مهرجان «كان»: تظاهرات خاصة تتناسب مع دورته الستين

لم يزل يواكب المستجدات السينمائية ويساير موضاتها

TT

يفتتح مهرجان «كان» السينمائي في السادس عشر من هذا الشهر فعاليات دورته الجديدة، التي من المنتظر أن تشهد تظاهرات خاصة تتناسب مع دورته الستين، فقد قررت إدارة المهرجان التحضير للعديد من الفعاليات الخاصة بهذا الحدث. هذا المهرجان الذي أظهر ومنذ أولى دوراته نضجا قياديا لم ينتظر هذه السنوات الطوال حتى تكتمل أركانه، وإنما أرسى قواعده على مبادئ طليعية استمر خلالها الأبرز بين مهرجانات العالم. وهو إلى ذلك لم يزل يواكب المستجدات السينمائية ويساير موضاتها. والدورة القادمة هي استمرار لهذا النهج، الذي لا يتعارض مع ميوله التقليدية إلى سينما المؤلف. وسنتعرض في الأسطر القادمة وبنظرة سريعة إلى بعض أفلام المهرجان الرسمية واهم الشخصيات التي ستكون حاضرة في كرنفال «كان» وعرسها السينمائي. يفتتح المهرجان أولى فعالياته مساء الأربعاء القادم بفيلم منتظر ضمن المسابقة الرسمية للمخرج الصيني ونغ كار واي، الذي يعد وطوال العقدين الماضيين احد ابرز صناع السينما الآسيويين، والذي يتميز برؤية سينمائية شديدة الخصوصية تتميز بها أفلامه التي يأتي في مقدمتها فيلم «Happy Together» الذي أخرجه عام 1977 وشارك فيه في المهرجان ذاته وفاز عنه بجائزة أفضل مخرج كأول صيني يحظى بهذه الجائزة، إلى جانب فيلمه الآخر «In the Mood for Love» الذي أيضا شارك به في دورة عام 2000 ودورة 2004 بفيلم «2046». كار واي الذي رأس لجنة تحكيم الدورة الفائتة يخوض تجربة جديدة ويدلو بدلوه حول الحلم الأمريكي في فيلم «My Blueberry Nights». وهو يدور حول شابة تبدأ رحلة بحث عن الذات وبحثا عن مفهوم الحب عبر أمريكا والتي تلتقي فيها بالعديد من الشخصيات الغريبة والشاذة. ومن بين أهم الأسماء المشاركة في المسابقة الرسمية يأتي المخرج البوسني الشهير أمير كوستريكا بفيلم «Promise Me This» الذي تقع أحداثه خارج بلغراد حول رجل مسن يؤرقه وضع ابنه الذي يسعى جاهدا إلى الذهاب إلى المدينة والبحث عن إمرأة يتزوجها. ويعد كوستريكا احد ابرز مخرجي يوغسلافيا السابقة وهو احد الأسماء القليلة التي فازت بسعفة «كان» مرتين عن كل من فيلم «When Father Was Away on Business» عام 1985، وفيلم «Underground» عام 1995، كما فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «Time of the Gypsies» عام 1988. ومن هنغاريا يقدم المخرج الطليعي بيلا تار فيلم «The Man from London ». وتار مخرج طليعي وهو من أهم مخرجي الواقعية في أوربا الشرقية طوال العقدين الفائتين وهو يحضر كان للمرة الثانية بعد انقطاع دام عشرين عاما منذ فيلم «Damnation» عام 1988. ويحكي فيلمه الجديد الذي يعتمد على رواية للكاتب جورجو سيمنون حادثة غريبة وفاجعة تقع على مرأى من مراقب احد المرافئ في إحدى ليالي أوروبا الدافئة. وعودة إلى آسيا وتحديدا كوريا التي تعيش نهضة سينمائية نشطة منذ بداية الألفية الجديدة، يشارك عن كوريا المخرج كاي دوك كيم للمرة الأولى في المهرجان وذلك عن فيلم «Breath». وهو في هذا العمل لا يحيد كثيرا عن موضوعات أعماله المعتادة، التي عادة ما تدور حول الوحدة والإنسان كوحدة مستقلة. يدور الفيلم حول سجين يقع في حب الشابة المسؤولة عن تنظيم زنزانته. ومن كوريا أيضا يشارك المخرج لي تشانغ دونغ الحائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان فينسيا عام 2002 عن فيلمه الرومانسي اللطيف « Oasis»، وهو يشارك في المهرجان بفيلم عاطفي وقصة حب أخرى في فيلم « Secret Sunshine». ومن امريكا، الحاضر الأكبر في المهرجان، يعود هذا العام عدد من أهم شخصيات «كان» المألوفة، فالأخوة كوين وفيلمهم الجديد «No country for Old men» وفيلم جريمة آخر وشخصيات شاذة وغريبة يحضر بها الإخوة دورة هذا العام، كما ويشارك كونتين تارنتينو عن فيلم « Death Proof» الذي حقق نتائج جيدة في أمريكا عند عرضه مطلع الشهر الماضي، وهو احد أجزاء فيلم « Grindhouse» الذي قام بإخراجه عدد من المخرجين في إعادة سينمائية لبعض أشهر الثيمات السينمائية الرخيصة والعنيفة في سبعينات القرن الماضي. ويشارك أيضاً المخرج جس فان سانت الفائز بسعفة كان وجائزة أفضل مخرج عام 2003 عن فيلمه الشهير «Elephant». وسانت مخرج متمكن ويحظى بقبول واسع بين النقاد الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء على الرغم مما يثيره أسلوبه السردي من جدل ونقاش. فيلم « Paranoid Park » يحكي صراح يعيشه متزلج تسبب في مقتل حارس امن عن طريق الخطأ. ومن بين الأسماء العالمية الشهيرة المشاركة في مسابقة «كان» الرسمية المخرجان الروسيان اندريه زافياجنتيف والكسندر سوكوروف، ابرز المخرجين الروس في السنوات الأخيرة، وحققا اثنين من أشهر الأفلام وأفضلها وأكثرها إبداعا خلال السنوات العشر الماضية في فيلمي « The Return» و« Russian Ark» على التوالي. كما ان المخرجة الفرنسية المثيرة للجدل كاثرين برليات التي حققت طوال العشرين سنة الماضية بعضا من أكثر الأفلام صدامية وجرأة، ومن بينها أفلام « Junior Size 36S » و« Romance» و« Perfect Love» وفيلم « Fat Girl» التي فازت عنه بأحد جوائز كان الفرعية عام 2001. وعلى الرغم من الصخب الكبير الذي يصاحب المسابقة الرسمية إلا أن الفعاليات الأخرى ضمن الاختيارات الرسمية تبدو أكثر جاذبية وهي ما ينتظر "كان" من مفاجآت وإبداعات سينمائية تجديدية. وحتى ذلك الحين يبقى الحدس غير وارد في مثل هذه الأحوال.