السينما صور

TT

واكبت السينما في بداياتها الثورة الفنية التي شهدتها معظم الفنون الكلاسيكية، سواء في المسرح أو الفن التشكيلي أو الرواية والشعر. وقد ساهمت تلك المجاراة في استقلالية المفهوم السينمائي في ما بعد وتحديد مفهوم واضح للصورة السينمائية. في بداية القرن الماضي كان الفن التعبيري في الفن التشكيلي يعيش ازهي أوقاته، وقد قام عدد من التعبيرين السينمائيين أنذاك بصناعة بعض من أشهر الأفلام في التاريخ السينمائي، التي كانت ذات نزعات تعبيرية صارخة. والصورة هي إحدى اللقطات من الفيلم التعبيري الألماني الشهير «عيادة الدكتور كاليغاري THE CABINET OF DR. CALIGARI». الفيلم يحكي قصة ساحر ومشعوذ يدعو الآخرين للقيام بجرائم، بعد أن يقوم بتنويمهم مغناطيسيا، إلا أن الواقع لا يبدو على ظاهره، فالحقائق في الفيلم لا تلبث أن تناقض بعضها بعضا لتدع المشاهد في حيرة دائمة. هذا التشويش الإدراكي تدخل في تأسيسه عناصر تعبيرية متطرفة، من حيث الديكورات والمناظر وماكياج الشخصيات. فالمباني مائلة والأسقف متفاوتة الأبعاد والشوارع ملتوية ومعوجة، أما الماكياج فقد كان مبالغا فيه يخفي وراءه الصورة الحقيقية للإنسان الطبيعي لتخلق منه فيلما مربكا بحق. الفيلم اخرجه روبرت فين عام 1919.