غوار بين السياسة وثقافة النجوم

TT

* هل تتخيل يوما ما ان يتحدث دكتور الموسيقى عبد الرب ادريس عن الاستنساخ ومقررات الجامعة العربية واجتماعات القمم العربية؟

هل تتوقع ان تدلو الممثلة انتصار الشراح بدلوها في السياسة وتتحدث باسهاب عن الوجود الاسرائيلي والتطبيع وقانون «الخُلع» المصري؟

هل يحق للمذيع جورج قرداحي ان يتعاطى بعيدا عن مليون mbc بعض الامور السياسية ويتمنى ان يكون قاضيا؟

هل تتوقع ان تحكم الممثلة المصرية سفيرة النوايا الحسنة صفية العمري بالاعدام على الذين يتاجرون في المخدرات ويتعاطونها وتتحدث عن مشكلة المرأة بعيدا عن كواليس التمثيل وخشبات المسرح؟

كل ذلك يحدث على مسؤولية دريد لحام في برنامجه الجديد «على مسؤوليتي» الذي يبث عبر شاشة mbc كل خميس.

اذا اردت ان تعرف ماذا يدور في الصين فلا بد لك ان تعرف ماذا يدور في رأس «غوار الطوشي» أولاً الذي عاد الى السياسة من فتحة هذا الباب. في البداية يقدم لك تقريرا حول الاوضاع في المنطقة العربية ويعلق على اخبار العالم الاميركي وينقلك بطريقته للتعرف على ماذا يحدث في البرازيل والمكسيك ونيكاراغوا.

استطاعت mbc ان تعيد دريد لحام الى عالم السياسة والضحك لحد البكاء حول هموم «القضية» وحمامات الدم والعنف المتبادل في الاراضي الفلسطينية ومؤامرات العدو الاسرائيلي والاجهاض والعولمة وتربية الأطفال.

في هذه الحلقات تكتشف ايضاً ثقافة النجوم الذين يغنون، والذين يمثلون، والذين يذيعون، وكيف يفكرون حول بعض ما يشغل الناس من هموم وما يقلقهم من مشاكل.

في هذه الحلقات تكتشف مثلا ان انتصار الشراح ضليعة في التحدث عن المؤامرات الصهيونية وكيف يجب علينا كما تنصح ان ندخل الى فكر المواطن اليهودي واسرائيل بالكتاب العربي المترجم الى العبرية. ولم تشرح لنا معنى كلمة «جيكره» و«جياكر» وضحكاتها التي بدون سبب. لا نعرف ماذا سيقدم لنا غوار العائد الى السياسة «وعلى مسؤوليته» من انتقادات، وكيف سيمر على ما ينغص المشاهد العربي من مؤامرات مغلفة بضحكات و«قفشات» ونكات على انفسنا وعلى وضعنا.

«على مسؤوليتي» برنامج يمكن ان يقول الكثير وان يتناول الكثير بدون خوف او وجل أو رقيب.

فقط اتمنى ان يفهم المتحاورون عن ماذا يتحاورون او يناقشون وان لا يدعوا «غوار» يدخل الى السجن وحده مكبلا بالاصفاد او طريدا من الاوطان، لانه نفض الغبار عن مشاكلنا وهمومنا وإن كان على مسؤوليته.

* الحقونا من عفوية المصريين ـ نعم الحقونا وخلصونا من هذا الاستهتار الذي يحدث في برامج الكاميرا الخفية.

«زكية زكريا» ورضينا بها رغم سخافة بعض حلقاتها ولكن ان تستمر هذه الموضة التي تعودنا عليها في رمضان فقط ونشاهد اعمالا اخرى مثل «الحقونا» هذه الايام، فهي مصيبة.

اتساءل لماذا هذا الاستغلال المهين للطيبة المصرية ولماذا دائما الضحك على العفوية بمثل هذه البرامج السخيفة؟

ارجو ان لا نستمر في انتاج هذا الصنف من البرامج فالانسان المصري يحب النكتة بطبعه ولكن لا يعني ذلك ان نستغله وننكت عليه ونجعله اضحوكة «فضائية» ولو سمحتم «الحقونا».