صابر الرباعي: أعشق المغامرات الفنية.. ولم أترك «روتانا» حتى الآن

قال إنه يتمنى فعل شيء لإيقاظ الأمة العربية من سباتها

صابر الرباعي («الشرق الاوسط»)
TT

صابر الرباعي أحد الأصوات العربية المميزة التي أطلت على العالم العربي من تونس الخضراء بصوته العذب الممزوج بالشجن والقوة في ذات الوقت والذي وجد طريقه الى قلوب الجماهير بيسر ودون مشقة منذ عدة سنوات ماضية. علاقته بالفن لم تكن غريبة على نشأته، حيث نشأ وسط عائلة عاشقة للموسيقى، فوالده كان عازفا على العود، بينما احترف أخوه الغناء، لكنه لم يحقق ما وصل هو اليه من شهره. أما هو فقد بدأ رحلة الغناء منذ الثانية عشرة من عمره وتعلم العزف على العود، وتربى على أعمال كبار الموسيقيين والمطربين في الوطن العربي، مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي. وبالرغم من أن بدايته جاءت في تونس إلا أن شهرته الغنائية انطلقت من لبنان، حيث سافر إلى هناك عام 1997 للبحث عن النجومية.

صابر الرباعي احتفل اخيرا في أحد فنادق القاهرة بصدور ألبومه الجديد «الغربة»، حيث التقت به «الشرق الأوسط» في القاهرة في حوار طال الكثير من جوانب الحياة الخاصة به. وتناول قصة ألبومه الجديد وما تضمنه من أغنيات قدمت بأسلوب الراي، وقصة الخلاف على لقب أمير الطرب العربي الذي منحته اياه إحدى الصحف المصرية وأثارت مشكلة بينه وبين الفنان هاني شاكر. كما تحدث عن ثقته في ذوق الجمهور العربي ورفضه لتقديم أي عمل يسيء لهذا الذوق. بالاضافة الى الكثير من الأمور التي تضمنها الحوار التالي...

> ما هي أهم الملامح التي حرصت على وضعها في ألبومك الجديد؟ وماذا أردت أن تقول من خلاله؟

- حاولت أن أجمع في ذلك الألبوم مختلف الألوان الغنائية، وحرصت على أن يكون متنوعا ومتعدداً، فهناك أغنيات باللهجة المصرية ومنها «ضاقت بيك» و«فين الكلام»، كما توجد أغنية باللهجة اللبنانية وهي «ع الطاير»، وطبعا هناك أغنيات باللهجة التونسية وهما أغنية «الغربة» كلمات حاتم القيزاني وألحاني، وأغنية «خلوني» كلمات حاتم القيزاني وألحان عاصم الشرايطي. كما تضمن الالبوم أغنية من موسيقى الراي بعنوان «توكل عليك ربي» وهي ألحان و توزيع منيرالجزائري. > في اعتقادك لماذا تأتي انطلاقة الفنانين التونسيين الفنية من خارج تونس؟

- السبب يعود الى وجود شركات الإنتاج الكبرى في مصر ولبنان، ومعظم المطربين العرب تأتي شهرتهم الكبرى من هذين البلدين، لأن بهما جميع مقومات النجاح والانطلاق من شركات إنتاج كبيرة إلى جمهور متذوق للفن وعاشق للطرب. ولكن عن نفسي أنا فقد بدأت رحلة الغناء من تونس وسط أهلي وأصدقائي، ثم قررت الرحيل الى لبنان، حتى أحجز مكانا لي وسط خريطة الغناء العربي، والحمد لله اعتقد أنني نجحت في ذلك. > تصرفت مع المشكلة التي أثيرت بينك وبين هاني شاكر حول لقب «أمير الغناء العربي» بدبلوماسية شديدة.. فهل تلجأ للدبلوماسية دائما للهروب من المشاكل؟

- لا أسعى لوجود أي مشاكل بيني وبين أي زميل لي، أو حتى أي شخص بصفة عامة، وكل ما أثير حول مشكلة لقب «أمير الغناء العربي» الذي منحتني إياه مجلة عربية اخيرا لا دخل لي فيه، ولم أسع إلى ذلك، وأعتقد أن هاني شاكر مطرب كبير ولا تعنيه مثل تلك الألقاب لأنه يعرف حجمه وأهميته عند الجمهور العربي. ولا أستطيع أن أقول إني دبلوماسي لأنه ليست هناك مشكلة في الأصل بيني وبين هاني، وكل ما صرحت به هو الحقيقة فقط وإيضاح الأمور للناس، وأحب أن أشيد بموقف هاني الذي رفض إعطاء الأمور أكبر من حجمها ووضعها في إطارها الصحيح. > معظم أغنياتك تضمن حالة طربية خاصة.. هل تعتقد إنك بذلك الشكل تستطيع ان تصل للشباب والجمهور العربي الذي تغيرت أذواقه نوعاً ما؟ - الجمهور العربي دائما يحب الطرب والغناء الجميل والأصوات التي تستطيع أن تصل إليهم بإحساس خاص، وأنا مصمم على المضي في طريقي الذي رسمته لنفسي منذ البداية ولن أحيد عنه لأنني واثق في ذوق الجمهور العربي الذي لم ولن يتلوث بسبب الموجات الغنائية الرديئة التي تنتشر الآن. وكل من يقول إن ذوق الجمهور العربي تدني فهو خاطئ، وإلا لماذا تنجح دائما حفلات مطربين مثل هاني شاكر ولطيفة وجورج وسوف وعاصي الحلاني. في الوقت الذي لا أتوقف فيه عن التطوير في مستوى أغنياتي فأنا أعشق المغامرة الفنية، ولذلك قدمت في ألبومي الجديد موسيقى متنوعة مثل «الدبكة اللبنانية» و«الراي»، لأن الفنان الذي يظل مكانه ويلجأ لتكرار نفسه، هو إنسان غير مبدع ولن يستمر. > قدمت في ألبومك الجديد أغنية بألحان موسيقى «الراي» ألا تخشى من المقارنة مع المطربين الجزائريين؟

- لست حديث العهد بموسيقى الراي فأنا دائم الاستماع لها، ومعجب جدا بأصوات فنانيها، مثل الهاشمي فروابي ودحمان الحراشي، وغيرهما. كما أن ثقافة المغرب والجزائر وتونس متقاربة إلى حد كبير، وكلنا في النهاية وطن عربي واحد. كما أن كل فنان له مطلق الحرية في أن يغني بأي لهجة يحبها، وأي لون غنائي يعجبه، فالموسيقى والتراث ليس حكرا على أحد، وأنا الحمد لله علاقتي جيدة بكل المطربين الجزائريين الحاليين مثل الشاب مامي وخالد وفوضيل. > قدمت مختلف أنواع الموسيقى في ألبومك الأخير، لكن عندما تجلس مع نفسك بماذا تغني؟ - أعشق الأغنية الكلاسيكية جدا، حيث أشعر عندما أغنيها أنني طائر وسط السحاب، وأعيش معها حالة حب شديدة، وأحاول دائما ايصالها للجمهور بالمفهوم الذي أراه، وهو أننا لا بد نتعامل مع مشاكلنا وأمورنا الحياتية بشكل أكثر كلاسيكية. كما أود عمل أغنية أو مجموعة أغنيات لإيقاظ الأمة العربية من غفلتها وسباتها، واتمنى أن يشاركني زملائي المطربون في تحقيق ذلك الأمر.

> ما صحة ما تردد عن وجود خلاف بينك وبين الصحافة التونسية؟

- ذلك الأمر ليس صحيحا بالمرة فعلاقتي بالصحافة التونسية جيدة جدا، وكل من يطلب مقابلتي أرحب بدعوته، ولكنني أظهر إعلاميا فقط عندما يكون لدي جديد أريد قوله للناس، فأنا أحب أن تشتاق الناس لي ولا تنفر مني وتشعر بالممل لأنها تراني يوميا على صفحات الجرائد والقنوات التلفزيونية، ولذلك السبب أيضاً اعتذرت عن عدة مهرجانات تونسية، كما أنني أحب أن أقف مع نفسي بين الحين والآخر لأحسب خطواتي الفنية.

> تتردد شائعات كثيرة عن قرب انتهاء تعاونك مع روتانا.. أين هي الحقيقة؟

- لم اترك روتانا حتى الآن، وذلك الكلام سابق لأوانه، حيث ركزنا الفترة الماضية على إعداد الألبوم وطرحه بالأسواق، وبعد ذلك لدي بعض الحفلات لأحييها ثم يتبقى تصوير أغنيتين من الألبوم، وبعدها سأجلس مع مسؤولي روتانا لتحديد مدى إمكانية التعاون في الفترة المقبلة، وليس من عادتي المماطلة في توقيع العقود، فأنا صريح جدا في تعاملاتي وأعتقد أنني قبل أن أترك «عالم الفن» صرحت بذلك وأعلنتها في وسائل الإعلام صريحة وعلنية، وإذا كانت هناك نية لدي لترك روتانا لأعلنت ذلك، وإذا لم أتفق في الفترة المقبلة مع مسؤولي روتانا سوف أعلن ذلك للجميع.