ملكات الجمال في لبنان إعلاميات بالفطرة أم متعديات على المهنة

TT

كان الجمال هبة من الخالق والمفتاح الذي يفتح لصاحبه او صاحبته الابواب المغلقة، لان الانسان يميل الى الوجه الحسن ويسر لرؤيته. وتماشياً مع هذه الحقيقة تتسابق محطات التلفزة اللبنانية على استقطاب الوجوه الجميلة وضمها الى لائحة المقدمين الذين ينيرون شاشتها. وفي هذا السياق تبرز ملكات الجمال وحاملات الالقاب الجمالية على رأس قائمة الخيارات.

ومن هؤلاء ملكة جمال لبنان لعام 1997 نسرين نصر التي تقدم «يا عمري» على شاشة «المستقبل»، وملكة جمال لبنان لعام 1999 نورما نعوم التي تقدم «ستديو الفن» والوصيفة الاولى لعام 2000 نتالي معماري مقدمة برنامج على شاشة «mbc». وأثار اجتياح الجميلات للتلفزيونات حفيظة الاعلاميين، الذين رأوا فيه تهديداً مباشراً لمهنتهم. «الشرق الأوسط» استطلعت آراء الجميلات حول التجربة الاعلامية ومدى خطرها على حاملي الشهادات المختصة.

الوصيفة الاولى لملكة جمال لبنان 2000 نتالي معماري رفضت مقولة ان الجمال يفتح كل الابواب امام صاحبته. وقالت: «بعد انتشار المحطات الفضائية اصبح المشاهد العربي يملك خيارات اكثر وقدرة اكبر على المقارنة مما سيجعله يرفض الجمال الخالي من المضمون، والدليل ان هناك جميلات كثيرات لا يتابعهن الجمهور».

ولم تنف ان مسؤولي التلفزيونات يهتمون بالوجوه الجديدة، واضافت «لكنهم لا يبحثون عن الجميلة التي لا تنفع سوى في عرض الازياء. اذ ان المحطة التي تهتم بالجميلات فقط تفقد مصداقيتها الاعلامية». وكشفت ان العمل في الـ mbc كان مطروحاً عليها قبل المشاركة في انتخاب ملكة جمال لبنان، لكنها لم تقبله الا بعد المباراة التي مكنتها من التعاطي مع الكاميرا بألفة اكبر. واوضحت نتالي ان بدايتها في برنامج «ميوزيكانا» لم تأت عبثاً، اذ كان عليها اختيار المجال الذي يتناسب مع خبرات فتاة في الـ 18 من عمرها، فلم يكن امامها سوى الموسيقى. ورغم حبها للاعلام لا تزال نتالي تطمح الى نيل شهادة جامعية في ادارة الاعمال، كما تتمنى ان تستطيع التوفيق بين المجالين.

وايدتها في رأيها ملكة جمال لبنان لعام 1999 نورما نعوم التي اعتبرت ان اللقب قد يساعد صاحبته على الظهور التلفزيوني، لكنه لا يكفي لاستمرارها في هذا المجال من دون الثقافة العامة وسرعة البديهة والقدرة على الحوار.

ورأت نعوم ان المقابلات التلفزيونية، التي اجريت معها بعد فوزها، قربتها من الناس وشكلت اختباراً لمعرفة مدى تقبل الجمهور لها على الشاشة. ولا تعتبر نعوم ان ملكات الجمال يتعدين على الاعلام، لانها تؤمن ان كل من يمتلك الموهبة ليبرز في مجال معين عليه ان يجرب مدى قدرته على النجاح فيه. ورأت ان انطلاقتها في«استدويو الفن» على الـ LBCI شكلت بداية مهمة تخولها تقديم برامج متنوعة في ما بعد، لاسيما انها تساهم في الاعداد الذي تعتبره ضرورياً للمقدمة كي يصبح عملها كاملاً ومحترفاً.

اما ملكة جمال لبنان لعام 1997 نسرين نصر فعزت الفضل في دخولها المجال الاعلامي الى الجمال، «فقد لفت وجهي المسؤولين عن التلفزيون ووجدوا لدي القدرة على العطاء وهكذا كان».

وقبل ان تنال اللقب كانت نصر مقدمة برامج على الـ MTV، اما اليوم فهي تشارك الممثل شربل زيادة في تقديم البرنامج الاسبوعي «يا عمري» على شاشة المستقبل. لكنها لا ترى نفسها منافسة للاعلاميين وتقول: «انا لم اقرر دخول هذا المجال بل القيمون على التلفزيون هم الذين ارتأوا ذلك. ولا اظن انني او غيري من حاملات اللقب نشكل خطراً على غيرنا، لان الفكرة العامة من التعاون معنا تنحصر ببرنامج واحد وليس اكثر. اما المذيعات فمن تثبت نفسها تستمر طويلاً».

ولا تعتقد نصر ان عليها ان تبذل جهداً كبيراً في التقديم، لان الافضل ان تظل على طبيعتها، لذلك فالجهد الوحيد الذي تبذله هو في العمل على تحسين ادائها. وتصنف اسلوبها في التقديم بالاسلوب البسيط المباشر «انا لا اتعاطى مع الجمهور كمجموعة بل كافراد، لان الحديث مع مجموعة يصيب المقدمة بالارتباك ويوقعها في فخ الفوقية».

=