سوزان نجم الدين: قلة من فناني مصر لا يعجبهم وجود السوريين

الفنانة السورية تقول إنها ستستعين بالمصريين في الدراما المحلية ببلادها

سوزان نجم الدين («الشرق الاوسط»)
TT

لا شك أن سوزان نجم الدين تعتبر حالة فنية متفردة في الوسط الفني السوري، فقد تربعت على عرش النجومية في سورية منذ تقلدها لدورها الشهير في مسلسل (نهاية رجل شجاع) قبل ثلاثة عشر عاما ومن بعدها توالت أعمالها التي ظلت عاقلة في أذهان الناس، خاصة أدوارها التاريخية الهامة التي أدتها في( شجر الدر) و(ولادة بنت المستكفي) علاوة على أدوارها الهامة في الأعمال الدرامية السورية. الفنانة السورية المعروفة سوزان نجم الدين انضمت مؤخرا لقائمة نجوم سورية العاملين في مصر بمشاركتها في مسلسل (نقطة نظام)، كما أسست مؤخرا شركة للإنتاج الفني في سورية وبدأت في تصوير عملها الجديد مسلسل ( الهاربة)، وهو عمل اجتماعي بوليسي عن نص كتبه محمود الجعفوري، ويخرجه زهير قنوع. وفي مقابلتها مع «الشرق الاوسط» في دمشق, تتحدث سوزان عن تجاربها الجديدة وعملها القادم مع النجم حسين فهمي وعن حقيقة خلافها مع الكاتب اسامة انور عكاشة كما تطرق الحوار لأمور أخرى وهذا نصه:

> هل هناك فعلا ما يقال ان هناك نجوما مصريين يحرضون ضد مشاركة السوريين في الدراما المصرية؟

ـ لا شك هناك من يحرض وانا لم أتفاجأ بالآراء القديمة والمواقف المعروفة لفنانين اثنين من مصر( رفضت ذكر اسميهما)، وهم قلة قليلة جدا تقف ضد التعاون الفني العربي وضد مشاركة النجوم السوريين في الأعمال المصرية. وهؤلاء يحاولون أن يبرروا فشلهم بحجة ضعف حضور وأداء الفنانين السوريين في الدراما المصرية، لكن الحقيقة أن الفنانين السوريين الذين شاركوا في الدراما المصرية هم من نجوم الصف الأول في بلدهم ومن نجوم الدراما العربية. وهؤلاء كما قال عنهم الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر ينافسون نجوم الصف الأول ولا ينافسون ممثلي الدرجة الثانية أو الثالثة، لهذا لا نجد نجما مصريا يحرض ضد النجوم السوريين أصلا حتى ينجحوا بحضورهم. وهؤلاء بطبيعة الحال لا يعبرون عن موقف ومزاج الوسط الفني المصري عامة. > يلاحظ أنك بدأت باكورة إنتاجك مع مخرج مبتدئ.. هل هذه خطوة صحيحة في نظرك؟ ـ زهير قنوع لا شك هو مخرج مبتدئ لكنه طموح وقدم الموسم الماضي مسلسل (وشاء الهوى) الذي لفت أنظار الناس له. أعجبني جداً حماسه وطموحه. حدث بيننا التقاء في وجهات النظر بكثير من الأمور، وجدت أن طموحي وطموحه يتقاطعان مع بعض وهو يعرف ما يعمل وعنده حس فني وقدرات اخراجية مميزة ويمكنه تقديم الجديد وأحببت هذا الجديد الذي عنده، وهذا ما أريده فأنا أكره الشيء التقليدي وأكره الشيء العادي.

> ماذا تحدثيننا عن دورك في المسلسل الجديد (الهاربة) ؟ - العمل بمجمله يتناول حياة الشابة الصحافية (سـارة).. اليتيمة الأب.. والتي تعيش في كنف والدتها، التي تتعرض لتقلبات الزمن وغدر من حولها فتدخل السجن بتهمة قتل والدتها التي وجدتها ميتة في المنزل لأن القرائن كلها تدينها وهناك في السجن يتعاطف معها الجميع كونها مثقفة ويتخلى كل من حولها من خارج السجن عنها مصدقين قصة قتلها لوالدتها وتمضي سارة فترة لا بأس بها بالسجن.. تتعرض خلالها لشتّى أصناف العذاب من السجّانة التي تكّن لها حقداً شديداً بسبب اهتمام الدكتور محمود بها. وفي ظروف معينة تفر سارة من السجن عدة مرات وفي نهاية العمل تتكشف الحقائق وتخرج سارة من السجن الى مجتمع لا يرحم. والعمل فيه الكثير من التشويق والإثارة، فهو يجعل المشاهد يتوه في عملية بحثه عن من القاتل؟.. ومن القتيل المدفون؟.. وأين جثة والدتها الحقيقة؟.. أسئلة كثيرة تلاحق المشاهد في هذا العمل المشوّق.. لتجعله مشدوداً ومأخوذاً بأحداثه المتسارعة. > يقال بأنك ستقومين باستقطاب نجوم مصريين للعمل معك في مسلسل الهاربة هل هذا صحيح؟ ـ لا أخفيك سرا، سيعمل معنا نجوم من مصر في مسلسل (الهاربة)، لكن لن أستطيع الكشف عن أسمائهم حتى نتفق معهم وهذه ستكون بادرة هامة وأولى أن يعمل نجوم مصريون في مسلسل من إنتاج سوري صرف. سابقا شارك مصريون في أعمال سورية لكنها كانت من أنتاج عربي وحالياً يوجد حوار حول هذا الموضوع، وبخصوص الأجور التي قد تكون مرتفعة فأنت تدفع لمن يأتيك بالعائدات أما الذي لا يحقق لك ذلك فلماذا تدفع له؟. > سمعنا عن تعاون قادم مع الفنان حسين فهمي؟ ـ هذا صحيح، يوجد عمل مصري ليس من إنتاجي بل معروض علي مع الفنان حسين فهمي من إخراج أحمد صقر على أساس أن نبدأ به بعد رمضان، من الممكن أن أشارك أنا في الإنتاج أو لا حسب ظروف العمل في شركتي. > ما هو سبب إقبالك على الأدوار التاريخية؟ ـ انا احب الأدوار التاريخية وأجد أن العمل التاريخي يتقاطع معي أكثر لأنني مهتمة وقارئة للتاريخ بنهم كبير وقد لا يصدق البعض مدى متعتي بتقلدي للأدوار التاريخية ولهذا فعدد من الأدوار التي قمت بها في هذا الإطار لفتت الأنظار والحقيقة انني أبذل قصارى جهدي لأقدم الدور التاريخي المقنع للناس واعتقد انني نجحت في ذلك، فأنا أقرأ كل السيناريوهات المعروضة عليّ.. أقرأ سيناريوهات لحوالي 100 عمل ما بين تاريخي وكوميدي واجتماعي وبوليسي.. الخ، واختار العمل الذي أجد انه مكتوب بشكل صحيح، و أجد أن العمل التاريخي يتقاطع معي أكثر، أما الأعمال (المودرن) التي قرأتها كلها لم تغرني بصراحة لأنني جسدتها فشعرت أنه بإمكان أي شخص أن يقوم بها. أما الأدوار التاريخية التي جسدتها ففيها صعوبة أكثر وتحتاج إلى تكنيك أعلى، والحمد لله لدينا في سورية دراما تاريخية متطورة برزت وتفوقت وأثبتت جدارتها وجذبت الناس لمشاهدتها لاتصافها بالمصداقية والحرفية في الطرح.

> في مسلسل "خالد بن الوليد" لفت دورك الاهتمام رغم انه لم يتجاوز 15 مشهدا؟ صحيح أنا قصدت أن أشارك فقط بـ 15 مشهداً، كان الدور يزيد على 50 مشهدا ولكنني أصررت أن تكون فقط 15 مشهدا فقد كانت من وجهة نظري كافية لإيصال الهدف بشكل قوي جداً، ولو نفذت الـ50 مشهدا فسوف تموت المشاهد الـ15 التي عملتها دون أن يصل الهدف. كان التركيز مهماً جداً، و أنا لا أحب اللف والدوران للوصول للهدف، بل أحب الشكل الواضح والمختصر والجميل جداً، ولا يعنيني طول الدور وقصره، بل يعنيني تأثيره في العمل ومدى تأثيره في الناس. والامر نفسه ينسحب على دوري في "ملوك الطائف" وفي "شجرة الدر" ايضا. > لماذا أنتِ غالبا مقلة في اعمالك الدرامية؟ ـ لأنني أبحث دائما عن الجيد والنص الذي لا يعجبني أرفضه فورا من دون تردد. واعتقد انه من حقي مناقشة السيناريو قبل قبولي للدور وهذا شيء طبيعي أن أتدخل لأن هذه أفكار وآراء سأنفذها على ارض الواقع وطالما أنني موجودة في عمل معين فإنني متبنية كل أفكار هذا العمل فشيء طبيعي إذا كان هناك شيء لا يعجبني سواء في دوري أو في دور غيري فمن المؤكد أن أقول ذلك وإن لم تنضبط الأمور فسأترك العمل كله، لذلك أنا مقلة في أعمالي وصدقني لا تهمني كمية الأدوار التي قد أنفذها ما يهمني الكيف وليس الكم وإلا لشاهدني الناس كغيري في عشرة أعمال سنويا ولكن هذا لا يناسبني أبدا.

> قيل الكثير عن مشاكل حول النص في مسلسل "نقطة نظام" وقيل بأنك نفيت ذلك فما حقيقة الأمر؟ ـ من حقي مناقشة ما سأقدمه للناس في اول مشاركة مصرية لي..حقيقة أنه كان أحياناً يوجد اختلاف في وجهات النظر وسويت الأمور وأحياناً كانت توجد وعود لم يتم الوفاء بها وتم في ما بعد الوفاء بها بشكل طبيعي.. بمعنى لم يكن هناك أي خلاف مع المخرج أحمد صقر أو مع المؤلف محمد صفاء عامر، بل ولا حتى اختلافات في وجهات النظر، فنحن اتفقنا قبل توقيع العقد على بعض الإضافات التي تتعلق بدوري لا اكثر ولا اقل، ولكني فوجئت بالهجوم عليّ من قبل بعض وسائل الإعلام ونسب اليّ بأنني هاجمت الدراما المصرية وطالبت الفنانين السوريين بالعودة إلى ديارهم. > كيف تنظرين لظاهرة هجرة نجوم سورية للعمل في مصر؟

هي ظاهرة جيدة وانا مؤيدة وجودنا في أي عمل عربي هو محبب، ضروري أن نشارك بأعمال عربية ولكن من الضروري أكثر أن يكون لنا عمل سوري إلى جانب العمل العربي فقط. وأحب ان أقول انني فنانة عربية قبل كل شيء. وأحب مصر مثلما أحب سورية، وقد نشأت في بيت عروبي قومي، إذ كان والدي عضواً في مجلس النواب المصري أيام الرئيس جمال عبد الناصر.

> هل يمكن أن نعتبر مسألة خروج الفنانين السوريين إلى مصر مجرد فورة؟ ـ لا هي ليست كذلك سأقول لك بصراحة، هناك إلحاح كبير على الفنانين السوريين للعمل في المسلسلات المصرية، وفي هذه السنة تحديداً أنا شخصياً اعتذرت عن 15 عملاً قبل هذا العمل الذي اشتغلته، لكن لا بد من القول إنه في النهاية لن تستمر في الاعتذار لا بد لك من الخروج و أن تجرب دراما أخرى، أنا اعتذرت عن أعمال سينمائية و تلفزيونية و ما زالت العروض متوالية حتى الآن، أصلاً أحد الأسباب التي جعلتني أستعجل بقرار الإنتاج هو وجود إغراءات كبيرة بمصر من عروض سينمائية وعروض تلفزيونية درامية وكان عندي عدة عروض هنا كممثلة، لكنني اخترت أن أدخل مجال الإنتاج. > يرى البعض انها مؤامرة تستهدف الدراما السورية؟ لا أعتقد ذلك كل ما في الأمر أن الدراما السورية نجحت بشكل كبير والنجوم السوريين مطلوبون في كل العالم ولا بد من الاستعانة بهم بكل الاعمال الدرامية وممكن إذا أردت أن تعتبرها مؤامرة فلك ذلك، أما أنا فلا أعتبرها كذلك، المؤامرة على الدراما السورية لا تكون إلا من النجوم السوريين انفسهم ولا يمكن أن تكون من الخارج، لأنه لا يمكن لأحد أن يتآمر علينا إذا نحن لم نتآمر على أنفسنا. كل دراما ناجحة يصبح نجومها مطلوبين للعمل وهذا ما جرى مع الدراما السورية.