حسن البلام: ياسر العظمة لم يصنع الكوميديا العربية

الفنان الكويتي قال لـ «الشرق الأوسط» إن التيار الإسلامي في الكويت يحترم تجاربنا

الثنائي حسن البلام وعبد الناصر درويش في أحد مشاهد مسلسل «كاني ماني» («الشرق الاوسط»)
TT

يعتبر الفنان الكويتي حسن البلام واحدا ممن قدموا الكوميديا الضاحكة للناس خلال السنوات الماضية، وممن رسموا البسمة على شفاههم. غير أنه لوحظ مؤخرا ابتعاده عن رفيق دربه داوود حسين، الذي شكل معه ثنائيا ناجحا في عدة اعمال تلفزيونية.. فما سبب انقطاعهما عن العمل سويا. وكيف يرى تجارب داوود الجديدة.. وكيف يرد على ياسر العظمة الذي يرى ان كل التجارب الكوميدية قلدت مراياه.. وماذا يحدثنا البلام عن جديده «كاني ماني» الذي يصوره في سوريا حاليا كما تطرق الحوار لأمور كثيرة وهذا نصه.. > تقوم حالياً بتصوير مسلسل جديد في سوريا بعنوان «كاني ماني» ما الذي تقدمونه هذا العام؟

ـ «كاني ماني» عمل مختلف وفكرته ليست كما قدمنا سابقاً من أعمال، فقد تم تغيير أماكن التصوير، فبعد أن كنا نصور كل أعمالنا في الكويت أصبحنا نصور في سوريا في مدينة الفيصل الفنية، وفكرة حلقات العمل ذات طابع تاريخي، فمثلاً حلقة «الحسناء والوحش» قدمناها بنمط تاريخي لكن بلهجة كويتية، أما حلقة «سندريللا» فقدمت كذلك بقالب عربي وليست كما هي معروفة على نمط غربي.

والعمل بشكل عام يقدم في كل يوم حلقة جديدة مبنية على قصة مشهورة من التراث العربي أو المغربي، وفي كل يوم ديكور جديد وملابس مختلفة وقالب كوميدي ممتع للمشاهد، وهنا أريد أن أؤكد أن المسلسل الجديد مختلف عما قدمناه سابقاً في «قرقيعان» و«شبابيك» و«غنائيات» و«داووديات»، فالعمل عموماً تاريخي من حيث الشكل، حديث من حيث المضمون. والعمل كما قلت منوع ومن إخراج منير الزعبي، وسيعرض على قناة الوطن الكويتية في رمضان القادم، وقد قام بكتابته «الساهر» ويشارك فيه فنانون من سوريا والكويت والإمارات.

> ألا تخشى أن يقال بأن العمل هو تقليد لـ «مرايا» أو «بقعة ضوء» أو غيرها من الأعمال الفنية الكوميدية المنتشرة على الساحة الفنية؟

ـ نحن لا نقلد ياسر العظمة ولا غيره مع أني سمعت أنه يقدم حالياً مسلسلا جديدا بعنوان «حكواتي الشام» حسب علمي، هو عمل ذو طابع دمشقي بحت وليس عربيا أو عالميا كالذي نعمل على عروضه الآن، فنحن لدينا حلقات من العصر الروماني ومن القرون الوسطى، وأنا لا علم لي بما يقدم ياسر العظمة ولا نقصد تقليده أبدا،ً مع اعترافنا بأنه أستاذ في الكوميديا، وحتى لو حدث أن قدمنا أحداثا مشابهة فكما قلت لك لا علم لي بما يقدم حالياً، نحن نقدم صورة مختلفة لكوميديا منوعة اعتقدنا أن الناس يحبون مشاهدتها في رمضان القادم، مع العلم أن كل حلقة لها لهجة معينة وفي نهاية كل حلقة ستقدم أغنية على شكل الكتش. وهذا ما تميزنا به منذ تسع سنوات.

> قد يعتقد البعض بأن حسن البلام وعبد الناصر درويش كوّنا ثنائيا فنيا من خلال الأعمال المشتركة التي قدماها عبر عدة سنوات.. هل هذا صحيح؟

ـ لا أنكر أنني أجد التفاهم الكامل مع شريكي عبد الناصر درويش فهو كوميديان من الدرجة الأولى ومنذ اثنى عشر عاماً نقدم المسرح والأعمال التلفزيونية، ويوجد بيننا تفاهم فني كبير ولكن لا يصل إلى حد أن نكون ثنائيا فنيا، وفي كل عام ينضم إلينا آخرون من الوسط الفني، وقد يعمل كلانا في أعمال مختلفة. وخلال الأعوام الماضية عملنا مع النجم داوود حسين في «قرقيعان» (2) وفي «شبابيك» وهذا العام نعمل معاً في «كاني ماني»، ولأننا متفاهمان أنا وناصر على المسرح يشكل العمل التلفزيوني تفاهماً من نوع آخر بيننا.

> ما حقيقة وجود خلاف فني بينك وبين داوود حسين، حيث يقال بأن هذا هو سبب عدم تعاملكما معاً منذ أكثر من عام.. فهل فعلاً يوجد خلاف بينكما؟

ـ من قال لك هذا.. داوود حسين أخي وصديقي، ومنه تعلمت العمل الثنائي الكوميدي، فهو الأساس ونحن المكملون له، فقد تعلمت منه الكوميديا الحقيقية وإضحاك الناس، ومنه تعلمت أن أكون ثنائيا مع الجميع حتى مع الكمبارس. النجم داوود حسين كانت لديه وجهة نظر مختلفة في العام الماضي، حيث لم يرغب في تقديم عمل كوميدي فقدم عملاً من نوع مختلف، وفي هذا العام لم يرغب في التعاون معنا وفضل أن يقدم مسلسلا كوميديا من ثلاثين حلقة، أعتقد أننا في الموسم الماضي نجحنا في «شبابيك» في حين لم يكن معنا داوود حسين. هو لديه نظرة خاصة يريد أن يقدمها من خلال فنه ونحن لدينا نظرة فنية أخرى نقدمها من خلال أعمال فنية أخرى.

> الفنان طارق العلي يقول في أحد مقالاته ان أعمال داوود حسين التي جسدت أدوار كوميدية إلى جانبه لم تكن لتنجح لولا إبداعات حسن بلام فهل توافقه الرأي؟

ـ هذا الكلام غير صحيح، داوود حسين أستاذ كبير وكلنا تعلمنا منه الفن والكوميديا، وطارق العلي قال رأيه وهو حر بما يقول ولا يجب أن يكون كلامه ملزماً لنا، أما رأيي الشخصي فهو أن داوود حسين ليس بحاجة لأحد كي ينجح. داوود حسين لم يسقط أبداً فهو مدرسة بحد ذاته والعالم العربي يشهد بنجومية هذا الفنان وهو ناجح بوجود حسن البلام وبدونه. وكل ناقد فني له رأيه الشخصي وهذا لا يلزمني بالتزام رأيه، وداوود حالياً لديه بطولات بأعمال مصرية وحتى طارق العلي الذي وصف داوود حسين والذي تراجع فنياً هو أحد تلامذة مدرسة داوود حسين، فأنا هنا أنفي تماماً عبر «الشرق الأوسط» وجود أي خلاف مع صديقي داوود حسين، وليس شرطاً أننا إذا عملنا معا أن نكون أصدقاء، وأننا إذا لم نعمل قد أصبحنا أعداءً، هذه نظرية غير صحيحة، فالعمل الفني يعتمد على القناعات الشخصية لكل شخص وأعود لأؤكد أنه لا خلاف بيننا وأن المستقبل قد يجمعنا في أعمال فنية مشتركة. الصحافة الصفراء هي التي تريد صنع خلافات بيننا من خلال أوهام صنعها بعض الصحفيين كأن نتعامل بشكل أخوي قبل المصالح الفنية فيما بيننا. > ألا تعتقد بأن «كاني ماني» مشروعكم الجديد هو تقليد لما قدمه ياسر العظمة خاصة أنه قال ان كل البرامج المنوعة ذات الطابع الكوميدي قد خرجت من جلباب «مرايا»؟

ـ نحن لم نخرج من جلباب «مرايا»، فهذا البرنامج له طابع خاص يعتمد على التراث الشعبي، بينما نحن نقدم تراثا شعبيا عالميا عبر لهجات مختلفة، ومع احترامنا لياسر العظمة ليست كل حلقات «مرايا» ناجحة، وهناك ما هو جيد وما هو سيئ، ولا أعتقد بأن ياسر هو من صنع الكوميديا فهي قديمة ونحن نقدمها في الكويت من عام 1965. نحن نحترم تجربته ذات الخصوصية السورية وعليه أن يحترم تجارب الآخرين وألا يحتكرها لنفسه، ولا أعتقد بأننا نقلده، الكل يعلم أننا في الكويت لدينا تاريخ درامي طويل وعميق ولدينا نجوم كبار في هذا المجال.

> قلدت عدداً كبيراً من نجوم الدراما في العالم العربي فهل حدث أن انزعج أحد من هذا التقليد واعتبره تهكماً عليه؟

ـ نحن لم نتهكم ونسخر من أحد، احترمنا الجميع في كل ما قدموه، والجميع زملاؤنا، وفي إحدى حلقات «شبابيك» قلدنا مجموعة «طاش ما طاش» في حلقة «الشيخ فؤاد فارس القبيلة» وصدقني أن نجوم العمل اتصلوا بنا وشكرونا ولم يبدوا أي انزعاج من تقليدنا لهم. نحن نقلد أداءهم الفني وليس شخصياتهم الواقعية.

> قدمت أدواراً درامية «مصحة في اللقيطة» وغيرها ما هو جديدك في هذا الموسم؟

ـ نستعد قريباً أنا وزميلي عبد الناصر درويش لتقديم عمل درامي جديد بعنوان «الخطيئة التي لا تموت» وهو عمل تراجيدي يتحدث عن مشاكل المجتمع ليس فيه أي لمسات كوميدية نتمنى أن نقدم شيئاً جديداً للمشاهد العربي.

> من الذي يتحكم في عملية ترويج الأعمال التلفزيونية العربية في نظركم بحيث يتحكم في عملية عرضها وعملية ترويجها تلفزيونياً؟

ـ الذي يتحكم في تنفيذ الأعمال الدرامية هي الشركات الإعلانية السعودية أولاً والإماراتية ثانياً ثم الكويتية فهي التي تتحكم في البيع والشراء فمثلاً «طاش ما طاش» أكثر عمل يباع ويسوق لأنه سعودي، ونجاح الفنان ومدى شهرته هي التي تحدد مدى انتشار العمل، فالمحطة غالباً تشتري اسم صاحب العمل وليس العمل الذي يجلب لها الإعلانات التجارية.

> شاركت في تجربة «طاش ما طاش» لكنك ما تعد تلك مشاركة ما هي الأسباب؟

ـ كنت أصور في الأردن احد أعمالي الفنية عندما التقيت مجموعة «طاش ما طاش» عندها طلبوا مني المشاركة معهم في العمل فتمت المشاركة وكانت بالصدفة والحقيقة أنه شرف لي المشاركة معهم لأنها مجموعة منضبطة ولديهم نظام عمل متميز والحقيقة أنها تجربة كانت جيدة وأتمنى أن تتكرر ثانية خاصة أن النجمين عبد الله السدحان وناصر القصبي نجمان لا يمكن تفويت العمل معهما ولا زلنا نتواصل دائماً كأصدقاء وقد تحدث مشاركات فنية مستقبلاً.

> ما هو تقييمك للدراما السورية؟

ـ لا شك أن الدراما السورية رائدة بل وتميزت وتفوقت على الدراما المصرية التي كانت سائدة في فترة ماضية وهذا يرجع لمدى مصداقية هذه الدراما وقربها من قلوب وعقول الناس وملامستها لمشاكلهم اليومية وما نراه حالياً من استقطاب الدراما المصرية لنجوم سوريين هو دليل على نجاح هذه الدراما السورية وفي نظري أن الدراما المصرية حالياً تخطو خطوة جيدة باستقطابها لنجوم سوريين فأنا أدعوهم أيضاً لاستقطاب نجوم من الخليج العربي ليكونوا عامل ردف للدراما المصرية. وأعتقد أنه من المعيب جداً على الدراما المصرية أن تكون متقوقعة على نفسها ومنغلقة عن الآخرين، ولم يعلموا أن هناك دراما تطورت في سوريا والخليج وبدأت تنافسهم وتجذب الجمهور العربي لها بل وتطورت على الدراما المصرية.

> تنتقدون أحياناً بأنكم تقدمون ضيف حلقاتكم الكوميدية بشكل ساخر بل ومسيء له فكيف تردون على هذا الانتقاد؟

ـ صدقني لم أجد ناقدا فنيا أو صحفيا تقدم بنقدنا بشكل متوازن فالنقد إما أن يجعل العمل كامل الأوصاف أو أنهم يصورون العمل الفني الذي لا يعجبهم أو أنهم على خلافات مع أصحابه بأنه عمل فاشل بكل المقاييس ومعظم انتقاداتهم غير بناءة وغير واقعية وتفتقر للمصداقية نحن بنظرنا أن الجمهور هو الحكم في كل عمل فني وما نطلبه من النقاد أن يكونوا موضوعيين وليس أكثر من ذلك، نحن لم نسخر من أحد ولم نهزأ من أي فنان عربي ونتمنى من النقاد أن يتكلموا عن العمل بشكل موضوعي لا أكثر من ذلك وسنتقبل رأيهم بكل رحابة صدر أعتقد بأننا قدمنا نقداً إيجابياً من خلال أعمالنا لبرامج فنية مختلفة ولم نتلق اعتراضاً من أي أحد حتى الآن.

> هل اعتمادك على جلب الفتيات الراقصات في الأغاني التي تقدمونها في السابق أو الآن في «كاني ماني» هي لغرض جلب المشاهد العربي أم لأسباب أخرى؟

ـ نحن لم نقحم الفتيات في أغاني الأسكتش التي نقدمها في «قرقعان» أو «شبابيك» لغرض الترويج أو جذب المشاهد وأحياناً قدمنا شخصيات غنائية فنية أنا وداوود حسين وعبد الناصر درويش وأضيف أيضاً أننا عندما نقدم الفتيات لم نركز على المفاتن التي تركز عليها الكليبات الغنائية التي تنتشر عبر الفضائيات والتي تعتمد على الإثارة كأسلوب للنجاح، نحن نركز على الحركات وعلى أسلوب الغناء الذي يشابه النسخة الأصلية التي نقوم بتقليدها وهذا هو سبب نجاحنا ونحن نرفض مبدأ الجمهور عايز كدا الذي يتبناه البعض لأنه أسلوب رخيص، لا شك أن الفتيات يضفين جمالاً على الأغاني التي نقدمها ولكنهن لسن كل شيء والاستغناء عنهن لا يؤثر على ما نقدمه. وصدقني منذ تسع سنوات تشارك معنا فتيات في أعمالنا ومع ذلك لم يبق في ذهن المشاهد سوى أسماء داوود حسين وعبد الناصر درويش وحسن بلام ونسي الناس كل ما حولنا وهذا يدل على أنه نحن الأساس والآخرون مكملون لنا.

> هل انتقدتم من قبل الجهاز الديني في الكويت خاصة أن البعض يتهكم بأنكم قدمتم نوعاً من الإباحية في أعمالكم؟

ـ ان التيار الإسلامي في الكويت يحترم تجاربنا وهم يثمنون تجاربنا ولدي صداقات مع العديد من رموز التيار الديني في الكويت من التيارات المعتدلة والمتشددة ومن السنة والشيعة وأريد أن أقول هنا ان الشيخ «مبارك الدويلة» و«الطبطبائي» وكلهم يوجهون لنا نصائح ونستمع إليها، وقد نصحونا بألا نستخدم الفتيات الراقصات في «كاني ماني» وقد استمعنا لنصائحهم حيث استبدلنا النساء بشخصيات فنية رجالية قامت بأداء دور النساء إرضاءً لبعض رموز التيار الديني من أصدقائنا وخاصة الشيخ «نبيل العوضي» الذي أثمن تجربته الدعوية والذي قال لنا بأنه يريد أن يشاهد ما نقدمه بحرية ولكن ما يحد من ذلك هو وجود الفتيات الراقصات ولذلك استجبنا لمطالبهم في العام الماضي فقدمت في «شبابيك» (15) شخصية نسائية مختلفة وفي هذا العام حاولنا عدم تقديم الشخصيات النسائية إلا في مجالات ضيقة جداً وهذا كله احتراماً لأصدقائنا من التيار الديني.

> أخيراً ما الذي يجذبك أكثر المجال الفني الكوميدي أو التراجيدي؟

ـ أصدقك القول: أحب الكوميديا بشكل غير طبيعي وأفضلها على التراجيديا كما أنني أفضل المسرح على التلفزيون ولا يمكنني أن أعيش بلا مسرح ولهذا فإن مشاركاتي المسرحية تتعدد بشكل سنوي.