80 يوما للماراثون الصيفي لأفلام الكبار

بدأ بـ«تيمور وشفيقة» و«مرجان أحمد مرجان» و«كركر»

TT

«وبدأ صراع الكبار على إيرادات سينما صيف 2007».. هكذا أعلن النقاد. ففي الأسبوع الماضي انطلق ماراثون الموسم السينمائي الحقيقي بعد بدء عرض فيلم «تيمور وشفيقة» الذي يقوم ببطولته أحمد السقا ومنى زكي، في توليفة تجمع بين الرومانسية والكوميديا والاكشن. وقد اعتبر النقاد توقيت عرض الفيلم البداية الحقيقية للموسم الصيفي الذي كان قد بدأ في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي بعرض مجموعة من الأفلام التي غالباً ما تقدم في بدايات الموسم تمهيداً لعرض أفلام الكبار ومن بينها «عمر وسلمى» لتامر حسني ومي عز الدين، و«عجميستا» لخالد أبو النجا، و«علاقات خاصة» لأحمد فلوكس، و«صباحو كدب» لأحمد أدم، و«أحلام الفتى الطائش» لرامز جلال. وفي يوم الثلاثاء الماضي زادت حدة المنافسة مع بدء عرض فيلم «مرجان أحمد مرجان» للفنان عادل إمام، و«كركر» لمحمد سعد. والاثنان يرفعان شعار الكوميديا كهدف أساسي، مع الفارق في الأسلوب بين عادل إمام صاحب الخبرة الطويلة في عالم الكوميديا، ومحمد سعد الذي عرف كظاهرة في الأعوام الخمسة الأخيرة واعتاد على تقديم الكوميديا التي تعبر عن أبناء الطبقة الدنيا في المجتمع.

ومع تفصيل الحديث بعض الشيء نجد أن «تيمور وشفيقة» الذي نجح بقصة الحب التي يرويها بين بطلي العرض، في سحب البساط من تحت أقدام فيلم تامر حسني. دليل النقاد في ذلك ليس الإشادة فقط بمستوى فيلم «تيمور وشفيقة»، ولكن ما نجح الفيلم في تحقيقه من إيرادات على مستوى الشباك. ففي أسبوعه الأول تخطى حاجز الـ3 ملايين جنيه بقليل. بينما لم يحقق فيلم «عمر وسلمى» على مدار الأسابيع الأربعة التي عرض فيها سوى 8 ملايين جنيه. «تيمور وشفيقة» كتبه السيناريست تامر حبيب وأخرجه خالد مرعي في أولى تجاربه الإخراجية بعد خبرته الطويلة في عالم المونتاج السينمائي.

ويروي قصة حب تربط بين تيمور وشفيقة اللذين يقرران في فترة ما عدم إكمال تلك العلاقة، في الوقت الذي يتم اختيار شفيقة لشغل منصب وزاري، بينما يصبح تيمور الحارس الشخصي لها. وينجح في إنقاذها من يد احدى العصابات التي تختطفها لتتجدد قصة الحب من جديد وتفضل شفيقة الارتباط بتيمور عن المنصب الهام. أما «مرجان أحمد مرجان» فيتوقع له النقاد تحقيق نسبة عالية من الإيرادات لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الإنتاج الضخم الذي وفرته شركة جود نيوز للفيلم، والذي قيل انه تجاوز حاجز الـ25 مليون جنيه.

وهو ما يعني تفوقه على ميزانية «عمارة يعقوبيان» و«حليم» اللذين تصدت الشركة لإنتاجهما في العام الماضي. الفيلم بدأ عرضه يوم الثلاثاء الماضي في عدد كبير من دور العرض ويقوم ببطولته عادل إمام، ميرفت أمين، شريف سلامة، بسمة، ونخبة من الشباب والمخضرمين، وهو من تأليف يوسف معاطي، أما الإخراج فهو لعلي إدريس. الفيلم يؤكد قدرة عادل إمام على البقاء والتجديد في عالم الكوميديا، والإتيان دائما بكل ما هو جديد. فعادل الذي قدم في العام الماضي شخصية تراجيدية في فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي احتل قمة الإيرادات في الموسم السينمائي الماضي، يقدم هذا العام شخصية كوميدية من الطراز الأول.

وعلى الرغم من تراجع الجميع عن طرح أفلامهم في توقيت الزعيم، إلا أن «كركر» لمحمد سعد قرر المنافسة وبشدة مع «مرجان» عادل إمام. فحينما كانت شركة جود نيوز تحتفل بالعرض الخاص الأول للفيلم للسفراء والفنانين ورؤساء التحرير في دار الأوبرا، كان محمد سعد ومنتج فيلمه السبكي يستقبلان الصحافيين والنقاد المتبقين من عادل إمام في سينما ريفولي بوسط القاهرة في العرض الخاص للفيلم. البعض اعتبرها محاولة من سعد للفت الأنظار إلى وجوده بقوة هذا العام، وبخاصة مع تراجع إيرادات فيلمه «كتكوت» في العام الماضي. ولكن تبقى الإيرادات ومدى إشادة النقاد بالفيلم هي المحك الرئيسي في تلك المنافسة وبخاصة مع تقديم سعد لأربع شخصيات في فيلمه الجديد. إلا أن أكثر الأمور إثارة في فيلم «كركر»، هو تحديد يوم 17 يوليو (تموز) في نظر الدعوى المقامة من أحد المحامين الذي استنكر في دعواه تقليد محمد سعد للداعية الديني عمرو خالد. وقد طالب المحامي بوقف عرض الفيلم وتغريم المسؤولين عنه غرامة مالية لإساءتهم لعمرو خالد. وعلى الجانب الآخر ابتعد «عندليب الدقي» أو الفنان محمد هنيدي عن نزول المنافسة بين عادل إمام ومحمد سعد، مفضلاً الانتظار لعدة أيام، حيث من المقرر طرح فيلمه في النصف الثاني من يوليو (تموز) الجاري. ويشاركه البطولة الوجه السوري الجديد هبة نور، والفنان داوود حسين. والفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر ومن إخراج وائل إحسان. ويعد الفيلم اللقاء الأول بين هنيدي وشركة روتانا، ويحاول فيه هنيدي التأكيد على موهبته في الكوميديا والتي انطلقت منذ ما يزيد عن عشر سنوات مع فيلم «إسماعيلية رايح جاي».

هنيدي يخاطب من خلال القصة والأبطال الجمهور المصري والخليجي معاً، ويقدم من خلال الأحداث شخصيتي «توأم» هما فوزي المصري وفواز الخليجي، وكيف فرقت الأيام بينهما ليعيش كل منهما في بلد حتى يجتمعان مرة أخرى. الفنان أحمد حلمي هو الآخر فضل الانتظار بعض الوقت بفيلمه «كده رضا» الذي تشاركه بطولته منة شلبي ويخرجه أحمد نادر جلال. ويقدم فيه شخصيات لثلاثة «توأم» لا يخرجون من البيت معاً على الإطلاق. ويتعامل الناس معهم على أنهم شخص واحد، وهو ما يولد كوميديا الموقف التي اعتاد حلمي التعامل معها في أفلامه.

ومازال في الانتظار فيلم «ضابط وأربع قطط» لهاني رمزي، وحسن حسني، وفريق الفور كاتس اللبناني. والإخراج لسامح عبد العزيز. وفيلم «الأوله في الغرام» لهاني سلامة ومنة شلبي، وهو من تأليف وحيد حامد، وإخراج محمد علي.

أما أهم ما يميز الموسم السينمائي هذا العام للكبار والصغار، فهو غياب تيمة السياسة سواء في الأفلام الكوميدية أو الرومانسية. وهي التيمة التي لعب عليها عدد من الأفلام العام الماضي وفي مقدمتها «عمارة يعقوبيان» و«ظاظا رئيس جمهورية»، بالإضافة إلى قصر الموسم الذي لا يزيد عدد أيامه عن 80 يوماً فقط، وذلك بسبب مجيء شهر رمضان في الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) 2007. وهي ظاهرة بات المنتجون يحملون همها وبخاصة أن الموسم السينمائي الصيفي وكما يقول النقاد يمثل 60 في المائة من إيرادات السينما المصرية.

وفي السنوات المقبلة سيشهد الموسم تناقص عدد أيامه بالتدريج لحلول الشهر الكريم في أوقات مبكرة. وهو ما جعل المنتجين يفكرون من الآن في حل لهذا الموسم وتوزيعه على باقي شهور العام.