اختارت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي برئاسة الناقدة إيريس نظمي، الجزائر لتكون ضيف شرف المهرجان في دورته الـ23 التي تقام في الفترة من 7-11 سبتمبر (ايلول) المقبل، بمناسبة اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية لعام 2007.
ويقول سمير شحاتة الأمين العام للمهرجان انه بهذه المناسبة تقام ليلة جزائرية يعرض فيها فيلم «معركة الجزائر» الذي أخرجه المخرج الإيطالي الشهير جيلو بونتيكورفو عام 1966، وحاز عنه على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية. الا أن الفيلم منع من العرض في فرنسا لمدة أربعين عاما. وقد كرمت منذ أيام خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية اسم مخرج الفيلم الذي رحل في أكتوبر (تشرين الأول) 2006 عن عمر ناهز 84 عاما وتسلمت أرملته درع التكريم باعتباره واحدا من أعظم المخرجين الايطاليين والذي رشح مرتين لنيل الأوسكار. يذكر أن فيلم «حرب الجزائر» يدور حول معركة السيطرة على مدينة جزائرية عام 1957 بين المظليين الفرنسيون ورجال جبهة التحرير، ويبدو من خلال الاحداث مدى الوحشية التي عامل بها الفرنسيين الأهالي والمقاتلين فيما يعمد هؤلاء إلى المقاومة العنيفة المستميتة. وأضاف سمير شحاته أنه سيعرض بالليلة الجزائرية بالمهرجان، الفيلم الوثائقي «محامي الإرهاب» للمخرج باربير شرودي، وكان قد أثار ضجة كبيرة عند عرضه في مهرجان كان في مايو (آيار) الماضي. ويستضيف مهرجان الاسكندرية الشخصية الحقيقية التي جسدت محور الفيلم المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجس زوج المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، والذي قدمت السينما المصرية قصتها في فيلم للمخرج يوسف شاهين، وقامت ببطولته ماجدة وقدم الفنان محمود المليجي شخصية المحامي جاك فيرجس.
وإلى جانب هذين الفيلمين سيعرض للجزائر في أقسام المهرجان، فيلم «عشرة ملايين سنتيم» للمخرج بشير درايس الذي شارك في كتابة السيناريو مع عبد الكريم بهلول والروائي ياسمينة خضرا وهو من بطولة هشام مصباح، ألبان فيوريتي، عباس مزاني، نادية سمير. وفيلم «ظلال الليل» الذي نال جائزة الصقر الذهبي في مهرجان الفيلم العربي السابع في روتردام، وفازت بطلته الممثلة السويسرية مادلين بيجو بجائزة أفضل ممثلة عن العمل ذاته، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه ناصر بختي الذي اختار مدينة جنيف ساحة لأحداثه التي تدور حول المهاجرين المطاردين. كما سيعرض فيلم «موريتوري» للمخرج عكاشة تويتا عن رواية الكاتب ياسمينة خضرا وبتمويل من وزارة الثقافة والتلفزيون الجزائري. ويناقش المشكلة الأمنية في الجزائر إبان التسعينيات من القرن الماضي. يذكر أن اختيار الجزائر كضيف شرف يأتي في إطار نشاطها كعاصمة للثقافة العربية للعام الحالي، وليكون انطلاقة في الانتاج السينمائي الجزائري بفضل الدعم المالي الحكومي للمخرجين والتي ستساهم في إنتاج 24 فيلما روائيا و11 فيلما تلفزيونيا و38 فيلما تسجيليا وأكثر من 15 فيلما قصيرا، كما تقيم مهرجانا للفيلم العربي في وهران 28 يوليو (تموز) الحالي، ويرأس لجنة تحكيمها الفنان حسين فهمي وسيكرم اسم الفنان الراحل أحمد زكي والمخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا باعتباره المخرج العربي الوحيد الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان الدولي عام 1975 عن فيلم «وقائع سنين الجمر»، فيما حصل يوسف شاهين على نفس الجائزة ولكن في إطار تكريمه عن مجمل أعماله وعرض مهرجان كان وقتها فيلمه «المصير».