8 تشكيليين جرافيكيين عرضوا أعمالهم في الرباط

«قوارب الموت» و«ساحة جامع الفنا»... رمزية لواقع الحزن والفرح

TT

استقبل الرواق الفني لمؤسسة الايداع والتدبير بالرباط، معرضا فنيا من تنظيم جمعية ملتقى الفنانين الجرافيكيين المغاربة، شارك فيه 8 فنانين تشكيليين قدموا لجمهور الرباط 40 لوحة باحجام مختلفة. ويعد هذا المعرض الجماعي هو الاول من نوعه لهذه المجموعة، الذي عبر عنه أعضاء الجمعية بأنه خطوة لصالح الفن التشكيلي المغربي، وتنوير لجمهور مازال يتعامل مع هذا النوع من الفن (الجرافيك) بنوع من الصد واللامبالاة.

تنوعت اعمال الفنانين المشاركين: عبد الكريم الازهر وعبد الاله بلعود ومصطفى بيمش وشفيق الزكار وحكيم غيلان ونور الدين فاتحي وصباري كانتور ومحمد شين، بين الطباعة الحجرية (الليثوغراف) والطباعة على الحرير (السيريغراف) والحفر على الخشب والنحاس والزنك. ورغم هذا التنوع فقد كانت رهافة الالوان عاملا مشتركا في جميع لوحات المعرض، أضف الى أن كثافة اللون الاحمر بدت عالية ولافتة، وربما فرضته الكائنات التي تستحوذ على موضوع اللوحة.

مع أن المعرض لا يشمل كل اتجاهات الفنانين الجرافيكيين المغاربة، وغابت اسماء معروفة في هذا الميدان وخاصة من العنصر النسائي، إلا أنه اعطى صورة عن الخصوصية التجريدية لهذا النوع من الفنون في المغرب المعاصر، أضف الى انه مثل نسبة لابأس بها من الاتجاهات والاجيال المختلفة التي حاولت ابراز التقنيات الجرافيكية المختلطة، كما ان لمسات وتقنيات الجانب الاكاديمي كانت واضحة. ولعل محمد شيني كان الفنان الوحيد من بين هذه المجموعة الذي لم يدرس هذا الفن اكاديميا، وإنما اعتمد على تعدديته المعرفية وتجاربه الخاصة التي تجاوز عمرها 25 سنة، مما جعله يحمل خصائص الفنان المحترف الجرافيكي.

وقد صاغ الفنانون الثمانية، رؤى تراثية وفولكلورية في اعمالهم، من دون نسيان رصد الواقع والتعبير عن محيطه، وان تباين هذا الواقع بين الفرح والاغتباط والفرجة الفولكلورية، والحزن واعتصار الالم والبكاء على مآس انسانية تتصدر عناوين الصحف اليومية كل صباح، وهذا ما تحكيه لوحات في المعرض جسدت مواضيع مثل «ساحة جامع الفنا» و«قوارب الموت»، وهذه الاخيرة تنطوي على تأثيرات واضحة لما يشغل الشارع المغربي عندما يحل فصل الصيف وتبدأ جحافل المهاجرين تتسلل الى الشواطئ لتتسلق سرا قوارب مهترئة، لتعبر بهم نحو الضفة الشمالية للبحر الابيض المتسوط بحثا عن حلم ضائع.