محمود ياسين يطلب «السماح» في رمضان.. ويعود للسينما بـ «الجزيرة»

يعتبر أنه في قمة نجوميته.. حتى لو سبقته أسماء لممثلين جدد على الأفيشات

محمود ياسين خلال تكريمه مؤخراً في السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

في بداياته الأولى في عالم السينما كان مجرد وجه جديد ولكنه يحمل موهبة وقدرات فتحت له الأبواب الى الحد الذي دفع بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة الى اختياره للوقوف أمامها في دور البطولة في فيلم "الخيط الرفيع" في بداية السبعينات. وقد حقق الفيلم نجاحاً مدوياً وقتها كما بات الان واحداً من كلاسيكيات السينما المصرية الرائعة. بعدها توالت أعمال الفنان محمود ياسين الذي بات أحد فتيان شاشة السينما المصرية وظل كذلك لسنوات. إلا أن دوام الحال من المحال حيث تراجعت مشاركاته السينمائية منذ بداية التسعينات وهي المرحلة التي شهدت مولد نجوم جدد نجحوا في احتلال مساحة كبيرة على حساب عدد آخر مع من سبقهم من النجوم. في ذلك الوقت كانت الدراما التلفزيونية هي الملجأ الوحيد لهؤلاء النجوم الذين فترت علاقتهم بالسينما ومن بينهم محمود ياسين الذي حاول الا تنقطع علاقته بالسينما تماماً فكان يقدم بين الحين والاخر أعمالاً تتيح له فرصة التواجد. كما حدث مؤخراً عندما انتهى الفنان محمود ياسين من تصوير دوره في فيلم "الجزيرة" الذي يشارك في بطولته مع الفنان أحمد السقا الذي يسبق اسمه اسم محمود ياسين. كما يصور ياسين مسلسلا لرمضان بعنوان "السماح"، ويستعد للعودة للمسرح القومي من خلال مسرحية "مصر الجديدة". "الشرق الأوسط" التقت به في حوار تناول كل تلك الامور. وفي ما يلي نص الحوار:

> ماذا عن تجربتك الدرامية في التلفزيون "السماح"؟

- هو عمل من تأليف الكاتب سلامة حمودة، وهو العمل الثالث الذي يجمعني به، بعد مسلسل"العصيان" بجزئيه الأول والثاني ثم مسلسل"التوبة". ويقوم بإخراج السماح، محمد النقلي. وأقدم فيه شخصيتين الاولى لرجل صعيدي كبير عائلة الطحاوي الذي يملك الثروة والسلطة والثانية للابن الدكتور صادق الذي يترك الصعيد في شبابه وينتقل للدراسة في القاهرة ويتدرج في السلك الجامعي حتى يتقلد منصب عميد إحدى الكليات ويعيش حياة مستقرة مع زوجته الارستقراطية وابنائه الذين يبث داخلهم الاخلاق التي تربى عليها. ولكنه يضطر الى العودة الى الصعيد بعد وفاة والده ليتولى زعامة أسرته وحل خلافاته القديمة مع عائلة الضبع.

وهذا المسلسل هو استكمال للثلاثية التلفزيونية التي بدأتها مع سلامة حموده في "العصيان" بجزئيه؛ ثم "التوبة". فأنا أحرص دائما على اختيار أعمال درامية ذات صبغة اجتماعية إنسانية، انطلاقاً من إيماني بأن المجتمع يحتاج الى مثل هذه الأعمال كي يعيد تقييم نفسه. ومن خلال هذا العمل نؤكد على قيمه هامة جدا، هي قيمة التسامح بين البشر التي تعد أولى خطوات التقدم والرقي.

> لماذا توقفت عن تصوير مسلسل "شهادة معاملة أطفال"؟

- كنت استعد لتصوير "المسلسل الذي كتبه مجدي صابر ويخرجه أحمد عبد الحميد. ولكن تم تأجيله لما بعد رمضان لظروف إنتاجية. وعرض علي مسلسل "السماح" في تلك الفترة فوافقت عليه وبدأنا التصوير. وما زلت متحمسا لمسلسل "شهادة معاملة اطفال" لانه عمل رائع تدور أحداثه في إطار اجتماعي إنساني من خلال طرح تساؤلات حول العلاقة الإنسانية داخل الأسرة المصرية. واقدم فيه دوراً مليئاً بالتحولات الدرامية، حيث أجسد شخصية رجل طيب يضع ثقته في الآخرين بسهولة، ولا يرى فيهم غير الجوانب الإيجابية، مما يعرضه للكثير من الأزمات في حياته اليومية. ومن خلال المفارقات الدرامية نسلط الضوء على السلبيات التي أصبحت تحكم علاقتنا الإنسانية".

> انتهيت من تصوير فيلم الجزيرة، كيف جاءت عودتك للسينما بعد غياب سبع سنوات؟

- عرض عليّ المخرج شريف عرفة سيناريو الفيلم فوجدته اكثر من رائع؛ الموضوع جديد ومكتوب بحرفية شديدة والاهم هو إعجابي بالمخرج الذي أعتبره واحداً من مبدعي الاخراج الحاليين، حيث يمتلك فكر ورؤية سينمائية متميزة. وأجسد في الفيلم شخصية والد أحمد السقا. وقد تحمست جدا للتجربة، خاصة انها لأبطال شباب أرى فيهم الموهبة الشديدة والاهتمام والحب الحقيقي للفن. > في أحاديثك تركز على أن الفيلم بطولة أحمد السقا وأن اسمه سوف يسبق اسمك على تيترات الفيلم.. لماذا؟

- هذا صحيح.. لان السينما فن شاب ومسألة كتابة الاسم حسب دور الممثل حتى لو هناك نجوم كبار في الفيلم. فالطبيعي ان يكتب اسم الممثل الشاب على الافيش لان طبيعة دوره فرضت هذا.

> هل كان لديك محاذير للعمل مع النجوم الشباب؟ - أرفض كلمة محاذير لأن لكل جيل شخصياته، كما أن هؤلاء النجوم بمثابة أولادي، وقد سبق لي التعامل مع العديد من النجوم الشباب في فيلم "قشر البندق". فأنا قدمتهم في هذا الفيلم وانا متيقن ومتأكد من موهبتهم الفنية، ما يهمني هو قيمة الدور الذي أقدمه وأنا في هذه السن. وعموماً لكل جيل ظروف،ه فيلم يكن جيلنا يصل للنجومية والشهرة بسهولة حيث لم تكن هناك محطات تلفزيونية منتشرة بهذا الكم الضخم الذي نراه حاليا وهذه المحطات تعطي للجيل الحالي فرصة كبيرة للشهرة، فالكل مشغول بالتصوير لدرجة ان كل الاستوديوهات مشغولة طوال الوقت حاليا.. لكن للاسف فان هذا الجيل يعيش وسط الظروف السينمائية السيئة حاليا ومن لديه القدرة والكفاءة يظهر وينال شعبيته. > ماذا تعني لك حالة النشاط الفني التي تعيشها الان؟ - تعني اشياء كثيرة اهمها انني مازلت قادرا على العطاء وانني في اوج نجوميتي وقدرتي على الأداء واحمد الله على ذلك. > هنالك بعض الآراء التي ترى تراجع الدراما المصرية. ما رأيك في هذا؟ - هذا كلام غير صحيح، وهو كلام يكشف عن ضحالة وذاتية مطلقيه. فلا يمكن أن نصف بلدا فيه أكاديمية مثل أكاديمية الفنون التي يزيد عمرها على ربع قرن بأنه بلد فقير فنيا وإبداعيا.. هذه الأكاديمية على سبيل المثال بها جميع ألوان وأنواع الفنون. هناك معهد الباليه ومعهد التمثيل ومعهد السينما ومعهد الموسيقى وكليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.. كيف يكون لدينا مثل هذه الصروح الجامعية في الإبداع ويقال إننا تراجعنا.. كيف؟ ومع احترامي، فالذين يرددون تلك الأقاويل يظلمون الفن السوري ويسيئون للدراما الإبداعية السورية، فقد بدأت معنا في نفس التوقيت تقريبا، إلا إذا كان البعض يعتقد أن سورية بدأت الدراما مع ظهور الفضائيات، إن السوريين لديهم أدباء وكتاب رواية، وشعراء ومؤرخون ومبدعون وممثلون أساتذة وعمالقة من زمن بعيد وعندهم مسرح راق وعندهم دراما سينمائية وقد تكون صناعة السينما تعثرت كثيرا في ظل القطاع العام، وهم عندهم مؤسسة السينما السورية كتلك التي كانت عندنا.

> وماذا عن عودتك للمسرح القومي؟

- أعود للمسرح القومي بعد غياب سنوات طويلة من خلال العرض المسرحي"مصر الجديدة" وقد كان مقرراً عرضه خلال الموسم الصيفي ولكن انشغالي بتصوير الفيلم والمسلسل دفعنا الى التأجيل للموسم الشتوي. والعرض يعد أحد أحلامي الفنية القديمة وهو مأخوذ عن نص "الناس اللي تحت" للراحل نعمان عاشور وأتعاون من خلاله مع المخرج سمير العصفوري.