جروب ومن إخراج المخرج السوري محمد عزيزية، مخرج مسلسل الطريق الى كابل. «الشرق الأوسط» التقت يسرا في حوار تضمن العديد من النقاط...

> ما سبب الاستعانة بمخرج سوري لإخراج موجة عبير؟

ـ كان من المفترض ان يخرج العمل جمال عبد الحميد لكنه اعتذر لاسباب خاصة به وهو ما دفع المنتج جمال العدل الى الاستعانة بالمخرج السوري محمد عزيزية وهو من المبدعين في مجال الدراما التلفزيونية. وبالنسبة لي لا أحب التفكير في مسألة سوري ومصري فالفن ليس له وطن. وهو أمر ليس بالجديد علينا في مصر ومنذ زمن طويل ونحن نستقبل الأشقاء العرب طالما يتمتعون بقدر من الموهبة. ولم تكن هناك أدنى تفرقة بينهم وبين الفنانين المصريين، حتى أنه بمرور الزمن واقامة الفنان العربي في القاهرة يبدأ الجمهور في نسيان كونه ليس مصريا، وربما لا يهتم بالسؤال من الأساس.

> فيلمك الاخير لم يحقق النجاح الجماهيري الذي اعتدت عليه في أفلامك السابقة ألا تشعرين بالندم على مشاركتك به؟

ـ لا أندم على عمل قدمته مطلقا، لأنني دائما أفكر مليا قبل الموافقة عليه حتى لو لم يحقق النجاح المنتظر. من ناحية أخرى الايرادات ليست مقياس نجاح الافلام فكلنا يعلم أن الإيرادات لها حسابات أخرى. كما أن الفيلم كان مغامرة مجنونة وأنا سعيدة بتقديمه لكونه نوعية مختلفة لم تعتدها السينما المصرية، حيث يناقش قضية مهمة نعاني منها في مجتمعاتنا العربية المحافظة ونرفض الحديث عنها. فأنا أجسد فيه شخصية سيدة تعيش حياة زوجية مملّة وروتينية فتقرر في لحظة أن تغير حياتها بالانضمام إلى مدرسة رقص تفتتح في البناية نفسها التي تقطنها ونشاهد ما يحدث لها من تغيير وما يطرأ عليها من مشاكل.

> وماذا عن مهاجمة بعض نواب البرلمان لك على تصريحاتك حول الفيلم؟

ـ البعض منهم ادعى أنني قلت ان كل المشاكل يمكن حلها بالرقص وهو ما أحزنني جدا لأنني لم أقل ذلك مطلقا وإنما قلت ان المشاكل الشخصية هي التي يمكن حلها بهذه الصورة وهي تصريحات تخصني أنا فقط وأنا حرة في رأيي. وليس من حق أحد التشكيك في ديني أو رأيي حتى لو كنت مخطئة في نظر أي شخص.

> هل أزعجك ما تردد عن وجود اسمك ضمن ما سُمين بالقائمة السوداء لأعداء الحجاب؟ ـ بالطبع أزعجني ذلك جدا، فأنا لم أختلف مع أي زميلة منهن ولم أهاجمهن وكل ما حدث هو أن البعض أورد كلمات على لساني لم أقلها فالمسألة في النهاية حرية شخصية، وحتى ما ورد في بعض الصحف على لسان سهير رمزي عني أنا لا اصدقه، فالخلاف بيننا غير وارد من الاصل كل ما قلته في هذا الموضوع مسجل بالصوت والصورة في أحد اللقاءات التلفزيونية وكانت قد ترددت شائعات حول ارتدائي الحجاب واعتزالي الفن وما شابه وكان ردي: لن أرتدي الحجاب ولن أعتزل ولا أحب أن أعلق أخطاء الاشخاص على الفن، ولكني لم أزايد على أحد سواء محجبة أو غيرها. وللأسف البعض فسر هذا الكلام بطريقة مغرضة وحاول الايقاع بيني وبين الفنانات المحجبات. > ماذا عن تكريمك في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير؟ ـ على الرغم من حصولي على ما يربو من 50 جائزة قبل تكريمي الاخير الا ان جائزة مهرجان القاهرة السينمائى الدولي الاخير هي الأقرب الى قلبي ربما لأنها الأحدث في تلك الجوائز كما أنها جاءت لتكريمي عن مجمل أعمالي السابقة وهو ما يعني أن مشواري الفني وجد من يقدره ويعتبره تاريخا يستحق التكريم، ويزيد من شعوري بالسعادة أن التكريم جاء من مهرجان بلدي وفي حياتي وهو ما لا يحدث في العادة، حيث من المعتاد تكريم الفنان عن مجمل أعماله بعد رحيله.

> طالت فترة ابتعادك عن المسرح ألم يحن الوقت لعودتك إليه؟

ـ الفترة المقبلة ستشهد عودتي إلى المسرح من خلال العمل الذي سأقدمه مع المنتج عصام إمام ولكننا لم نستقر حتى الآن على اسم المسرحية التي سنبدأ بروفاتها الأيام المقبلة، ويشاركني بطولتها الفنانان محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي، والنص من تأليف نبيل أمين وإخراج خالد جلال.